أبوظبي تعرض كسوة تاريخية للكعبة عمرها 244 عاما

تعود للعهد العثماني وتعتبر آخر كسوة ملونة ومزخرفة زينت البيت العتيق

الأهمية التاريخية لكسوة الكعبة المعروضة هنا تستمد من أنها آخر كسوة ملونة ومزخرفة وهو النمط الذي كان يعتمده العثمانيون في صناعة كسوة الكعبة
TT

حقائق وصور نادرة وكسوة يبلغ عمرها 244 عاما تعود للعهد العثماني يجمعها مكان واحد هو معرض عن الكعبة المشرفة (بيت الله العتيق) ينظمه قصر الإمارات في العاصمة الإماراتية أبوظبي خلال أيام شهر رمضان ويفتح أبوابه للعامة، ولعل أبرز المعروضات أهمية هي كسوة الكعبة التي تعود لعام 1767 ميلادي حيث يقف الزوار أمام هذه الكسوة بتأمل وتمعن وشجون، فهذه الكسوة تدرج في قائمة المعروضات الأثرية فعمرها قرنان ونصف القرن من الزمن وهي تحظى بأهمية تاريخية باعتبارها آخر كسوة فخمة ملونة ذات تصميم فاخر تعود لعهد السلاطين العثمانيين والأهم من ذلك أنها كانت تغطي أقدس مقدسات المسلمين سافرت في سالف العصر من دمشق حيث كانت تصنع ووصلت إلى مكة لتغطي الكعبة المشرفة حتى وصلت إلى هذا المعرض في أبوظبي.

ويبلغ عمر الكسوة التاريخية التي كانت قد غطت يوما باب الكعبة 244 عاما، حيث تعود إلى عام 1181 هجري (1767 - 1768م)، في حين يوضح المعرض من خلال مجسم تم تصميمه بشكل يطابق الكعبة المشرفة، هيكلها الخارجي، بالإضافة إلى تصميمها الداخلي، إلى جانب جميع التفاصيل الأخرى الموجودة في الكعبة المشرفة بما في ذلك الحجر الأسود، ومقام النبي إبراهيم عليه الصلاة والسلام كما يتضمن المعرض صورا فوتوغرافية نادرة للكعبة تعرض مختلف جوانبها.

ولعل الأهمية التاريخية لكسوة الكعبة المعروضة هنا تستمد من أنها آخر كسوة ملونة ومزخرفة وهو النمط الذي كان يعتمده العثمانيون في صناعة كسوة الكعبة وكان الخليفة العثماني يأمر بأن ترسل أفواج الحجاج مترئسها باشا الحج، وينطلقون من دمشق فيمرون بمدينة الكسوة في طريقهم إلى المدينة المنورة فكان أهالي الكسوة يقومون باستقبال باشا الحج مع المحمل الشريف الذي يحوي «صرة» فيها كسوة الكعبة التي كانت تصنع في دمشق ويتم إرسالها وتكسى بها الكعبة قبل موسم الحج، ومع انتهاء العهد العثماني لم تعد الكسوة تلون بذات الطريقة ففي عام 1927 أصدر الملك عبد العزيز آل السعود أمرا ملكيا بتشييد مصنع أم القرى لصناعة الكسوة الشريفة وفي عام 1977 أنشأت السعودية مصنعا جديدا لكسوة الكعبة في أم الجود ما زال مستمرا إلى الآن في تصنيع الكسوة الشريفة. ويقوم مصرف أبوظبي الإسلامي بتنظيم هذا المعرض الذي يقام في أحد أفخم فنادق الإمارات ويولي المصرف اهتماما لافتا بمحتويات المعرض، ويعتبر تنظيمه للمرة الثانية على التوالي استجابة لطلب ورغبة مجتمع دولة الإمارات العربية في التعرف على المقدسات الإسلامية.

ويستوقف معرض الكعبة المشرفة التي تعتبر أحد أهم المقدسات الإسلامية، جميع من يمرون بالمكان عربا وأجانب ويزيد الاهتمام أكثر فأكثر من قبل الأجانب الراغبين بالتعرف أكثر على الثقافة الإسلامية فيما تحظى الكسوة التاريخية المعروضة بجانب كبير من اهتمام الزوار حيث يتيح المعرض الفرصة أمام العموم للتعرف أكثر على الكعبة المشرفة، وللاطلاع على صور نادرة وحقائق كثيرة تخص هذا الصرح المبارك. حيث يمكن زيارة المعرض يوميا من الصباح الباكر وحتى منتصف الليل طيلة أيام شهر رمضان المبارك كما يسمح للزوار بالتقاط صورهم إلى جانب مجسم الكعبة، والكسوة التاريخية والصور النادرة خلال زيارتهم.

ويقول طراد المحمود، الرئيس التنفيذي لمصرف أبوظبي الإسلامي «إن النجاح الكبير الذي حققناه عندما عرضنا الكسوة النادرة في العام الماضي، منحنا تشجيعا وحافزا لتنظيم هذا العرض المميز هذا العام»، ويضيف «يأتي معرضنا هذا استجابة لطلب ورغبة مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة في التعرف أكثر على المقدسات الإسلامية التي تشكل جزءا لا يتجزأ من هويتنا الثقافية.. إنه لشرف عظيم لنا أن نساهم في تثقيف المجتمع الإماراتي حول تراثنا العريق، وتعد مشاركتنا هذه وسيلة لتعزيز قيمنا المستوحاة من الشريعة الإسلامية».

وتشتمل الكسوة على ستارة باب الكعبة المصنوعة من الحرير الطبيعي الخالص، ويبلغ ارتفاعها سبعة أمتار ونصفا وبعرض أربعة أمتار مكتوب عليها آيات قرآنية وزخارف إسلامية ومطرزة تطريزا بارزا مغطى بأسلاك الفضة المطلية بالذهب، وتبطن الكسوة بقماش خام. وتعتبر الكعبة المشرفة أحد أهم المقدسات الإسلامية وتحظى هذه الكسوة المعروضة في المعرض بأهمية تاريخية باعتبارها آخر كسوة فخمة ملونة ذات تصميم فاخر تعود لعهد السلاطين العثمانيين، حيث تم استبدالها لاحقا بنمط أكثر محافظة وكانت المرة الأولى التي قام فيها المسلمون بتغطية الكعبة المشرفة في العام التاسع للهجرة «630 ميلادي»، ومنذ ذلك الوقت يتم استبدال الكسوة مرة في كل عام حتى يومنا هذا.