لاصقة طبية لمنع العطش تلقى رواجا في القاهرة

سعرها زهيد.. وبعض الفقهاء يراها تحايلا على الصوم

TT

«صم وانتعش من غير عطش.. قاوم الحر بـ2 جنيه فقط»، نداءات انتشرت بشكل ملحوظ في أسواق القاهرة الشعبية خاصة العتبة والموسكي بوسط البلد، يطلقها الباعة الجائلون للترويج للاصقة طبية صينية يقولون إنها تمنع العطش، وسط بضائعهم المتنوعة.

اللاصقة تشبه لاصقة الجروح الطبية العادية، ولكن توضع بجوار الكلى في منطقة أسفل الظهر، ويقول لك الباعة بمنتهى الثقة إنها تمنع العطش لمدة 8 ساعات ويتحدثون عن أنها ليست محرمة شرعا وليست لها أضرار صحية أو آثار جانبية.

وتلقى اللاصقة رواجا بين بعض العمال وأصحاب المهن الشاقة التي تتطلب مجهودا بدنيا طوال اليوم. كما أن المصريين يصومون نحو 16 ساعة ونصف، وهو ما لم يحدث منذ 33 عاما، وسط درجة حرارة تعتبر الأعلى في معدلاتها في مثل هذا الوقت من العام حيث تصل أحيانا إلى 46 درجة.

ويقول مرسي فتحي، أحد الباعة بمنطقة العتبة بالقاهرة: «لم أقتنع ببيعها إلا بعد أن تأكدت من أنها غير محرمة لأنها لا تدخل جوف الصائم». وعن مصدرها قال: «شركة تصنيع لاصقات طبية صينية قررت توريدها لمصر ضمن لاصقات للجروح، ثم تم تصديرها لعدة دول عربية أخرى».

ويرى بعض العلماء والفقهاء أن هذا يعد تحايلا على أداء فريضة الصوم الذي هو ركن أساسي من أركان الإسلام، حيث أصدر فضيلة الشيخ عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى السابق بالأزهر فتوى مفادها أن استخدام هذه اللاصقة الطبية لمنع الشعور بالعطش يعد تحايلا على الدين وعلى فريضة الصيام، فالصيام له مغزى من الامتناع عن المأكل والمشرب من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، وليس الامتناع عن شهوتي البطن والفرج امتناعا ماديا فقط؛ بل هو امتناع روحي في الأساس».

وأباحت هيئة الشؤون الدينية التركية منذ فترة مثل تلك اللاصقات، كما أفتى بعض الفقهاء المغاربة بجواز استخدامها بوصفها تحفظ السوائل داخل الجسم فقط.

وحاليا تروج بعض المواقع الإلكترونية الطبية للاصقات أخرى، بزعم أنها تمنع الشعور بالجوع وتفقد الشهية.