رائعة بوشيني «لا بوهيم» تختتم «مهرجانات بيت الدين»

تحط في لبنان بعد افتتاحها مهرجان «ليه كوريجيه دورانج»

أوبرا «لا بوهيم» افتتح بها مهرجان «ليه كوريجيه دورانج» في فرنسا
TT

تختتم «مهرجانات بيت الدين» موسمها لهذا الصيف مساء اليوم، بعرض استثنائي لعشاق الأوبرا تقدم خلاله رائعة جايكومو بوشيني الشهيرة «لا بوهيم»، بمشاركة نحو 150 فنانا. وأهمية هذا العرض أنه آت للتو من فرنسا، بعد أن افتتح به مهرجان «ليه كوريجيه دورانج» الذي تعود بدايته إلى عام 1869 حيث كان الأول في إخراج العروض المسرحية إلى الهواء الطلق. وهو اليوم في صدارة المهرجانات الفرنسية إن لجهة مكانه في «التياتر أنتيك» الذي يتسع لما يفوق ثمانية آلاف شخص، أو لعنايته الفائقة بالنقاء الصوتي والمهارات الموسيقية.

من مدينة أورانج الفرنسية ومهرجانها الشهير إلى بيت الدين المسافة طويلة والجمهور مختلف في مزاجه ومتطلباته، إلا أن الأوبرا ستقدم كما هي، أمينة لنسختها التي قدمت بها منذ أيام فقط، أمام جمهور عريض.

رواد بيت الدين على موعد إذن مساء هذا اليوم مع عمل يعتبر خاصا بكل المقاييس، إن لجهة الأوبرا نفسها، أو لطبيعة الإنتاج والسخاء الذي حظي به، أو حتى إمكانات المؤدين المعروفين بمهاراتهم. تلعب دور ميمي الديفا إنفا مولا، المغنية الرئيسية في «سكالا دو ميلانو»، التي سبق لها أن أدت أدوارا في كبريات دور الأوبرا العالمية الأوروبية والأميركية، سواء في لوس أنجليس أو واشنطن وشيكاغو وكذلك نيويورك.

ويؤدي دور الشاعر العاشق رودولفو، باولو فانالي المتمرس في تقديم أصعب الأدوار الأوبرالية.

وأوبرا «لا بوهيم» مستوحاة من رواية لهنريد مورغر، وهي مكونة من أربعة فصول، تجري أحداثها في مناخات باريس في القرن التاسع عشر. وتروي قصة حب تشتعل بين الشاعر والصحافي رودولفو وجارته الخياطة ميمي، ويرى الجمهور على مدار الفصول كيف انكسر هذا الحب الكبير بين الاثنين بسبب مرض ميمي الذي يودي بحياتها. ونتعرف خلال هذه الأوبرا على أصدقاء الحبيبين مارشيللو وموزيتا وكوليني وآخرين.

ترافق العمل موسيقيا في عرض هذا المساء الأوركسترا الفيلهارمونية اللبنانية، بقيادة جان إيف أوسونس، وكذلك جوقة «ليه كوريجي دورانج» و«جوقة أطفال لبنان».

من المشهد الأول تسقط ميمي بين يدي رودولفو خائرة، وتجمع الصدفة بين الحبيبين الذين يعانيان طوال أربعة فصول في أجواء غجرية، حتى يفرق القدر بينهما. العمل من إخراج نادين دوفو. علما بأن أوبرا «لا بوهيم» تعود إلى عام 1896 وقدمت منذ ذلك الحين مرارا وتكرارا، ويأتي هذا الإنتاج الضخم إلى لبنان هدية لعشاق الأوبرا الذين بدأ عددهم يتنامى بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة.