أولمبياد لندن يتذيل اهتمامات المصريين أمام انقطاع الكهرباء ومسلسلات رمضان

انصرفوا لمتابعة الأحداث السياسية التي تعيشها البلاد

يستقطب حي الحسين في القاهرة المصريين لقضاء السهرات والاستمتاع بليالي شهر رمضان (أ.ب)
TT

رغم تحقيق مصر لميداليتين فضيتين في دورة لندن للألعاب الأوليمبية 2012؛ فإن فعاليات الدورة لا تلقى متابعة جيدة وسط انشغال المصريين بالمشاهد السياسية المتتابعة في البلاد، إلى جانب تزامن فعاليات البطولة الأوليمبية مع شهر رمضان، حيث ينصرف المشاهدون عن الأحداث الرياضية لمتابعة البرامج الترفيهية والمسلسلات الدرامية، وذلك في حالة وجود التيار الكهربائي، حيث تعاني المنازل المصرية من أزمة انقطاع الكهرباء لساعات طويلة على مدار اليوم، نتيجة زيادة الأحمال وارتفاع درجات الحرارة.

ومقارنة بعدد المسلسلات الهائل هذا العام، وتسابق الفضائيات على عرضها لجذب المشاهدين إليها من مختلف الأعمار، لم تعر الفضائيات والصحف ومواقع الإنترنت في مصر اهتماما بالمشاركة المصرية في الأولمبياد إلا بالقدر القليل، وقبل البطولة لم يتم الاهتمام بتاريخ المشاركات، رغم أن مصر تعد ذات تاريخ طويل في المشاركات الأولمبية التي بدأت منذ الدورة الخامسة باستوكهولم بالسويد عام ‏1912‏، وظهر الاهتمام الوحيد بالدورة في متابعة مباريات المنتخب الأولمبي المصري لكرة القدم الذي شارك في منافسات كرة القدم بالأولمبياد بعد غياب دام 20 عاما، وخرج من دور الثمانية.

وبحسب الشاب الجامعي أحمد خيري (20 عاما) «نعم حققنا ميداليتين هذا ما أعرفه.. لكني لا أعرف غير ذلك، وأعتقد أن كثيرين يشاركونني حالي، فلا وقت لدينا للرياضة الآن، ظروف البلد تجبر الجميع على متابعة الأحداث السياسية، خاصة مع الزخم المصاحب للمرحلة الانتقالية الجديدة التي تمر بها مصر مع وصول الرئيس محمد مرسي لسدة الحكم».

وارتسمت حالة من الحزن في البلاد مع وقوع حادث التفجير على الحدود المصرية الإسرائيلية الأسبوع الماضي عند مدينة رفح، الذي راح ضحيته 16 من الجنود، وهو برأي محمد فهمي (30 عاما) ما كان سببا آخرا في انصراف المصريين عن متابعة أولمبياد لندن، فالطريقة الوحشية التي قتل بها الجنود أثناء تأدية واجبهم الوطني أدمت قلوب المصريين جميعا.

بينما تقول العشرينية علا نصار «رغم أنني أحب متابعة ألعاب الدورات الأولمبية خاصة الجمباز وألعاب القوى؛ فإنني أجد نفسي هذه الدورة محاطة بعشرات الأعمال الدرامية في شهر رمضان، والتي تكون لها أولوية المشاهدة لدي وعند أسرتي، وبالتالي لن تكون هناك فرصة لمتابعة أي رياضات». بينما ترى أسماء عبد الرحمن، ربة منزل، أن «انقطاع الكهرباء في محافظات مصر أفسد كل شيء حولنا. لا نستطيع متابعة التلفزيون وبرامجه أو مسلسلاته، وكذلك تضرر أبنائي من عدم متابعة الرياضات المختلفة التي تضمها دورة لندن، وهو ما جعلهم يبحثون عن أماكن خارج المنزل للمشاهدة يتوافر بها التيار الكهربائي».

ويعتبر الدكتور أحمد البحيري، استشاري الطب النفسي، أن مشاهدة الدورات الأوليمبية ممارسة اجتماعية يحرص عليها الأفراد في دول العالم أجمع، كونها تتساير مع الحاجة إلى الإشباعات الإنسانية، وكثير من الدول العالم المتقدم لديها الثقافة الرياضية الأوليمبية؛ لكنها للأسف تغيب عن كثير من الدول العربية. أما عن المصريين والانصراف عن متابعة الدورة الأوليمبية، فيقول «في ظل عهد سياسي جديد تعيشه مصر، يختلف حماس الشارع المصري تجاه الأحداث المحيطة به مع ما يدور في المناخ العام المحيط من عدم الإحساس بالاستقرار وعدم تحديد الاتجاهات والأهداف المستقبلية». ويبين أن الأحداث السياسية تشغل المواطن المصري، كونها مغطاة إعلاميا لحظة بلحظة، مما حولها لـ«شو» إعلامي، وهذا الشكل المرئي يجعل الحدث أكثر تأثيرا في ثقافة الناس، على العكس من الأحداث الرياضية التي توارت أمام نظيرتها السياسية مع توقف العديد من الأنشطة الرياضية في البلاد.