تتري يدعي النبوة ويعلن الخلافة في قازان

أقام عددا من الأقبية واحتجز فيها ما يقرب من 20 طفلا

TT

كشفت السلطات الأمنية في تتارستان عن جريمة احتجاز عدد من الأطفال الذين قالت إنهم كانوا بمثابة نواة لإنشاء طائفة دينية مزعومة أطلقوا عليها اسم «فيض الرحمانية». واتهمت مصادر وزارة الداخلية في تتارستان، إحدى جمهوريات الاتحاد الروسي ذات الأغلبية السكانية الإسلامية، الشيخ فيض الرحمن ستاروف، البالغ من العمر 85 عاما، بارتكاب هذه الجريمة وهو الذي كان قد اتهم في السابق بادعاء النبوة وتسمية نفسه بـ«النبي المنتظر».

وقالت المصادر إن الأجهزة الأمنية اكتشفت على خلفية رصد العديد من محاولات اغتيال عدد من القيادات الدينية وجود هذه الطائفة التي وصفتها بأنها «إسلامية غير تقليدية» بزعامة الشيخ ستاروف. وأشارت إلى أن الرسول المزعوم استأجر في عام 1996 قطعة من الأرض في قرية «تورفيانايا» بضواحي العاصمة التترية قازان بحجة افتتاح مدرسة دينية أقام بدلا منها على مساحة لم تتعد 700 متر عددا من الأقبية تحت الأرض تفتقد أبسط الظروف المعيشية، احتجز فيها ما يقرب من عشرين طفلا، منهم ثمانية صبية أغلبيتهم بعلم ذويهم. وقالت المصادر الأمنية إن فيض الرحمن ستاروف كان أعلن هذه المدرسة نواة لإعلان الخلافة الإسلامية في تتارستان تحت شعارات دينية ووفق أطر صارمة يحظر بموجبها اللجوء إلى المؤسسات الطبية لعلاج أعضاء الطائفة التي كان من بينها أطفال لم تر أعينهم الضوء لما يزيد على العامين.

وتعليقا على هذه الواقعة أشار رئيس سليمانوف، المشرف على مركز الدراسات الدينية التابع لمعهد الأبحاث الاستراتيجية، إلى أن هذه الطائفة تتبنى غرس الأفكار المشبوهة، ومنها الاعتراف بنبوة فيض الرحمن ستاروف وأنه الرسول المنتظر بعد نبي المسلمين محمد (صلى الله عليه وسلم). وتضم الطائفة ممثلي مختلف المجالات، ومنهم الطبيب والنجار والعامل والمدرس. وكشفت المصادر عن الأغلبية من أعضاء الطائفة من أبناء القومية التترية، وإن كان هناك روس من الذين اعتنقوا الإسلام. وفي هذا الصدد اعترفت إحدى النسوة التي سبق أن ارتبطت بهذه الطائفة، بأنها تمردت على بعض مقرراتها، ومنها ضرورة الاعتراف بنبوة ستاروف، وهو ما كان في صدارة أسباب اتخاذ قرار طردها من صفوف هذه الطائفة.

وتفرض أدبيات الطائفة المشبوهة اعتزال أعضائها المجتمع المدني والعالم الخارجي والتزام الطاعة العمياء للرسول المنتظر. وقال سليمانوف بوجود أفرع للطائفة المشبوهة في عدد من المدن الروسية ذات الأغلبية السكانية المسلمة ومنها نابيرجنيه تشيلني في تتارستان وأوفا عاصمة بشكيريا. وأوضح سليمانوف أن «نبوة ستاروف» حالت دون ارتباط هذه الطائفة أو تبعيتها لأي من الإدارات الدينية والمنظمات الإسلامية المعترف بها في روسيا، لأن كل هذه المنظمات تعترف بكون النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) آخر الأنبياء والمرسلين. وكشفت المصادر عن أن أعضاء الطائفة الذين يسمون أنفسهم بـ«المؤمنين» سارعوا بانتخاب جومير غنييف خليفة و«نبيا منتظرا» لستاروف الذي تقدم به العمر. وأضافت قولها إن ممثلي التيارات المتطرفة والمنظمات المشبوهة استغلوا حاجة جمهورية تتارستان إلى الكوادر اللازمة لبناء وإدارة المؤسسات الدينية في أعقاب صحوة «البيريسترويكا» في منتصف ثمانينات القرن الماضي لنشر الأفكار المشبوهة والترويج للتيارات المتطرفة في ظل غياب القاعدة القانونية لذلك، وهو ما اعتبرته في صدارة أسباب انتشار مثل هذه الظواهر التي تعهدت بالعمل من أجل اجتثاث جذورها.