المصريون يدخلون سباقا محموما لشراء مستلزمات رمضان

الأزمات السياسية والاقتصادية لم تشغلهم عن طقوس استقبال شهر الصيام

بائع في أحد أحياء القاهرة القديمة يعرض مستلزمات الشهر الكريم (رويترز)
TT

لم تؤثر الأوضاع السياسية الملتهبة على عادات المصريين في استقبال شهر رمضان المبارك، فيكفي أن تدخل أي «سوبر ماركت» من تلك السلاسل المنتشرة في طول مصر وعرضها، حتى تشعر أن الأوضاع الاقتصادية على خير ما يرام، وأن كل ما يشغل المصريين هو شراء الطعام والشراب استعدادا للشهر الفضيل.

وبينما تشتعل الساحة السياسية بمواضيع مثل صلاحيات الرئيس، والجمعية التأسيسية لوضع الدستور الجديد، وحل البرلمان، انشغل المصريون بأسعار السلع الاستهلاكية مثل الزيت والسكر والأرز والمكرونة، بينما غاب أي تأثير للأزمة السياسية أو الاقتصادية على سلوك المصريين الاستهلاكي.

ولا يختلف المشهد في محلات السوبر ماركت الواقعة في المناطق الراقية، عن تلك الكائنة في المناطق المتوسطة أو الشعبية، فالكل دخل في سباق محموم للشراء على الرغم من انتصاف الشهر الجاري، وهي الفترة المعروفة بأنها ميتة شرائيا لأن الموظفين يكونون في انتظار صرف مرتبهم الجديد بدءا من يوم 23 من الشهر.

نبيلة حمدي، ربة منزل في الستين من عمرها، ذهبت إلى أحد محلات السوبر ماركت الشهيرة مع ابنتها لشراء مستلزمات منزلها، وقالت وهي تنتقي بين نوعين من البلح «الشهر الكريم له طقوس معينة في مصر، ونحرص عليها كل عام».

وتضيف «الأسعار مرتفعة هذا العام، ولكن ما باليد حيلة، قد نضطر لتقليل الكميات ولكن لا بد أن نشتري الياميش والمكسرات كعادتنا كل عام».

أما خالد محمد، موظف بأحد البنوك الخاصة، فقال «الأسعار زادت على العام الماضي، لذلك ألجأ إلى الشراء من الأماكن التي تقدم العروض المختلفة لشراء ما أريد»، ويضيف خالد «لدي أربعة أبناء، وبالطبع مصروف البيت يزيد في شهر رمضان، بسبب الولائم والعزومات، وأيضا مستلزمات عيد الفطر بالنسبة للأولاد».

ويقول أحمد علي، موظف في أحد فروع سلسلة مصرية للسوبر ماركت: «الإقبال على شراء مستلزمات شهر رمضان بدأ منذ بداية شهر شعبان الجاري، وبدأنا في عرض الياميش والمكسرات وغيرها من الأشياء الخاصة بشهر رمضان».

ويضيف أحمد «نقدم خدمات مختلفة مثل (شنطة رمضان)، وهي شنطة بها مجموعة من المستلزمات الرمضانية يشتريها القادرون لتوزيعها على الفقراء كنشاط خيري، بالإضافة إلى شنطة المكسرات التي تضم أنواعا وكميات مختلفة من المكسرات وتباع بسعر مناسب».

ويوضح أحمد أن إقبال المشترين يكون بشكل أكبر على الأطعمة والمستلزمات الخاصة برمضان، متوقعا أن تبلغ ذروة حركة الشراء يومي الأربعاء والخميس المقبلين، لأن أول يوم في شهر رمضان يوافق يوم الجمعة المقبل فلكيا في مصر.

وقال «نغلق يوميا في الثانية عشرة مساء، وهذا الأسبوع قررت الإدارة تأخير موعد الغلق للواحدة صباحا، وحتى بعد الإغلاق يظل الموظفون في العمل لصف البضائع الجديدة على الأرفف وتجهيز المحل ليوم جديد من العمل»، مضيفا «أغلب الزبائن يشتري ما يحتاجه عن طريق بطاقات الائتمان لأننا في نصف الشهر، والكل في انتظار مرتباته».