آلاف من الشخصيات المهمة يصلون إلى لندن لحضور حفل افتتاح الألعاب الأولمبية

نشر 1200 جندي إضافي لحماية الدورة

TT

أعلن وزير الألعاب الأولمبية البريطاني، جيرمي هانت، أمس، أن الحكومة ستنشر 1200 جندي إضافي لحماية الألعاب الأولمبية، وذلك بسبب نقص عدد الحراس الذين توفرهم شركة «جي 4 إس» الأمنية الخاصة.

ومع الجنود الإضافيين يرتفع عدد الجنود المنتشرين لحماية الألعاب الأولمبية إلى 18200 جندي. واتخذت القرار لجنة حكومية برئاسة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون قبل ثلاثة أيام من الافتتاح الرسمي للألعاب الأولمبية.

وقال هانت إنه على الرغم من استمرار ارتفاع عدد عناصر الأمن الذين توفرهم شركة «جي 4 إس» المتعثرة، فإن الوزراء «أرادوا عدم ترك أي ثغرات». وأكد أن «مستويات إعداد عناصر الأمن في المواقع تخضع لمراجعة متواصلة».

وأضاف أن «عدد عناصر شركة (جي 4 إس) يواصل الارتفاع بشكل كبير، ونتوقع أن يتواصل هذا الارتفاع. إلا أن الوزراء قرروا أن علينا أن ننشر 1200 جندي إضافي تم وضعهم على أتم الاستعداد الأسبوع الماضي». وقال إنه «عشية أكبر حدث في وقت السلم تشهده البلاد، فقد أوضح الوزراء أنهم لا يريدون ترك أي ثغرات». وأضاف أن «الحكومة واثقة تماما من أننا سنضمن أمن وسلامة الألعاب».

وكانت الحكومة البريطانية قد قررت نشر 3500 جندي إضافي في اللحظات الأخيرة لتعويض النقص في عناصر شركة «جي 4 إس»، مما رفع عدد الجنود المكلفين تولي «عملية الأولمبياد» إلى 17 ألف جندي، من بينهم 11800 من الجيش ونحو 2600 من البحرية الملكية ومثلهم من القوات الجوية.

وفي أوقات الذروة سيقوم نحو 11000 جندي بالواجبات الأمنية في المواقع الأولمبية في لندن وغيرها.

وتشارك بعض الوحدات والعناصر العائدين من أفغانستان في وقت سابق من هذا العام، في حماية الألعاب.

وعلى صعيد آخر، تترقب العاصمة البريطانية وصول الآلاف من الشخصيات المهمة، بينهم نحو 120 من القادة العالميين، لحضور حفل افتتاح الألعاب الأولمبية المقرر الجمعة، مع لائحة ضيوف تتراوح من أنجلينا جولي إلى ميشيل أوباما وملك سوازيلاند.

ويتوقع أن يحضر عدد قياسي من قادة الدول والحكومات إضاءة الشعلة الأولمبية على يد شخصية لم تكشف هويتها حتى تاريخه، في احتفال بلغت ميزانيته 27 مليون جنيه إسترليني (42 مليون دولار أو 35 مليون يورو)، وسيكون عبارة عن استعراض من الموسيقى والرقص والألعاب النارية، وسط فورة من الحفلات الخاصة بالشخصيات البارزة والمشاهير في العاصمة البريطانية.

ومن المقرر حضور المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، ورئيس الوزراء الياباني، يوشيهيكو نودا، حفل الافتتاح الذي سيرتدي طابعا بريطانيا، ويتضمن عرضا للخراف، وجراحين راقصين من هيئة الخدمة الصحية الوطنية.

وستفتتح ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية (86 عاما) الألعاب رسميا في الحفل، الذي ما زالت مضامينه المحددة سرية. وستترأس السيدة الأميركية الأولى ميشيل أوباما الوفد الأميركي. وفي غياب أي خطط لحضور زوجها الرئيس باراك أوباما، سيكون منافسه المرشح الرئاسي ميت رومني بين الحاضرين، ساعيا إلى التودد لقادة الدول قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

وسيكون الأمير البريطاني ويليام وزوجته كاثرين، اللذان ينسب إليهما الفضل في ضخ الحياة في الملكية البريطانية، حاضرين إلى جانب عدد من أفراد العائلات الملكية والأمراء الأوروبيين، من بينهم أمير موناكو ألبير. ويتقدم الوفد الروسي رئيس الوزراء ديمتري ميدفيديف، في حين لمح الرئيس فلاديمير بوتين إلى أنه قد يزور بريطانيا في وقت لاحق لحضور منافسات الجودو، وهي الرياضة التي يحمل حزامها الأسود.

ومن المتوقع أن يكون أسطورة كرة القدم البريطانية ديفيد بيكام حاضرا في الافتتاح، على الرغم من عدم استدعائه إلى المنتخب البريطاني الموحد المشارك في منافسات كرة القدم، مما أثار غضبا شعبيا.

ويفوق عدد رؤساء الدول والحكومات المتوقع مشاركتهم في حفل الافتتاح، الذي قد يصل إلى 120 وفق وزارة الخارجية البريطانية، عدد أولئك الذين شاركوا في افتتاح دورة بكين 2008 (وصل إلى 80 شخصا)، الذي كان أقل بنحو النصف في افتتاح أثينا 2004. وسيكون الزعماء العالميون مدعوين إلى حفل استقبال في قصر باكنغهام قبل حفل الافتتاح.

وستحتل الواجهة أيضا سلسلة من حفلات المشاهير التي ستقام على هامش الألعاب، أبرزها احتفال خيري في متحف فيكتوريا وألبرت الأربعاء، يعود ريعه لمنظمة «سبورتس فور بيس» (الرياضة من أجل السلام)، ويتخلله تكريم أسطورة الملاكمة محمد علي.

ويساعد الثنائي الأشهر في هوليوود أنجلينا جولي وبراد بيت في تنظيم السهرة، مما حدا بالصحافة البريطانية إلى إطلاق كنية «حفل برانجلينا» عليها.

وكتبت «لندن إيفنينغ ستاندارد» أمس الاثنين: «الملكية تقابل هوليوود مع انطلاق موسم حفلات الألعاب المليء بالنجوم».

ووفق صحيفة «تايمز»، ستحضر السهرة الممثلة كاثرين زيتا جونز، وسائق الـ«فورميولا وان» لويس هاميلتون، وثنائي الملاكمة الأوكراني الأخوان كليتشكو.

لكن الطعام سيكون عاديا، ويتضمن الطبق البريطاني الشعبي المكون من السمك ورقائق البطاطا. وسيقيم صانع الساعات «أوميغا» حفلات «سرية» خلال الألعاب، مع لائحة مدعوين تشمل الممثلة الأسترالية نيكول كيدمان، ونجم السباحة الأميركي مايكل فيلبس.

ويرسو عدد من اليخوت الفخمة المملوكة لعدد من الأقطاب وأصحاب الثروات، قبالة منطقة كاناري وارف، المعروفة بكونها حي المال والأعمال في لندن.

رغم ذلك، ستسجل غيابات ملحوظة عن انطلاق الألعاب، ليس أقلها الرئيس السوري بشار الأسد الممنوع من السفر إلى أوروبا، مثل رئيس زيمبابوي روبرت موغابي والزعيم البيلاروسي ألكسندر لوكاتشنكو.

كما بقي عدد من السوريين، ومن ضمنهم رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية اللواء موفق جمعة، بعيدا من الألعاب، بعدما قالت بريطانيا إنها سترفض منح تأشيرات دخول للأشخاص المرتبطين بانتهاكات حقوق الإنسان.

وفي نفس الوقت، أعلن البلجيكي جاك روج، رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، أن عائدات البث التلفزيوني لدورتي الألعاب الأولمبيتين الشتوية (سوتشي 2014) والصيفية (ريو دي جانيرو 2016) يتوقع أن تتجاوز أربعة مليارات دولار. وقال روج خلال اجتماع اللجنة الأولمبية الدولية إن الأوضاع المالية للجنة «قوية وآمنة»، مشيرا إلى أن الاحتياطي النقدي للجنة تضاعف خمس مرات في آخر 11 سنة ليصل إلى 558 مليون دولار.

وعلى الرغم من ذلك، قال روج إن الدخل القياسي من البث التلفزيوني والرعاة لن يوقف اللجنة الأولمبية الدولية عن الاستمرار بشكل واقعي في جهودها «للسيطرة على تكاليف دورات الألعاب الأولمبية». وبينما كانت عائدات البث التلفزيوني لأولمبياد 2010 الشتوي في فانكوفر و2012 الصيفي في لندن 3.9 مليار دولار ينتظر أن يتجاوز نظيره في أولمبيادي 2014 و2016 حاجز 4 مليارات دولار.

وقال روج: «لدينا في الفترة من 2014 إلى 2016 بالفعل 3.6 مليار دولار، ومن المؤكد أنها ستتجاوز 4 مليارات دولار». وضمن اللجنة الأولمبية الدولية أيضا 2.6 مليار دولار من عائدات البث التلفزيوني لدورتي الألعاب 2018 الشتوية في بيونجتشانج و2020 الصيفية التي تتحدد المدينة المضيفة لها في العام المقبل. ودفعت شبكة «إن بي سي» التلفزيونية الأميركية إلى اللجنة الأولمبية الدولية 4.38 مليار دولار في العام الماضي نظير حصولها على حقوق البث التلفزيوني للدورات الأولمبية حتى 2020، كما وقعت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» عقدا مع اللجنة حتى 2020.