معرض للمخطوطات القرآنية عبر العصور في دبي

16 نموذجا من الخطوط والزخارف واللوحات في المصاحف المعروضة

الجمهور يهتم بالمخطوطات
TT

من أبرز المعارض الفنية التي تزخر بها دبي في شهر رمضان المبارك معرض المخطوطات القرآنية عبر العصور الذي نظمه مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث في برجمان سنتر، حيث يوضح مراحل تطور كتابة المصحف، ويعرض نماذج من الخطوط والزخارف في 16 نموذجا من اللوحات والمصاحف. وتأتي هذه المشاركة بمناسبة حلول شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن، ومواكبة لفرحة المسلمين بكتاب الله العزيز وإقبالا عليه في هذا الشهر الفضيل، وتعريفا للجمهور بالجهود التي بذلها نساخ القرآن في زخرفته وتزيينه.

يقام المعرض في هذا المركز التجاري المشهور، الذي يقصده كثير من الناس، والزوار والسياح، ليكون فرصة للاطلاع على التاريخ الخاص بكتابة المصحف. وجاء توقيته بهذه المناسبة العظيمة التي نزل فيها القرآن، منذ أكثر من 14 قرنا من الزمان، ليكون تأكيدا على عظمته وأهمية الاعتناء به من جميع الجوانب. وتم افتتاح المعرض يوم الجمعة 8 رمضان الموافق 27 يوليو (تموز)، ويستمر حتى 28 رمضان الموافق 16 أغسطس (آب)، في القاعة الرئيسية في مركز برجمان.

تتناول اللوحات المعروضة مراحل كتابة القرآن بدءا من الخط الكوفي القديم، ثم خط النسخ والخطوط المشرقية، ثم عصر الفخامة والزخرفة، وأخيرا الخطوط المغربية الإسلامية. وتبين هذه اللوحات مراحل تطور الخط في كتابة المصحف الشريف بشكل إجمالي؛ المرحلة الأولى: الخط الكوفي القديم، الذي كتب به المصحف في بداية الأمر، وقد كان خاليا من النقاط والتشكيل. المرحلة الثانية: خط النسخ، والأنواع التي تشبهه، وقد دخلت النقاط على الكلمات. المرحلة الثالثة: التي تعتبر العصر الذهبي لكتابة المصحف، ودخلت فيها الزخرفة والتذهيب. والمرحلة الرابعة: الخطوط المغربية، والأندلسية.

ومن النسخ المعروضة أيضا: نسخة فارسية خزائنية مذهبة كتبت قبل 300 سنة، ونسخة تركية قدمت للأمير قورقوت بن بايزيد بن محمد خان، ونسخة أخرى موقوفة على مكتبة غازي خسرو في سراييفو بالبوسنة قبل نحو 200 سنة. ويشارك المركز كذلك بنسخة مؤطرة بإطار مذهب احتوت الورقة الأولى على زخرفة نباتية جميلة مع كتابة باللون الأبيض لأسماء السور كتبت سنة 1052هـ. ونسخة مغربية كتبت في القرن الرابع عشر الهجري بأمر من الحاج الشريف بلا الكناوي الغباري بخط الحاج عبد القادر في 132 ورقة.

ولعل الهدف من إظهار التطور والتنوع في كتابة المصحف الشريف، من خلال عرض صور للمخطوطات التي كتب بها المصحف بدءا من الخط الكوفي القديم ومرورا بزمن ابن البواب ووصولا إلى الخطوط المشرقية والمغربية والأندلسية.

ويبرز في المعرض كتاب «أربعون حديثا في فضائل القرآن الكريم» تأليف الملا علي القاري: علي بن (سلطان) محمد الهروي الحنفي نور الدين 1014هـ، جمع فيه مؤلفه 40 حديثا في فضائل القرآن الكريم. ومصحف ابن البواب، وهي النسخة المشهورة الأصلية، وتشير المصادر التاريخية التي تحدثت عن أبي الحسن علي بن هلال، المعروف بابن البواب، أنه عاش في بغداد الشطر الأكبر من حياته، وتوفي فيها عام 413هـ - 1022م ودفن بالقرب من مقبرة أحمد بن حنبل، وقد عرف باسم «ابن البواب» نسبة لعمل أبيه بوابا، وقد عمل ابن البواب في بداية حياته مزوقا للبيوت، ثم عمل بزخرفة وتصوير الكتب، ثم تخصص في فن الخط. وقد درس الخط على يد محمد السمسماني ومحمد بن أسد، وفي رواية أخرى يقال إنه تعلم على يد ابنة ابن مقلة. ومما يروى عنه أيضا أنه نسخ ألف نسخة ونسخة من القرآن! وهو رقم من المؤكد عدم صحته، حيث تزخر مكتبات العالم الخطية بمئات النسخ المنسوبة إليه خطأ أو بالتزوير.

وهناك مخطوط آخر، وهو مخطوط رقم ك/16 في مجموعة شستر بيتي وهو مجلد صغير عدد صفحاته 286 صفحة مقاسها 17.5 ارتفاعا × 13.5 عرضا. وأبعاد المتن 13.5 × 9 سم. وبكل صفحة 15 سطرا. وخاتمة الكتاب تدل على أن الذي نسخه هو علي بن هلال في بغداد، عام 391هـ. والورق المستخدم في هذا المخطوط ورق متين ومتوسط السمك. وقد اكتسب اللون البني النضر على مر الزمن. وهو اللون المميز للمخطوطات من هذا العصر. وقد أحدث الحبر البني الغامق هالات حول الحروف في المواضع التي تسرب إليها الحبر على طول تعاريج الورق.

وعند زخرفته للقرآن الكريم اهتم ابن البواب بصفة خاصة بتجميل الصفحة الأولى منه، فجعل في هذا المخطوط - كما نرى - سعفيات السور أكثر تقاربا من غيرها في الهوامش واعتنى برسمها اعتناء أكبر ولونها بألوان أكثر دكنة. ولم يحاول كما حدث في ما بعد، ابتداء من العقد الثالث من القرن الحادي عشر، أن يغطي كل مساحات الهوامش في الصفحات الافتتاحية برسوم تكون شكل سجادة.

وتأتي أهمية مخطوط شيستر بيتي وقيمته التاريخية والفنية أنه أقدم المصاحف المدونة بخط النسخ التي تبقت حتى الآن، وهو أيضا العمل الوحيد الذي نعرفه لابن البواب، والمخطوط الوحيد المزخرف كاملا من أيام البهويين.

وهناك نسخة من المصحف الشريف تملكها الأمير قورقوت بن بايزيد بن محمد خان، تتكون من 38 صفحة، فيها سورة «الأنعام»، وهي نسخة خزائنية مذهبة ومؤطرة، يقدر أنها نسخت سنة 910هـ، بخط الثلث. ونسخة من المصحف كتبت كلماتها بطريقة فنية جعلها الناسخ على شكل دائري، التزمه من أول القرآن إلى آخره، كتبت على يد الخطاط الحسن الحلمي سنة 1312هـ. تبين نوعا من الفن والزخرفة التي برع فيها الخطاطون السابقون. وهناك نسخة من المصحف كتبت بالخط المغربي، في القرن الرابع عشر الهجري بأمر من الحاج الشريف بلا الكناوي الغباري، نسخها الحاج عبد القادر في 132 ورقة، وهي ملونة ومؤطرة.

وتوجد نسخة من المصحف، جميلة جدا ومزخرفة باللون اللازوردي، يعود تاريخ نسخها إلى بدايات القرن الرابع عشر الهجري، وعليها قيد وقف على مكتبة غازي خسرو في سراييفو مؤرخ سنة 1320هـ، كما تتوفر أيضا نسخة من المصحف الشريف، كتبت بخط النسخ سنة 1052هـ، مؤطرة بإطار مذهب، احتوت الورقة الأولى على زخرفة نباتية جميلة، وكتبت أسماء السور باللون الأبيض.