بريطانيا: «هيئة الإرث» تستعد للاستفادة من منشآت القرية الأولمبية والملاعب

دورة لندن للألعاب الأولمبية الوحيدة التي لم تحقق خسائر

مركز الرياضات المائية الذي صممته المعمارية العراقية زها حديد سيتحول لمركز رياضي عام مفتوح للجماهير
TT

مع انتهاء دورة لندن الأولمبية بنجاح فاق جميع التوقعات سواء على مستوى نتائج الفريق البريطاني الذي احتل المرتبة الثالثة بعد الولايات المتحدة والصين، أو على المستوى التنظيمي وحفلتي الافتتاح والاختتام بدأ الناس يتحدثون عما سيحدث للقرية الأولمبية. ولعل ما يميز دورة لندن للألعاب الأولمبية، على حد تعبير أحد الإعلاميين المتابعين، هي أنها الدورة الوحيدة التي لم تحقق خسائر تحملتها الحكومات المحلية كما كان يحدث من قبل. فمنذ البداية شكلت الحكومة ما يعرف باسم «هيئة الإرث» التي رتبت ما سيحدث للقرية عقب انتهاء الدورة الأولمبية ودورة المعاقين التي ستبدأ بعد أسبوعين من انتهاء الدورة الصيفية. ففي تقرير صحافي أشارت صحيفة «مترو» اللندنية إلى أن القرية الأولمبية والمنطقة المحيطة بها ستتحول في غضون «سنوات قليلة» إلى خمسة أحياء سكنية بها أكثر من 8 آلاف مسكن وثلاث مدارس و9 دور حضانة و29 ملعب أطفال. وسيبدأ انتقال السكان الجدد إلى القرية الرياضية في أوائل فصل الصيف المقبل، في إطار خطة شاملة لتنشيط واحدة من أفقر مناطق العاصمة البريطانية.

ويأمل المنظمون أن يؤدي ذلك إلى خلق 8 آلاف وظيفة ثابتة بحلول 2030. كما سيتم فتح الكثير من المواقع الثمانية الرياضية أمام الاستخدام العام.

ويحاول المسؤولون في هيئة تطوير الإرث تقليل توقعات النتائج الفورية، فسيستفيد بالتغييرات والاستثمارات هؤلاء الذين تتراوح أعمارهم بين 7 وعشر سنوات الآن.

وتتوقع الهيئة التي تملك القرية الأولمبية التي تصل مساحتها إلى 559 فدانا تغيرات على المدى القصير خلال فترة تتراوح بين عامين وثلاثة أعوام مع إعادة فتح القرية ووصول أول مجموعة من السكان. المهم ما الذي سيحدث بالنسبة للمواقع التي تتشكل منها القرية الأولمبية؟

فالاستاد الأولمبي الذي بلغت تكلفته 430 مليون جنيه إسترليني سيتحول إلى مركز وطني لألعاب القوى. وقد تلقى الاستاد 4 عروض من نادي وست هام ونادي ليوتن وهما ناديان لكرة القدم في العاصمة، ومن خدمة النقل الذكية ومن فورميلا واحد للسيارات والكلية الجامعية لأعمال كرة القدم. أما القرية الرياضية التي بلغت تكلفتها 1.1 مليار جنيه إسترليني فسيتم إضافة مطابخ للشقق الفندقية وسيتم تحويلها إلى 2800 شقة للإيجار ابتداء من صيف العام المقبل. وقد اشترتها شركة التنمية العقارية «ديلانسي» وعدد من المستثمرين القطريين مقابل 557 مليون جنيه إسترليني.

وفيما يتعلق بمدار إرسيلورميتال وهو عبارة عن برج صممه المثال أينش كابور لكي يستخدم كنقطة جذب للزوار يصل ارتفاعه إلى 114 مترا وبلغت تكلفته 22.7 مليون جنيه دفع تكلفته لاكشمي ميتال أغنى رجل في بريطانيا فسيتم فتحه أمام الجمهور ابتداء من ربيع 2014.

وبالنسبة لمركز الألعاب المائية الذي صممته المهندسة العراقية زها حديد وبلغت تكلفته 250 مليون جنيه إسترليني فقد قررت هيئة الإرث إعادة فتحه في عام 2014 كمركز رياضي عام. وتتوقع الهيئة أن يصل عدد زواره 800 ألف شخص سنويا.

وسيتم تحويل الحلبة متعددة الاستخدام التي أصبحت معروفة باسم «الصندوق النحاسي» وشهدت مباريات كرة اليد وستشهد بعض نشاطات دورة المعاقين الأولمبية، وبلغت تكلفتها 43 مليون جنيه إسترليني إلى موقع للنشاطات الرياضية للمجتمع والمنافسات والمناسبات الثقافية ونشاطات الأعمال، وسيعاد فتحها في صيف العام المقبل.

كما ستتم إضافة حلبة لسباق الدرجات ومنطقة لسباقات درجات الجبال إلى حلبة رياضة الدرجات الهوائية التي بلغت تكلفتها 87 مليون جنيه إسترليني ويمكنها استقبال 6 آلاف مشاهد. وستمتلكها وتديرها هيئة الحدائق الإقليمية لوادي لي.

أما موقع أيتون مانو الذي بلغت تكلفة تشييده 60 مليون جنيه إسترليني فسيتم تحويله إلى مركز وادي لي للتنس والهوكي وسيحتوي على 4 ملاعب تنس داخلية و6 خارجية بالإضافة إلى ملاعب لكرة القدم بخمسة لاعبين. وسيستضيف الموقع بطولة أوروبا للهوكي عام 2015.

وأخيرا سيتم تحويل مركز الصحافة والإذاعة الذي بلغ تكلفته 295 مليون جنيه إسترليني إلى مركز للمعلومات ومشاريع الأعمال طبقا لمقترحات من العطاء المفضل من شركة «آي سيتي». ومن المتوقع أن يؤدي المشروع إلى خلق ما يزيد على 3500 وظيفة هناك.