«قراءة الكف» بالكومبيوتر.. مهنة صيفية يمارسها الشباب على الشواطئ المصرية

نشاط يجذب المصطافين من خلال تحليل خطوط اليد.. ولا يتوقع الغيب

أسامة يمارس مهنته الصيفية بقراءة الكف في مدينة رأس البر
TT

في تمام الساعة السادسة مساء من كل يوم، يهرع الشاب العشريني أسامة فتحي إلى موقعه الثابت بشارع «النيل» الشهير في مدينة رأس البر بمحافظة دمياط (شمال شرقي القاهرة)، ولسان حاله يردد المثل الشعبي: «أكل العيش يحب الخفية». ففي جانب من الشارع المليء بالكازينوهات والمحال التجارية الكبيرة والفنادق، يقف أسامة أمام جهاز الكومبيوتر الشخصي الخاص به الملحق به جهاز ماسح ضوئي (سكانر)، اللذين يعلوهما لافتة كبيرة تعلن عن مهنته، حيث كتب عليها: «لأول مرة برأس البر.. قراءة الكف بالكومبيوتر»، وهي العبارة التي تكفل له جذب العشرات ممن لديهم الهوس بقراءة الكف، أو هؤلاء الذين تثير الكلمات فيهم حب الاستطلاع لمعرفة الكيفية التي يتم بها قراءة الكف عن طريق الكومبيوتر.

يؤكد أسامة أن مهنته لا يتطرق فيها إلى الغيب أو التوقع بالمستقبل كما يظن الكثيرون، فهو فقط يقرأ سمات الشخصية وطبيعتها، ويقول: «يأتي العديد من الأشخاص لسؤالي عن الكيفية التي أقرأ بها الكف من خلال الكومبيوتر، وعلى وجه الخصوص السيدات اللاتي يرغبن في معرفة ما سيحدث لهن في المستقبل، ويصدمن حينما أخبرهن بأنني لا أقول أي شيء عما يحدث في المستقبل لأن الغيب يعلمه الله وحده». ويضيف ضاحكا: «جاءت إلي إحدى السيدات لأخبرها بنتيجة ابنتها في الثانوية العامة، واندهشت عندما قلت لها إنني لا أعلم شيئا عن المستقبل، وإن كل ما يمكن أن أخبرها به هو سمات الشخصية وطبيعتها من خلال خطوط كف اليد المعروفة علميا».

وعن الكيفية التي يقرأ بها أسامة الكف باستخدام الكومبيوتر يقول: «يضع الشخص يده على جهاز الماسح الضوئي الذي ينقل إلى جهاز الكومبيوتر تفاصيل خطوط الكف وشكل الأظافر، ومن خلال برنامج قراءة الكف الذي قمت بتحميله من خلال شبكة الإنترنت يتم معرفة السمات العامة للشخصية وطبيعة تصرفاتها في المواقف المختلفة».

ويستطرد: «هناك نوعان من الكف، أحدهما ذو خط مستقيم وصاحبه لا ينجح إلا في عدد قليل من الأعمال، والآخر خطه مقوس ويتمتع صاحبه بالجرأة، أما بالنسبة للأظافر فهناك الأظافر المربعة واللوزية والعريضة وغيرها وتختلف طباع الشخصية وفقا لاختلاف شكلها».

بعيدا عن الكومبيوتر، يرفض أسامة قراءة الكف العادية التي تتنبأ بالمستقبل وتتوقع بعض الأحداث الغيبية، مشيرا إلى أنه على قناعة تامة بأن الغيب لا يعلمه إلا الله، وبأن من يتدخل في الغيب يعد آثما، لذلك يؤكد أنه لن يلجأ يوما إلى الكشف عن المستقبل بأي طريقة من الطرق، على حد قوله.

تعتبر أشهر فصل الصيف هي الموسم الذي يستغله الشاب الدمياطي أسامة كل عام لكسب رزقه، ففي العام الماضي شاهد أسامة أحد الأشخاص وهو يحلل الشخصية بنفس الطريقة في مدينة الإسكندرية، ومن وقتها قرر أن ينفذ الفكرة في مدينة رأس البر التي تجتذب آلاف المصطافين المصريين، ولكن بتوسع أكبر، حيث يقوم بطباعة ثلاث أوراق، الأولى لتحليل الشخصية من خلال خطوط الكف، والثانية من خلال أظافر اليد، والثالثة من خلال تاريخ الميلاد. ويضيف: «أنا حاصل على بكالوريوس خدمة اجتماعية ودرست علم النفس والاجتماع، وهذا ساعدني كثيرا في مهنتي هذه».

ويوضح أسامة أن الأرباح في الصيف هذا العام لم تكن كما توقعها، فالمصطافون من قبل كانوا يخرجون للبحر وأيضا للتسوق وشراء احتياجاتهم من الأسواق وخوض المغامرات والتنزه وغير ذلك، أما الآن فالحالة الاقتصادية لدى المصريين تزداد سوءا، وبالتالي تقل حركة البيع والشراء ويقل إقبال الزبائن على الأنشطة الجديدة. ويشير أسامة إلى أنه أيا كان هدف المترددين عليه، فالفكاهة والتسلية هي التي تكون غالبة في النهاية بين الجميع، خاصة جيل الشباب الذين يقرأون الكف ويقارنون بين نتائج بعضهم البعض في سخرية، ويستطرد: «الفتيات أيضا أكثر اهتماما من الشباب بقراءة الكف على الكومبيوتر، والكثيرون يقتنعون جدا بالنتائج التي تظهرها القراءة، حتى أن بعضهم يقف أمامي ليستفسر عما هو غامض وغير مفهوم بالنسبة لهم». وعن الأجر الذي يتقاضاه، يقول أسامة: «قراءة الكف تكون بخمسة جنيهات (أقل من دولار)، وأقوم أيضا بتفسير الأحلام عن طريق تفسير ابن سيرين بجنيه واحد». وينهي أسامة حديثه قائلا: «يستطيع كل شاب أن يكسب قوت يومه إذا وظف عقله ووسائل التكنولوجيا الحديثة بطريقة صحيحة، وعليه أن يعمل على تحسين عمله وجعله أفضل لزيادة أوجه الرزق، لكن بشرط أن يكون ذلك بعيدا عن المحرمات، لأن ذلك لن يجدي بأي رزق حلال».