منظمو حفل افتتاح أولمبياد لندن يجاهدون لإخفاء التفاصيل

عضو فريق البيتلز السابق بول مكارتني يختتمه بأغنية

يبدأ حفل افتتاح أولمبياد لندن في الساعة التاسعة مساء الجمعة المقبلة بصوت جرس يزن 27 طنا
TT

سيكون حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية عرضا فخما - لكن هل سيكون مفاجأة؟

الإجابة في كلمة واحدة: «لا».

يجاهد مخرج الحفل داني بويل للحفاظ على سرية التفاصيل، وناشد سباستيان كو رئيس اللجنة المنظمة المشاركين وقف تسريب تفاصيل العروض الاستثنائية. لكن في عصر كاميرات الهواتف الجوالة والشبكات الاجتماعية ومشاركة 10000 راقص في حفل الافتتاح، وآلاف من أفراد الأمن والعاملين وأكثر من 10000 صحافي موجودين بالفعل في القريبة الأولمبية لا يمكن الحفاظ على الكثير بعيدا عن المجال العام. ويعترف بويل بشأن الحفاظ على أسرار حفل الافتتاح عندما عرض على الصحافيين نموذجا لديكورات المشهد الافتتاحي للحفل قبل أسابيع من الحدث: «جزء من العالم الحديث يعني أنك لن تستطيع القيام بذلك».

لذا توقفوا عن القراءة الآن إذا أردتم أن يكون حفل الافتتاح مفاجأة. توقفوا.. توقفوا.. توقفوا.

لكن إن لم تتمكنوا من مقاومة الفضول كما هو الحال بالنسبة للبقية منا، استعدوا لرؤية كل شيء بدءا من جيمس بوند إلى اللورد فولدمورت، وحتى ملعقة السكر.

كشف بويل عن بعض التفاصيل المنتقاة بشأن العرض لكن نظرا لأن العارضين بدأوا بروفات الأداء في يونيو (حزيران) في الاستاد الأوليمبي، وبدأ جيش الصحافيين في التوافد لتغطية الأولمبياد الذي سينطلق في الـ27 من يوليو (حزيران) التي ستضم 12 لعبة، تدفقت التفاصيل بشأن حفل الافتتاح الذي تكلف 27 مليون جنيه إسترليني.

كانت التسريبات أكثر من أن يتحملها كو الذي كتب تغريدة على تويتر: «أشارك العارضين المتطوعين والمواطنين إحباطهم بشأن تسريب حفل الافتتاح بشكل غير رسمي. دعونا نحتفظ بالمفاجأة». لكن مناشداته على «تويتر» لم تجد سوى آذان صم، فلا تزال المعلومات تتقاطر.

إذن ما الذي نعرفه؟

سيكون موضوع الحفل «جزر العجائب» المستوحى من مسرحية ويليام شكسبير «العاصفة»، التي تدور حول مجموعة من الأشخاص الذي ضلوا على جزيرة بعد تحطم سفينتهم. ويتوقع أن يلقي ممثل خطاب كاليبان، الذي يقول فيه: «لا تخف، الجزيرة مليئة بالضوضاء». وقد انسحب مارك ريلانس الذي كان يتوقع أن يؤدي هذه الأسطر، بعد وفاة ابنة زوجته. وهناك شائعات بأن يحل كنيث براناه بديلا له. وعلى الرغم من استلهام بويل الجزيرة المسحورة، يتوقع قليلون أن يقدم الرجل الذي قام بتمثيل مدمني الهيروين في فيلم «ترين سبوتنغ»، وقاطني الأحياء الفقيرة في «المليونير المتشرد»، صورة نظيفة عن بريطانيا، تبدو أشبه بجزر العجائب، مع إقحام قدر كبير من النزوة البريطانية في داخلها.

وقال بويل إن العرض «يحاول أن يبرز أفضل ما لدينا، لكننا نحاول أيضا الكثير والكثير من الأشياء المختلفة بشأن دولتنا».

يبدأ حفل الافتتاح في الساعة التاسعة مساء بصوت جرس يزن 27 طنا، الجرس الأضخم في العالم الذي تم ضبطه أدائه بتناسق، تم تصنيعه في مصنع «وايت تشابل بيل فوندرس»، الذي يعود عمره إلى 442 عاما، الذي صنع جرس ساعة «بيغ بين» وجرس مكتبة فيلادلفيا. وقد تم تصوير مقطع مسبق داخل قصر باكنغهام، قيل إنه يتضمن الملكة إليزابيث ودانييل كريغ في دور جيمس بوند. وإذا ما صحت الشائعة، فسوف يقوم العميل 007 بالهبوط بالمظلة في الاستاد لبدء العرض.

سيستحضر حفل الافتتاح مشهدا رعويا، «الأرض المبهجة والخضراء»، الذي ذكر في قصيدة ويليام بلاك «القدس»، الملحنة التي تعتبر النشيد الوطني غير الرسمي لبريطانيا. هناك المروج والماشية وفلاح يحرث حقله ومباراة للكريكت، في إشارة إلى عدد كبير من مهرجانات الموسيقى الصيفية الريفية، والرقص على موسيقى الروك. لم يكشف بويل عما سيجري بعد ذلك، لكنه قال إن الافتتاح سيصور ماضي وحاضر ومستقبل بريطانيا أمام مشاهدي التلفزيون في جميع أنحاء العالم الذين يقدر عددهم بمليار مشاهد. إلى جانب اللاعبين والعارضين سيحضر نحو 60000 شخص حفل الافتتاح من بينهم قادة سياسيون من جميع أنحاء العالم، حيث توجد السيدة الأميركية الأولى ميشيل أوباما وابنتاها وعدد من الملوك والمشاهير بين الحضور.

تصور الصور الجوية لديكور القسم الثاني من العرض مباني مظلمة ومداخن ونهر التيمس يجري بينها. هذا هو الجانب الآخر من البلاد الذي جاء وصفه في قصيدة «القدس».. «أرض الطواحين الشياطين المظلمة».

سيتعامل الفصل الثالث مع إعادة إحياء شرق لندن، حيث تقام الألعاب الأولمبية، كمتنزه وقلب إبداعي وموطن كثير من الفنانين والمصممين وشركات الإنترنت الجديدة. ستكون هناك بعض القصص النادرة التي تتناول التاريخ البريطاني (نسخة سلطة الشعب لبويل)، بما في ذلك مظاهرات البطالة في فترة الكساد وأداء الممرضات التحية لدائرة الصحة الوطنية التي تم تأسيسها عام 1948 لتقديم الرعاية الصحية المجانية لكل البريطانيين، والمؤسسة الوطنية التي تشهد قتالا كبيرا حولها الآن. وقد شوهد العارضون الذين يرتدون عمال مناجم ومصانع أيضا وهم يتوجهون إلى الاستاد، وأحد الديكورات يضم نموذجا لسفينة «إمباير ويندروش»، التي جلبت مئات من المهاجرين إلى بريطانيا عام 1948. وبحسب صحيفة «صنداي تايمز»، ستعرض شخصيات من قصص الأطفال القديمة، بما في ذلك «أليس في بلاد العجائب» و«بيتر بان»، ومواجهة بين فولدمورت وهاري بوتر، أبطال كتب جيه كي رولينغ، وحشد من المربيات الساحرات الطائرات، المأخوذ من قصص ماري بوبينز.

وقد شدد بويل على أن حفل الافتتاح لن يكون حفلا موسيقيا - فالنجوم الحقيقيون هم الرياضيون - لكن الموسيقى ستلعب دورا رئيسا بتوجيه موسيقي عبر لحن ثنائي إلكتروني لفيلم «أندروورلد»، الذين عملوا مع بويل منذ فيلمه «ترين سبوتنغ» عام 1996. الموسيقى التي سنسمعها تأتي من الاستاد في الأيام المقبلة تتنوع ما بين «القدس» (بطبيعة الحال) إلى أغنيات البيتلز، «ذا هُو»، «سيكس بيستولز»، وفكرة فانجليس من فيلم «عربات النار».

هناك أيضا أغنيات لفنانين جدد مثل ديزي راسكال وتيني تيمبا، النجمين البريطانيين اللذين نشآ في بيئة لندن الشجاعة التي يحتفي بها بويل.

سيكون الفصل الأخير من حفل الافتتاح لعضو فريق البيتلز السابق بول مكارتني، الذي سيقود الجمهور في غناء أغنية «هاي جود» مع آلاف الأصوات تردد «خذ أغنية حزينة واجعلها أفضل».

لا تزال اللمسات الأخيرة توضع على العرض، حيث تؤدي البروفة التقنية النهائية مساء يوم الاثنين، فيما تقام البروفة النهائية بملابس العرض يوم الأربعاء. ويحاول بويل أن لا يتجاوز العرض الساعات الثلاث التي وضعت له حتى يتمكن الجميع من استخدام المواصلات العامة في العودة إلى منزله.

عرض بويل ليس سوى جزء من حفل افتتاح دورة الألعاب الصيفية، التي خصص قسم كبير منها عبر البروتوكول الأولمبي. وسيضم الاحتفال أيضا عرضا للرياضيين من أكثر من 200 دولة وكلمات لشخصيات شهيرة، بما في ذلك الملكة، التي ستعلن رسميا عن افتتاح الألعاب، وبطبيعة الحال إيقاد الشعلة الأولمبية.

لا تزال هوية حامل الشعلة الذي سيشعل المرجل تحاط بسرية كبيرة، ولم يتم تسريبها حتى الآن.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»