متحف الفن الإسلامي في الدوحة يدشن معرضين عن فنون الزجاج الإسلامية

يقدمان «تمازج» حضارات من العصور القديمة وعصر فجر الإسلام

TT

دشن متحف الفن الإسلامي في العاصمة القطرية معرضه «المزدوج» الخاص بصناعة الزجاج في العالم الإسلامي. معرض «مجد تليد: زجاج الزمن الغابر والإسلام الوليد» يسلط الضوء على تقنيات صناعة الزجاج في القرون الوسطى والقديمة بالإضافة إلى تاريخ وطرق صناعة الزجاج بوصفه أحد أشكال الفن الإسلامي في تلك الفترة.

أما المعرض الثاني «نور على نور: المشكاة رمز مأثور» في قاعة العرض الغربية، فهو يضم عددا من مصابيح المساجد ويسلط الضوء على دلالتها الرمزية. كما يعرض أيضا لمحة تاريخية عن أشكال وطريقة عرض المصابيح في إحدى زوايا قاعة العرض بالإضافة إلى رسومات تبين المصابيح التقليدية التي ترجع إلى القرون الوسطى.

يضم المعرضان أكثر من 100 قطعة زجاجية تابعة للمجموعة الخاصة بالمتحف، التي لم يتم عرض معظمها أمام الجمهور من قبل، بالإضافة إلى عدد من القطع التابعة لبعض المجموعات الخاصة بهيئة متاحف قطر.

يتشابه هذان المعرضان في طريقة استكشافهما للزجاج في الفن الإسلامي، لكنهما ينظران إلى الأعمال الزجاجية من وجهات نظر مختلفة سواء قديمة أو حديثة، ويستمر معرضا الزجاج حتى 7 يناير 2013 في الطابق الرابع من المتحف.

وأشارت مديرة المتحف عائشة الخاطر، تعليقا على أهمية هذا المعرض «المزدوج» بالنسبة للمتحف: إلى «أن متحف الفن الإسلامي يقدم ولأول مرة معرضه بتنظيم من فريق خصص لهذين المعرضين اللذين يسلطان الضوء على جانب مهم من الفنون في منطقة الشرق الأوسط، ويعد فرصة للجمهور للتعمق في تقنيات صناعة التحف الفنية المعروضة والتمتع بجمالها». وتضيف: «يشكل معرضا الزجاج خطوة أولى في سلسلة المعارض التي ينوي فريق العمل المؤلف من خبراء تابعين للمتحف تنظيمها بشكل منفرد مستخدمين المجموعات الفنية الرائعة الخاصة بمتحف الفن الإسلامي».

كما يعرض في المتحف قطع زجاجية تعود إلى العصور القديمة وعصر فجر الإسلام، التي تبرز طرق صناعة الزجاج في الحضارة المصرية، الحضارة اليونانية، الحضارة الرومانية والحضارة الفارسية والمستخدمة من قبل صناع الزجاج في الفن الإسلامي. فحتى مع استعمالهم المواد القديمة وتقاليد التصنيع نفسها، تمكن صناع الزجاج في الفن الإسلامي من إيجاد أساليب جديدة لإنتاج قطع فريدة من نوعها. وتم تصوير أفلام قصيرة خصيصا لهذا المعرض تتناول تقنيات وطرق نفخ وزخرفة وتزيين الزجاج في العالم الإسلامي مع وصف سردي، ويتم عرض هذه الأفلام داخل غرفة العرض الملحقة بالصالة.

ويشمل هذا المعرض عددا من المصابيح الأوروبية التي تعود إلى أواخر القرن التاسع عشر، بالإضافة إلى لوحات استشراقية تعبر عن المصباح رمزا للفن الإسلامي، وعن نظرة الفنانين والهواة المختلفة له حتى يومنا هذا.

يعتبر متحف الفن الإسلامي المشروع الرائد لهيئة متاحف قطر التي ترأسها الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، التي تسعى من خلاله أن تحول دولة قطر إلى عاصمة ثقافية للشرق الأوسط عبر تبنيه لكافة مناحي الفن الإسلامي، وتضم مجموعة متحف الفن الإسلامي مخطوطات وأعمالا خزفية ومعدنية وزجاجية وعاجية وخشبية وأخرى من الأحجار الكريمة، تم جمعها من ثلاث قارات بما فيها دول شرق أوسطية وصولا إلى بلدان أخرى مثل إسبانيا والهند، وتمثل مقتنيات المتحف تنوع العالم الإسلامي في الفترة الممتدة من القرن السابع وحتى العشرين، ويرتفع المتحف من البحر على كورنيش الدوحة وصممه المهندس المعماري الشهير آي. إم باي، الذي استقى إلهامه من الخطوط المعمارية الإسلامية التقليدية.