محمود السطوحي.. فنان تشكيلي من رحم الثورة

يعلم أطفال الشوارع الرسم ويتمنى أن يأخذوا حقهم في الحياة

محمود السطوحي: اتمنى ان اقابل الرئيس محمد مرسي فقط لأشرح له معاناة الأطقال والفئات المهمشة
TT

في ركن صغير بميدان التحرير أيقونة الثورة بالعاصمة المصرية القاهرة يقف محمود السطوحي الفنان التشكيلي الشاب ممسكا بالفرشاة والألوان، ويتأمل فضاء الميدان المكتظ بشعارات الثورة وهو يضع اللمسات الأخيرة على لوحة رسمها للرئيس المصري اختار أن يعرضها ضمن عدد آخر من اللوحات التي تجسد الثورة المصرية داخل ميدان التحرير.من بين اللوحات لوحة تجسد يوم «جمعة الغضب» والمواجهات التي حدثت بين الشرطة والشعب وأسفرت عن استشهاد العديد من شباب الثورة، يقول عنها الشاب الثلاثيني: «هذا المشهد هو الذي دفعني للنزول إلى ميدان التحرير، وقتها شعرت بالمعنى الحقيقي للثورة وبأن لكل فرد دورا عليه أن يؤديه فيها».

ويتابع محمود: «لم أكن أعرف عن ميدان التحرير شيئا يذكر ومنذ تلك اللحظة تركت منزلي بكفر الدوار في محافظة البحيرة وجئت للمشاركة في الثورة وبعد 18 يوما من الاعتصام في الميدان بدأت برسم لوحات عن أحداث الثورة التي تأثرت بها».

ويضيف: «كنت أعمل في بلدتي وأرسم لوحات صغيرة وأبيعها وعندما بدأت العمل هنا لم يكن يشغلني الكسب المادي على الإطلاق، اللوحات التي نفذتها عن الثورة كانت استشعارا مني بأهمية أن يقوم كل فرد بدور لإنجاح الثورة والدفع بها إلى الأمام».

لم يدرس محمود الفنون التشكيلية بالجامعة، لكنه بعد أن حصل على دبلوم زخرفة حصل على دورات تدريبية في الجرافيك ورفض أن يدرس الفن حتى لا تكون هناك أية قيود تتحكم في عمله وفي الطريقة التي يعبر بها عما يراه.

أبرز اللوحات التي يعرضها محمود في الميدان لوحة تصور موقعة الجمل وقتل الثوار، ولوحة أخرى تصور سحل الفتاة في أحداث شارع محمد محمود، ولوحة تجسد المعتصمين في الميدان، وأخرى تجسد أحداث جمعة الغضب في عدة مشاهد.

وعن اختياره لميدان التحرير لعرض لوحاته يقول محمود: «اخترت الميدان لكي يشاهد اللوحات جميع الفئات بدءا من المثقفين والثوريين وحتى أطفال الشوارع الذين يحتاجون إلى التوعية بالثورة وأهدافها ومبادئها».

ويضيف: «بعد الثورة سعيت مع مجموعة من زملائي لتشكيل جمعية لفناني الثورة وبالفعل قمنا بتأسيس جمعية (دوار فناني الثورة) وقمنا بتسجيلها في الشهر العقاري بعدها شاركنا في عدد من المعارض داخل الأوبرا وقطاعات مختلفة للفنون التشكيلية».

وحول أهداف هذه الجمعية يقول محمود: «وضعنا عددا من الأهداف للجمعية من أبرزها نشر الوعي الفكري والثقافي بين طوائف المجتمع عن طريق التفاعل معهم والاهتمام بجذب أطفال الشوارع وإلقاء محبة المجتمع في قلوبهم وأيضا تنظيم ورش عمل لتعليم الهواة».

ويستطرد محمود بصوت يملؤه الحماس: «نهدف لتوعية أطفال الشوارع وتعليمهم، فأحيانا أقوم بتجميع الأطفال الموجودين في الميدان وتعليمهم مبادئ الرسم والفن التشكيلي لأنني أشعر بخطورة إهمال هؤلاء الأطفال».

يشير محمود إلى أنه يسعى مع مجموعة من زملائه إلى تسجيل جمعيتهم كجمعية أهلية حتى تستطيع أن تمارس أنشطتها بصورة واضحة وأكثر تأثيرا، مؤكدا أنه بمجرد أن تتم هذه الخطوة ستسعى الجمعية لتعليم الأطفال مختلف الأنشطة كالرسم والموسيقى والغناء والشعر وغيرها من الفنون.

ويضيف: «كان أول تفعيل للجمعية في فبراير (شباط) 2011، بعدها شاركت في عدد من المعارض في قصر الأمير طاز وقصر محمد علي وأيضا في معرض الكتاب الذي شاركت فيه الجمعية بما يقرب من ألف لوحة عن أحداث الثورة».

ينهي محمود حديثه قائلا: «أتمنى مقابلة الرئيس مرسي ليس لأهداف أو مطامع خاصة بي ولكن معايشتي لعدد من الفئات المهمشة داخل الميدان أبرزهم أطفال الشوارع جعلتني أشعر بفداحة إهمال هذه الفئة التي من الممكن أن تكون قنبلة موقوتة إن لم تجد مؤسسات تهتم بها وتقوم بتفعيلها وحسن استغلالها وهو ما سأحاول عمله عبر جمعية فناني الثورة».