مصريات يستقطبن أزواجهن بتوفير أجواء السهرات الرمضانية في المنزل

بعضها يشمل توفير الشيشة وزخم المقهى في الصالون والشرفة

بمناسبة رمضان تعمد بعض ربات البيوت للاتجاه إلى الديكور الرمضاني حتى يصبح البيت مشابها إلى حد كبير لديكورات المقاهي التي يرتادها المصريون في رمضان.
TT

مع بداية شهر رمضان، أدركت كثير من السيدات المصريات أن المعدة لم تعد أقصر الطرق إلى قلوب أزواجهن، فرمضان شهر كريم بطبعه، وليس أكثر من الطعام في الشهر الفضيل.

خلال السنوات القليلة التي مضت اتجهت ربات البيوت، وبالذات الشابات حديثات الزواج إلى تغيير ديكورات المنزل لتتناسب مع الأجواء الرمضانية كوسيلة لاستقطاب أزواجهن للمكوث في المنزل أطول فترة بدلا من تركهن بمفردهن بالمنزل وتمضية السهرات الرمضانية بالخارج مع أصدقائهم، وذلك بتوفير ما يلزمهم من مشروبات ومأكولات، إلى جانب الشيشة التي تقدم في المقاهي والخيام الرمضانية، وكذلك ألعاب التسلية مثل الطاولة والشطرنج.

وأدوات الديكور الرمضاني في الغالب تكون طاولات نحاسية مستديرة وعليها أقمشة «خيامية» حمراء اللون، مرفوعة على عواميد خشبية قصيرة ومحاطة بكراسي خشبية قصيرة أيضا ، وأنوار وزينة من «الخيامية» معلقة على الحوائط، وفوانيس من المعدن والزجاج مضاءة بالشموع لتضفي نكهة رمضانية مميزة، ومن الممكن أن تتضمن الديكورات قطعا من الأثاث حتى يصبح ديكور البيت مشابها إلى حد كبير ديكورات المقاهي التي يرتادها المصريون في رمضان.

وتصف سلمى عيد، مهندسة، كيف قامت بتزيين حديقة منزلها الصغيرة بوضع سجاد عليه عدة طاولات نحاسية وكراسي قامت باستئجارها من أحد محلات فراشة الأفراح، وأحضرت قطع قماش «خيامية» وأنوارا زينت بها أسوار الحديقة، وتقول سلمى لـ«الشرق الأوسط»: «على الرغم من متعة تمضية سهرات رمضان في المقاهي، فإن الأجواء المنزلية أيضا بها راحة وخصوصية أكثر، كما أن التكلفة في المنزل أقل بكثير من الخروج يوميا، وعلى الرغم من مشقة الترتيب، الذي هو مرهق للغاية، وضرورة أن أعيد كل شيء إلى حالته الأولى إلا أن هذا التعب لا تكون له قيمة بالمقارنة بلحظات بهجة رمضان وتجمع العائلة والأصدقاء».

وتضيف سلمى أنها لجأت أيضا إلى تقديم الطعام والشراب في منزلها في أطباق من الفخار، التي تقدم فيها المقبلات الشرقية أو وجبة السحور، كما استخدمت شواية الفحم لتضع عليها إبريق الشاي عوضا عن الإبريق الكهربائي، بينما تقدم الشاي في الأكواب الزجاجية الصغيرة، مثل التي تقدم في المقاهي التاريخية كالفيشاوي وزينب خاتون بحي الأزهر.

ويعلق زوجها شريف ثابت ضاحكا: «استطاعت زوجتي أن تمنعني من أن أسوق لها أي حجة للخروج مع أصدقائي، فقد أضفت على المنزل كل شيء نحتاج إليه، حتى الشيشة والطاولة والشطرنج، والمشروبات الشعبية من العناب والعرقسوس والكركديه وحمص الشام، فأصبحت أنا وأصدقائي نمضي أوقاتنا في شرفة المنزل، وكأننا في أحد الخيام الرمضانية».

بعض الزوجات لم يجدن غضاضة في أن تستضيف بشكل شبه يومي أصدقاءها أو أصدقاء زوجها في رمضان على الإفطار أو على السحور على أن يمكثوا في المنزل بصحبتهن لفترة أطول، مثل بيريهان علي، التي تروي أن زوجها كان يسهر بشكل يومي لتناول وجبة السحور مع أصدقائه، ولذلك أضافت هذا العام على زينة رمضان «عربة فول» صغيرة مثل التي تقف في الشوارع المصرية، وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «أفكر العام المقبل في أن أجلب عربة ترمس وحمص، لأن زوجي داعبني بأني نسيت أن أحضرها عندما فوجئ بعربة الفول التي استأجرتها، وعلى الرغم من أن العربة تشغل حيزا ليس بالقليل في المنزل، فإنها أضفت أجواء مرحة على المنزل، فأصدقاؤنا يفضلون المجئ إلينا للاستمتاع بأجواء شهر رمضان».

لكن بعيدا عن قطع الأثاث المنزلي، اكتفت هايدي رفعت، بتغيير شكل شرفة منزلها بإضافة ديكورات بأشياء بسيطة من الأقمشة والفوانيس والأنوار ومنضدة صغيرة، وبالتالي أصبح لديها خيمة رمضانية صغيرة تغنيها هي وزوجها عن الخروج كل ليلة.