مؤسسة قطر توقع شراكة نوعية مع المكتبة البريطانية لرقمنة نصف مليون صفحة من الأرشيف البريطاني

الشراكة تكشف «التاريخ المنسي» لبريطانيا في منطقة الخليج

TT

أعلنت أمس مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع عن توقيعها شراكة طموحة مع المكتبة البريطانية وذلك إيذانا بإطلاق مشروع معرفي رائد يهدف إلى رقمنة أكثر من نصف مليون صفحة من سجلات الأرشيف البريطاني والتي من شأنها أن تلقي بمزيد من الضوء على تاريخ منطقة الشرق الأوسط والخليج، وتعمق فهم العلاقة التاريخية للمنطقة مع بريطانيا وغيرها من دول العالم.وقد جرى الإعلان عن هذا المشروع الرائد في المبنى الرئيسي للمكتبة البريطانية في سانت بانكراس في لندن، والذي سيتم بمقتضاه رقمنة ما يزيد على 500000 صفحة من مواد الأرشيف المستخرجة من سجلات مكتب الهند، و25000 صفحة من المخطوطات العربية التي يرجع تاريخها إلى القرون الوسطى وإتاحتها للجمهور على شبكة الإنترنت.

هذا، ويتم تنفيذ المشروع في المكتبة البريطانية بالتعاون الوثيق مع مكتبة قطر الوطنية الجديدة التابعة لمؤسسة قطر، وسيستغرق تنفيذ المشروع وتحميله على شبكة الإنترنت 3 سنوات. وبمجرد أن يتم إطلاق الموقع الإلكتروني الخاص بذلك فسوف تصبح الفرصة متاحة أمام متصفحيه لإضافة رواياتهم الخاصة ذات الصلة بمنطقة الخليج، كما سيمكنهم من المساهمة في جمع البيانات، عن طريق تبادل الذكريات والصور الفوتوغرافية القديمة، أو من خلال قصص نقلت عن أجدادهم، حيث سيتم إضافة عناصر تاريخية من الذاكرة الشخصية إلى الأرشيف.

وتتضمن سجلات مكتب الهند، التي يرجع تاريخها إلى الفترة من منتصف القرن الثامن عشر وحتى عام 1947، ثروة من المعلومات والرسوم البيانية التي ترصد بدقة الحياة اليومية للسكان والأماكن والعلاقات الثقافية وحركة التجارة والجمارك في منطقة الخليج في تلك الحقبة، كما ستوفر المعاجم الجغرافية التي تعود إلى مطلع القرن العشرين، والتي كانت في الأصل وثائق سرية ومخصصة لكبار الدبلوماسيين والمسؤولين الحكوميين، وهي كنز من المعلومات الأساسية التي توضح الأهمية الاستراتيجية والتجارية القصوى لمنطقة الخليج بالنسبة إلى الدول الأوروبية بما فيها بريطانيا وفرنسا وألمانيا، والتي كانت ذات أثر ملحوظ في المنطقة في ذلك الوقت.

وسيتيح هذا المشروع الضخم للباحثين في جميع أنحاء العالم، وعقب رقمنة المواد وتحميلها على الموقع المخصص لها على شبكة الإنترنت، معرفة الأسماء والأماكن والأحداث التاريخية للمنطقة عبر البحث على شبكة الإنترنت، وذلك بعد أن كانت معرفة هذه المعلومات تتطلب من الباحثين وغيرهم زيارة قاعات المطالعة في المكتبة البريطانية في لندن، وهو الأسلوب السائد حتى الآن.

كما يمتد المشروع ليشمل أيضا رقمنة آلاف المخطوطات العربية التي تعود إلى العصور الوسطى والتي تدل على أهمية مساهمات العلماء المسلمين في مجالات العلوم والطب والرياضيات والهندسة.

وتعليقا على هذه الشراكة، قالت لين بريندلي، الرئيس التنفيذي في المكتبة البريطانية: «إن سجلات مكتب الهند التي تحتفظ بها المكتبة البريطانية، تضم سجلات من أغنى مصادر المواد التاريخية المتعلقة بمنطقة الخليج على مستوى العالم». وستكون هذه السجلات من بين هذه المواد المرقمة.وأوضحت بريندلي: «بفضل رؤية مؤسسة قطر، فإننا نتطلع إلى إطلاق المحتوى الغني والمثير الموجود في سجلات موادنا الأرشيفية، مما يجعل المزيد من هذه الوثائق الفريدة متاحة على شبكة الإنترنت، ويمنح الباحثين في جميع أنحاء العالم فرصة غير مسبوقة ليستكشفوا بأنفسهم المخطوطات الأولى لقرون من تاريخ الخليج العربي».

وقال إد فيزي وزير الاتصالات والثقافة والصناعات الإبداعية البريطاني: «لقد باشرت المكتبة البريطانية ومؤسسة قطر العمل على هذا المشروع العظيم والذي ستثبت فائدته البالغة للجميع لدى اكتمال عملية ترقيم المخطوطات، وإنه لمن المثير للإعجاب أن نعلم بأن هذا الكم الهائل من المعلومات الذي يوضح خطوط العلاقة بين بريطانيا ومنطقة الشرق الأوسط سيصبح متاحا للجمهور بشكل مطلق وإني لأثمن هذه الشراكة الطموحة».

كما صرح خالد المنصوري سفير دولة قطر لدى المملكة المتحدة قائلا: «إن هذه الشراكة التي ستزيد من معرفة أهل الخليج بمنطقتهم لا تقدر بثمن. فهذا الكم الهائل من المعلومات والذي سيتاح على شبكة المعلومات الدولية سيثري الدراسات والبحوث والكتب الدراسية التي تبحث في تاريخ الخليج والمنطقة. إن ذلك المشروع من شأنه أن يغير من مفاهيم الكثيرين حول العالم».

وقالت الدكتورة كلوديا لوكس، مديرة مكتبة قطر الوطنية: «ليس هناك شك في أن سجلات مكتب الهند في المكتبة البريطانية تمتلك واحدا من أقسام الأرشيف الرائدة في العالم بما يحويه من معلومات ذات صلة بمنطقة الخليج. ومكتبة قطر الوطنية فخورة جدا بالعمل جنبا إلى جنب مع المكتبة البريطانية في تطوير الأرشيف الرقمي الأول في المنطقة».