ياسمين الخالدي السباحة التي شغلت السعوديين وأصبحت ظاهرة على «تويتر»

رئيس فريق السباحة الفلبيني في الأولمبياد لـ «الشرق الأوسط»: نتطلع لرؤيتها تدخل مسابقات أخرى على مستوى العالم

ياسمين الخالدي
TT

«لا تعرف أبدا من سيتأثر بك» جملة وضعتها السباحة ياسمين الخالدي على صفحتها بموقع «تويتر» قبل بضعة أيام، ولا شك أنها وضعت يدها على حالة الاهتمام المفاجئ التي حصلت عليه بعدما أعلن خبر مشاركتها في الأولمبياد ضمن الفريق الفلبيني، وضم التعريف عنها معلومة أنها سعودية الأب.

وعلى الرغم من أن الخالدي قد خسرت في أولى مبارياتها يوم الأربعاء، حيث احتلت المركز الـ38 من 40 متسابقا في تصفيات سباقات الـ100 متر، إلا أن حجم التعليقات التي تلقتها بعد المباراة من الفلبين وأيضا من السعودية على موقعي «تويتر» و«فيس بوك» عبرت عن الفخر الشديد بها.

ولكن ياسمين التي تتمتع فيما يبدو بنظرة عملية إلى فرصها في دورة لندن، نظرا لسنها(19 عاما) وانعدام خبرتها نسبيا على المستوى الأولمبي، قالت قبل أيام لموقع «إيه بي سي» الإخباري: «بالنظر إلى من أنا، وأن هذه هي المرة الأولى بالنسبة لي، (فإن فرصي) ليست جيدة جدا»، ولكنها أضافت بأمل جدير بالتقدير: «أنا أصلي، وأتمنى أن أتمكن بطريقة أو بأخرى، على الرغم من صغر سني، من تحقيق مركز جيد. وفي المرة المقبلة، سوف أتفوق على توقعاتهم وتوقعاتي أنا أيضا».

ولكن من هي ياسمين التي شغلت السعوديين على مواقع التواصل الاجتماعي؟ حسب ما صرح به مارك جوزيف رئيس فريق السباحة الفلبيني في أولمبياد لندن لـ«الشرق الأوسط» فقد ولدت ياسمين في 20 يونيو(حزيران) 1993 في مدينة باراناكو بالفلبين لأب سعودي هو محمد الخالدي وأم فلبينية سوزان بايلر، التي قامت برعايتها وتشجيعها وشقيقها الأصغر فهد على ممارسة السباحة. ويذكر موقع «إيه بي إس» الإخباري أن ياسمين بدأت السباحة بالصدفة، حيث تعرضت للغرق وهي في الثالثة من عمرها، ولكن تلك الحادثة لم تقف عائقا أمامها، حيث ألحقها والداها بمدرسة لتعلم السباحة، كانت الخطوة الأولى لها في هذا المجال، إذ تفوقت فيها وحصلت على عدد من الميداليات، وحققت أرقاما قياسية فيها. ويذكر جوزيف أن والد ياسمين توفي بعد أن تأهلت للمشاركة في أولمبياد الشباب في عام 2010. وتأهلت ياسمين لدخول أولمبياد لندن لتتنافس في سباق الـ100 متر فراشة بعد أن حققت رقما أولمبيا في بطولة شنغهاي للسباحة في عام 2011. وتدرس ياسمين حاليا في جامعة هاواي، حيث تخصصت في التسويق بعد أن حصلت على بعثة دراسية ويقوم المدرب فيكتور وايلز بمتابعة نشاطها الرياضي هناك.

وعلق جوزيف، أن «ياسمين تعد واحدة من أصغر السباحات الأولمبيات اللاتي نجحن في اجتياز التصفيات للمشاركة في أولمبياد لندن» وأضاف: «تأهلت في سباق الـ100 متر لهذه الدورة ونتطلع لرؤيتها تدخل مسابقات أخرى على مستوى العالم في المستقبل».

وبعد انتهاء المباراة وخروج ياسمين تبقى الظاهرة التي أثارتها السباحة الشابة ونالت اهتمام قطاع كبير من المشجعين العرب الذين توسموا فيها نصرا لهم في أولمبياد لندن، خاصة أنها قد حصلت بالفعل على بطولات سابقة. ولعل ذلك أيضا يفسر التشجيع السعودي الكبير لها، على الرغم من وجود فتاتين في الفريق السعودي الأولمبي للمرة الأولى في التاريخ، فياسمين من أصل سعودي وبطلة معترف بها دوليا، وهو ما جعل الآمال تنمو بفوزها وجعلها شخصية مرموقة فانهالت الطلبات على صفحتها بموقع الـ«فيس بوك» تطلب صداقتها، وازداد عدد متابعيها على موقع «تويتر» فكتب أحدهم من الرياض «نتمنى أن تحصلي على ميدالية أولمبية. الكثيرون هنا في السعودية يتابعونك ونتمنى لك الأفضل». آخر من أبها قال «ياسمين الخالدي، سباحة فلبينية في الأولمبياد، والدها سعودي.. تابعوها». وعلى الرغم من أنها لا تتحدث العربية، لكنها أبدت امتنانها للمتابعين وشكرتهم باللغة الإنجليزية قائلة: «لا أستطيع فهم اللغة العربية، ولا أتكلمها، لكني أشكركم جميعا على كل تغريداتكم ودعمكم.. لكنني أؤكد لكم أنني سأقدم أفضل ما لدي».

ومن جانبه علق الصحافي السعودي رشيد أبو السمح على الأمر بقوله: «أعتقد أن الاهتمام المفاجئ بياسمين هو علامة تشير إلى المدى الذي نتطلع فيه في السعودية لوجود رياضيين ينتمون إلينا في الأولمبياد. لقد لمست الدعم الدافق من شريحة من السعوديين لها على الإنترنت خاصة على (تويتر) وأعتقد أن الكثير منهم كانوا سعداء لوجود فتاة ثالثة (إضافة إلى وجدان شهرخاني وسارة العطار) تمثلهم بشكل ما في الألعاب».

شاركته الرأي الكاتبة السعودية مها عقيل التي قالت لـ«الشرق الأوسط «أرى أن الاحتفاء بياسمين يرجع إلى عدد من العوامل، فهي سباحة من أصول سعودية لديها فرصة واضحة في تحقيق بطولة بالنظر إلى تاريخها في هذا المجال وهو على عكس الحال مع المشاركات السعوديات ضمن الفريق السعودي». الاهتمام كما تشير عقيل أيضا أثار قضية اجتماعية لا تتناول كثيرا في الإعلام السعودي على حد قولها وهي أوضاع أبناء السعوديين بالخارج خاصة هؤلاء الذين لا تتاح لهم الفرصة للعيش في السعودية والاختلاط بأبناء مجتمعهم.