تونس: حمام سيدي معمر.. مركز استشفائي في الهواء الطلق

يقع على بعد 55 كيلومترا من القيروان ويتميز بارتفاع نسبة الكبريت في مياهه

TT

للحمامات المعدنية سحرها الخاص في كل الفصول، فالعائلات التونسية تواصل ممارسة عادات ترجع إلى عهود بعيدة تؤكد على أهمية العلاج والاستحمام بمياه معدنية، ويسجل البعض منها أرقاما قياسية في مجال حرارة المياه التي تترك مفعولها على العقول والأجساد.

حمام سيدي معمر الواقع على بعد 55 كيلومترا من مدينة القيروان هو حمام مياه معدنية ساخنة طبيعية، له ميزة غير موجودة في بقية الحمامات المعدنية، إذ إن النسبة الملحوظة من الكبريت الموجودة في مياهه تساعد على مداواة الأمراض الجلدية كحب الشباب ومعظم الطفوح الجلدية، وهو ما يجعل الأهالي يعتقدون اعتقادا جازما في جدوى التوجه نحوه.

ويعرف هذا الحمام كذلك باسم «حمام الصلاح»، وعبارة الصلاح تحيلنا مباشرة إلى الأولياء الصالحين، والحمام بذلك يكون على علاقة ببركات الأولياء، ويكون الاستحمام به مرتبطا بعادات تكاد تكون دورية. وتبلغ درجة حرارة هذه العين الطبيعية التي يحيط بها عدد من الجبال، نحو 34 مئوية، أما قوة التدفق فهي مقدرة بنحو نصف لتر في الثانية.

ويعتقد سكان مدينة القيروان والمناطق القريبة منها أن حمام سيدي معمر الممزوجة مياهه بمادة الكبريت، يقي من داء الروماتيزم واعتلال الأعضاء والزند وعدد من أمراض المفاصل والأمراض الجلدية، بالإضافة إلى تهدئة الآلام العصبية والروماتيزم النقرسي وتخلخل العظام في سن اليأس والشلل المطول وجراحة العظام وعواقب آلام الظهر وعواقب أمراض الأعصاب وتأخر التئام الكسور إلى جانب حب الشباب وعواقب شلل الأطفال المبرح.

وفي هذا الشأن، يقول عبد العزيز الهمامي (من سكان القيروان) إن عادة زيارة حمام سيدي معمر كانت متأصلة لدى العائلات هناك. وأشار إلى أن فصل الربيع هو الأنسب للذهاب هناك والاستجمام في عين كلها منافع. ويتذكر الهمامي أن خياما كانت تنصب بالقرب من العين لعدة أيام، إذ إن الاعتقاد السائد أنه من الضروري قضاء أكثر من ثلاثة أيام متتالية للتمتع بمزايا تلك العين الساخنة. ودعا بالمناسبة إلى ضرورة التفكير في استغلالها بأسلوب عصري حتى تتحول من حمام موسمي محدود المدة بفعل العوامل الطبيعية إلى مركز استشفائي قادر على قبول أعداد كبيرة من الزائرين، بما يحوله إلى عامل تنمية للمنطقة بأسرها. فالزائر إلى حمام سيدي معمر الذي هو عبارة عن عين ماء طبيعية دافئة، يغير ملابسه في الهواء الطلق على حافة الوادي، ومع كون الحمام مكشوفا للعيان فإن أهالي المنطقة وغيرها من المناطق يأتونه بأعداد كبيرة ويتعبون من أجل الانتفاع بمزاياه العلاجية. ومن المستحيل استغلال هذه العين في فصل الشتاء لبرودة الطقس أولا وعند نزول الأمطار ثانيا، وكذلك في فصل الصيف لشدة الحرارة المسجلة بتلك المناطق، أضف إلى ذلك أن حمام سيدي معمر غير محمي من فيضان وادي «زرود».

وتعتقد العائلات التونسية في الجدوى العلاجية والوقائية لهذه الحمامات الاستشفائية التقليدية، لذلك فإن عدد المستحمين قد بلغ بمختلف الحمامات المعدنية سنة 2009 أكثر من 3 ملايين و300 ألف مستحم.