أزمة «الفكة» تخنق الأسواق في غزة

أحرجت التجار والباعة مع زبائنهم، وأجبرت كثيرا من المواطنين على شراء بضائع بكميات كبيرة

مسّت أزمة نقص العملات النقدية (الفكة) كافة التعاملات التجارية في أسواق غزة، وأجبرت كثيرا من المواطنين على شراء بضائع بكميات كبيرة، قد لا يحتاجونها ليقبل الباعة منهم الأوراق النقدية ذات الفئات المرتفعة (أ.ف.ب)
TT

باتت أزمة «الفكة» من أصعب المشاكل التي تواجه المواطنين في غزة خلال شهر رمضان، وأكثرها تأثيرا على عمليات التداول والشراء في الأسواق.

وتشكل الإجراءات المبكرة التي يتخذها بعض المواطنين للتخفيف من وقع الأزمة على المستوى الشخصي مشكلةً إضافيةً، تزيد الأزمة وتعمقها، إذ بات العديد من الأشخاص يلجؤون لتخزين أوراق وقطع معدنية من الفئات الدنيا.

وتعالت الأصوات لإيجاد حلول للمشكلة وفقا لصحيفة «الأيام»، إما بمكافحة ظاهرة تخزين واحتجاز «الفكة»، أو بالسعي لتوفير كميات كبيرة من العملات ذات الفئات الصغيرة في الأسواق.

ويقول البائع أحمد حسونة لوكالة «فلسطين اليوم»: «إن أزمة الفكة هذا العام أصعب بكثير من الأعوام الماضية، وتكاد تتسبب في شلل الأسواق».

وأضاف: «إن الأزمة المذكورة مسّت كافة التعاملات التجارية في الأسواق، وأحرجت التجار والباعة مع زبائنهم، وأجبرت كثيرا من المواطنين على شراء بضائع بكميات كبيرة، قد لا يحتاجونها ليقبل الباعة منهم الأوراق النقدية ذات الفئات المرتفعة».

وبين حسونة أنه يعاني كباقي التجار جراء الأزمة، رغم محاولاته تفاديها عبر توفير عملات من فئات صغيرة.

وأوضح أن المواطنين عبر سلوكهم السيئ زادوا من وقع الأزمة، إذ يبادرون لإعطاء الباعة والتجار أوراقا نقديةً ذات فئات مرتفعة، حتى لو كان في جيوبهم فئات أصغر.

وأوضح: أن نقص «الفكة» يجبره على الاعتذار عن البيع معظم أوقات النهار، وكثيرا ما يضطر لمغادرة السوق مبكرا.

وبدا المواطن نضال عيسى غاضبا حين حاول إعطاء أحد الباعة ورقة نقدية من فئة 100 شيكل، وخيره البائع إما أن يعطيه عملة من فئة أقل، أو يذهب ليشتري من مكان آخر.

وتساءل عيسى عمّا جرى في الأسواق، وكيف سيتمكّن من التسوّق وتلبية احتياجات أسرته في ظل الأزمة الحالية؟ وبيّن أنه سمع عن مواطنين يقومون «بفك» المائة شيكل مقابل 95، وبحث عن أحدهم كي ينهي أزمته لكنه لم يجده. ونوه إلى أنه سيضطر في العام المقبل للجوء لتخزين «الفكة» قبل شهر رمضان، رغم رفضه وعدم اقتناعه بتلك الطريقة التي تزيد الأزمة وتعمقها.

وأشار باعة وتجار في السوق إلى أن الأزمة المذكورة ونقص الفئات النقدية الصغيرة، خاصة «خمسة وعشرة شواكل»، تسهل تمرير العملات المزورة.

وقال أحدهم: «يستغل البعض النقص الحاصل، ويحاولون تمرير ما لديهم من عملات مزورة، بعدما كانوا قد فشلوا في تمريرها سابقا».

وأوضح محمد رزق، أن التجار باتوا أكثر حذرا من تلك العملات، ويتفحصون ما يتقاضونه من المواطنين جيدا، داعيا الأخيرين للحذر.

أما البائع حازم خليل، فتوقع أن تتزايد الأزمة وتتعمّق بعد صرف رواتب الموظفين، خاصة أن «البنوك» عادةً ما تصرف الرواتب من عملات ذات فئات مرتفعة «100 و200 شيكل». وطالب خليل سلطة النقد والجهات المعنية بتوفير فئات نقدية ذات فئات أقل للمصارف عند صرف الرواتب.