«سنو باترول» تتحدى اللهيب على مرفأ جبيل

مغني الفرقة: بيبلوس المكان الأجمل في العالم الذي غنينا فيه والأكثر حرارة

TT

الاحتفاء الذي لقيه حفل فرقة «سنو باترول» مساء أول من أمس، على مرفأ جبيل في لبنان، وتجمهر آلاف الشبان للقاء الفرقة، والتفاعل الكبير معها، أمر يدعو للتساؤل عن مدى تفرنج الشباب اللبناني. فمغني الفرقة نفسه بدا غير مصدق لما يرى، وأعرب تكرارا عن دهشته واستغرابه.

«ها نحن أخيرا في لبنان، نغني للمرة الأولى هنا بعد أن جابت الفرقة العالم. لم نكن نعرف أبدا ما ينتظرنا عند وصولنا. لم نكن نتوقع أبدا كل هذا الحضور، لكن ما نراه مدهش». قال مغني الفرقة غاري لايتبدي لجمهور غفير ومتحمس.

غنت الفرقة أشهر أغنياتها التي سبقتها إلى لبنان. صفق الحاضرون رافعين أيديهم إلى أعلى، أضاءوا جوالاتهم ليلتقطوا اللحظة. أغنية «رن» الشهيرة خلبت الشبان، وكذلك «أوبن آيز» أو (العيون المفتوحة)، و«إن ذي إند» و«تشايسينغ كارز».

قدمت الفرقة لجمهورها أقدم أغنياتها وصولا إلى جديدها، وقال أحد الحاضرين إنه سمع كل ما يتمناه، و«إن خيارات الفرقة كانت أكثر من ممتازة». الحر الشديد، لم يثنِ الفرقة التي قال مغنيها «إنها لم تغنَّ في مكان أجمل من بيبلوس، كما أنها لم تغنَّ في مكان أشد منه حرارة».

بالفعل الليلة كانت لهيبا نسبة لطقس لبنان المعتدل، موجة الحر التي تلفح المنطقة بأسرها جعلت الفرقة تذوب تحت وطأة البروجكتورات الكثيرة والرطوبة الشديدة. أخذ غاري لايتبدي يرمي زجاجات المياه على الجمهور بين الفينة والأخرى. واضح أن الرجل لم يكن يعرف أنه سيتعرض لحرارة قال إنها «تفوق الوصف»، وخرج على جمهوره ببلوزة ذات أكمام طويلة صعبة الاحتمال.

كانت فرقة «سلاش» قد لقيت نجاحا مشابها في جبيل، لكن يبدو أن «سنو باترول» أكثر شعبية. وإذا كان البعض يطرب ويرقص على الرغم من أنه لا يستطيع تمييز كلمات الأغنيات، فإن البعض الآخر يعرف الأغنيات ويرددها، حتى إن لايتبدي كان يصمت ليستمع لغناء الجمهور.

بعض الشبان جاءوا ومعهم لافتات تطالب بأغنيات بعينها، الاستجابة كانت واضحة من أعضاء الفرقة الخمسة الذين لبوا كل طلب. وحين ودع لايتبدي الجمهور، خرجت صيحة واحدة جماعية تطالب بأغنية «جست ساي يس».

عودة الفرقة لم تكن فقط لأداء الأغنية المطلوبة التي يبدو أنها جننت الحضور، ولكن أيضا لتقديم أغنية إضافية قال مؤسس الفرقة إنها لوالده الكائن الأغلى على قلبه، ولكنها مهداة أيضا إلى بيروت، وللبنان البلد الذي لم يزر مثيلا له.

وروى لايتبدي أنه شاهد في لبنان كرما لم يجده في أي مكان آخر زاره على كثرة الدول التي جال فيها. وروى للجمهور قصة حدثت معه.. حكى أنه دخل أحد المحلات في جبيل ليشتري بعض الحاجيات وكان صاحب الدكان يتناول طعام الغداء، فطلب إليه أن يأخذ راحته ويجول وينتقي كما يشاء وسيعطيه سعرا مناسبا، ولدهشة لايتبدي فإن الرجل بدل أن يتأفف أو ينزعج دعاه ليتناول معه طعام الغداء. هذا التصرف الشرقي الذي لا يستوعبه الغرب يبدو أنه أصاب مؤسس الفرقة الشهيرة بالدهشة، لكن كان من المدهش أيضا في تلك الأمسية الحارة أن اللبنانيين يرحبون بفرقة إنجليزية بأفضل مما يفعل الإنجليز على ما يبدو.