«عقل الدورة الأولمبية» يمكنه نقل النتائج بهامش تأخير ثلث ثانية

تقديم الخدمات مغلفة بابتسامة

مركز الخدمات التكنولوجية الخاص بالأوليمبياد يضم 11 ألف خبيرا (أ.ب)
TT

عقل دورة لندن 2012 الأولمبية يوجد في 25 «كندا سكوير»، الطابق 21 لبناية «سيتي غروب هاوس». هناك بالأعلى، حيث يطل المنظر على القرية الأولمبية، أقامت شركة «أتوس» الفرنسية الجهاز الذي سيبث بشكل فوري نتائج الدورة.

يمكن وصفها بأنها منطقة تحت حراسة مشددة، فلا بد من توفير حماية جيدة لتدفق ملايين البيانات، يتم نقلها عبر 4200 كيلومتر من الأسلاك الهاتفية والشبكات، يعمل عليها 3500 شخص فضلا عن شركات فرعية. وتتكون البنية التحتية المعلوماتية من 11500 جهاز كومبيوتر، و1100 كومبيوتر محمول، و900 جهاز خادم (سيرفر) وعدد لا يحصى من الشاشات.

كل ذلك تمت تجربته خلال 200 ألف ساعة قبل بدء دورة الألعاب الأولمبية، التي تنطلق بعد غد الجمعة. وتواجه «أتوس» تحديا مزدوجا. فالشركة تريد تمويل وسائل الإعلام والمتفرجين وأكثر من 8.5 مليون متابع بقدر كبير من المعلومات عن الدورة، بهامش تأخير لا يزيد عن ثلث الثانية.

ويتحدث باتريك أديبا مدير «أتوس» عن «تقديم النتائج إلى العالم في غضون أقل من ثانية».

ويتمثل التحدي الآخر في حماية بياناتها في وقت يتزايد فيه خطر الإرهاب.

وقبل الدورة جمعت «أتوس» بيانات حول 250 ألف شخصية معتمدة، من رياضيين وإداريين وصحافيين ورعاة ومتطوعين، يشاركون في «لندن 2012».

وقسمت «أتوس» الدورة إلى 94 ملفا أمنيا. كما قامت الشركة ببرمجة حتى 700 حادث محتمل، من كل الأشكال.

وتعتمد منظومة التحديد على 200 ألف سؤال. وهناك إدارة أزمات، تعمل في إطارها اللجنة المنظمة والسلطات الأمنية، ستتعامل مع «التهديدات الواجب التعامل معها بجدية».

وتعتبر اللجنة الأولمبية «أتوس» شريكا مفيدا للرعاة. لذلك يصفها جاك روج رئيس اللجنة الأولمبية بأنها «عقل الأولمبياد».

وعادة ما يجب على 11 راعيا رئيسيا للجنة الأولمبية الدولية دفع 100 مليون دولار مقابل فترة تمتد أربعة أعوام. وبين 2009 و2012، حصلت اللجنة الأولمبية الدولية على نحو 950 مليون دولار. وتقوم «أتوس» بدفع المستحق عليها عبر خدمات متخصصة.

وفيما يتعلق بالجانب التنظيمي يعكف عشرات الآلاف من الأشخاص على تنفيذ هذه الفكرة خلال فترة فعاليات الدورة، وذلك بتقديم الخدمات المختلفة إلى الرياضيين والزائرين مغلفة بابتسامة تنم عن سعادتهم باستضافة الحدث وزائريه.

وقال كريس أليسون، نائب مفوض الشرطة البريطانية (شرطة أسكوتلنديارد)، المسؤول عن عملية تأمين الدورة الأولمبية: «سنتعامل بود، أعد بذلك».

وأوضح مايكل فيسبر، رئيس البعثة الألمانية المشاركة في أولمبياد «لندن 2012»، قائلا: «نتطلع إلى دورة ألعاب مبهجة وودية وناجحة».

ويبدأ تنفيذ الفكرة مع دخول المتنزه الأولمبي الذي تبلغ سعته مثل إجمالي سعة 357 ملعبا لكرة القدم. وإذا حدث أن دخل شخص من البوابة الخاطئة، فإن ملحمة مثل الأوديسا ستكون في انتظاره.

وفي ظل وجود الناحية الأمنية على قمة الأولويات لدى جميع المشاركين في التنظيم، فإن عدم التعاون أو إظهار حالة من عدم الصبر لن يكون مجديا.

وإضافة إلى الإجراءات الأمنية الدقيقة لمراقبة سير الأمور في شوارع وطرقات المتنزه الأولمبي والتواصل بين أفراد الأمن عبر أجهزة اتصال لاسلكية لتتبع سير العملية الأمنية وحركة الوافدين إلى المتنزه الأولمبي، يحظى المركز الإعلامي بتأمين خاص من قبل قوات الجيش. كما يحرص أفراد الأمن على توجيه الإعلاميين المتوافدين على المركز بما لا يدع أي مجال للانتظار إلا من خلال صفارات الإنذار التي تطلق عند بوابة العبور إلى داخل المركز الإعلامي مثل باقي البوابات، وذلك لوجود شيء مع الزائر أو في حقيبته يستحق المراجعة وهو ما حدث مع سيدة لدى اكتشاف ملقاطين في حقيبتها بعد أن أطلق الإنذار صفارته عند عبورها.

وفي المتنزه الأولمبي، يمكن التعرف على أفراد الأمن المعينين من قبل شركة «جي 4 إس» بسهولة من خلال الزي الأخضر الذي يرتدونه. ويعرض هؤلاء الأفراد على الجميع المساعدة.

وتظهر عبارة «كن آمنا» على جميع اللافتات المرورية الموجودة على جوانب الطرق والطرقات إضافة إلى عبارة «قد بطريقة آمنة» لمطالبة قائدي السيارات بالتحلي بالحذر خلال قيادة سياراتهم من أجل أمن الجميع.