شبكة «فيس بوك» تضيف إعلانات إلى صفحة أخبار المستخدمين

تظهر حتى لو لم يشترك المستخدم بالصفحة الأساسية للشركة أو الخدمة.. ومخاوف من التحول إلى شبكة إعلانية

من الممكن الآن أن يشاهد المستخدم أخبارا وقصصا حول منتجات أو خدمات
TT

في خطوة غير مفاجئة، بدأت شبكة «فيس بوك» عرض إعلانات بين أخبار المستخدمين على شكل قصص ترويجية يبرزها الموقع. وستظهر الإعلانات على شكل قصص أو أخبار خاصة، وليست إعلانا، الأمر الذي سيكون مبهما على المستخدمين، حيث قد يعتقدون أن أحدا ما من أصدقائهم قد أضاف القصة. ويرى «فيس بوك» أن هذا النوع من الإعلانات هي قصص عادية قد تعجب أي شخص ويختار مشاركتها مع الآخرين، على خلاف الإعلانات الترويجية الكلاسيكية.

ولتوضيح الصورة أكثر، كان المستخدم في السابق يرى في صفحة أخباره معلومات عن الصفحات التي اشترك بها فقط، بالإضافة إلى إعلانات صغيرة على يمين الصفحة لا تزعجه كثيرا. إلا أنه من الممكن الآن أن يشاهد المستخدم أخبارا وقصصا حول منتجات أو خدمات لم يشترك بها، بين صور ودردشات الأهل والأصدقاء، بالإضافة إلى استمرار وجود الإعلانات الجانبية الصغيرة.

ويمكن لقطاع الأعمال الاستفادة من هذه الميزة الجديدة من خلال الدفع لقاء عرض الخدمة أو السلعة المعروض في أماكن بارزة ومرتبطة بأفراد مهتمين بهذا النوع من الخدمات أو السلع. وتسمح هذه الطريقة للشركات الناشئة بالوصول بسرعة إلى ملايين من صفحات المستخدمين، وبكل سهولة. وكعادة تحديثات الموقع، فإن الشركة تقدم المزايا للمستخدمين بالتدريج، الأمر الذي يعني أن بعض المستخدمين قد بدأوا بملاحظة الإعلانات الجديدة، بينما ستظهر للبعض الآخر في وقت لاحق.

ومن البديهي أن يحاول الموقع إبهار مستثمريه من خلال هذه الميزة الجديدة التي ستظهر بغض النظر عن الجهاز المستخدم، سواء كان كومبيوترا أم جهازا لوحيا أم هاتفا جوالا. تجدر الإشارة إلى أن سعر سهم «فيس بوك» قد انخفض بنسبة 46% خلال 12 أسبوعا، وصولا إلى 20.38 دولار أميركي. وقال مسؤول في «فيس بوك» الشهر الماضي إن الشركة تأمل أن لا تعرض أكثر من إعلان واحد بين أخبار المستخدم في اليوم الواحد، ولكن الواقع اختلف؛ إذ قد يرى البعض العديد من الإعلانات كل يوم في حال الزيارات المتكررة للصفحة الرئيسية للموقع.

ومن سلبيات هذه الميزة خسارة الشركات الأموال التي دفعت للحصول على آلاف «الإعجابات» بصفحتهم، حيث كانت تلك الطريقة الوحيد لإيصال رسائلهم الترويجية لأكبر عدد ممكن من المستخدمين. ويترتب على ذلك فقدان ثقة المعلنين بشبكة «فيس بوك» بشكل كبير، وبالتالي الإعلان بحذر أكبر، وبمبالغ محدودة. ومن الواضح أن المستخدم قد بدأ بالتحول غير المباشر من زبون إلى سلعة تباع للشركات! ويقدم «فيس بوك» 3 خيارات للحد من الإعلانات، هي النقر على القصة واختيار «الإخفاء» لحذف ذلك الإعلان، أو الحد من عدد الإعلانات التي تظهر من خلال صديق محدد، أو إزالة الصداقة مع الشخص الذي يتسبب بعرض الإعلانات أو صفحة الشركة المرتبطة.

يذكر أن «فيس بوك» كان قد فعّل ميزة شبيهة عام 2007، ولكنه أوقفها لاحقا عام 2008، الأمر الذي أقر مؤسس الشبكة مارك زوكربيرغ بأنه كان خطأ.

ويرى كثير من خبراء التقنية أن هذه الخطوة ستكون ذات أثر سلبي كبير على «فيس بوك» وأتباعه من الأفراد والشركات، وستساهم في هجرة كثير من المحايدين إلى شبكة «غوغل+» المنافسة، وإزعاج محبي «فيس بوك» بشكل واضح. ويتخوف الخبراء من رفع «فيس بوك» وتيرة عرض الإعلانات أو القصص، لتصبح الشبكة إعلانية بشكل يزعج الجميع، وأشبه بقراءة رسائل البريد الإلكتروني التي تتخللها العديد من الرسائل الإعلانية غير المرغوب فيها التي لم يختر المستخدم الاشتراك بها.