أسواق بيروت تحتفل بعيد الفطر

في مهرجان يشارك فيه إليسا وميشال فاضل وسامي يوسف وفريق استعراضي

سامي يوسف
TT

«لن نلغي مهرجان أعياد بيروت 2012 وسنكمل به للآخر لأننا مقتنعون بأن بلدنا هو بلد السلام، وأهله يتوقون إلى نشر الموسيقى بدل نشاز الأحداث السياسية والشغب». بهذه الكلمات، أعرب أمين أبي ياغي، أحد المسؤولين عن تنظيم مهرجان أعياد بيروت الذي سيقام وعلى مدى سبع ليال متتالية وابتداء من اليوم لمناسبة عيد الفطر، لـ«الشرق الأوسط»، عن تأكيده أن «بيروت لن تستسلم لمحبي الاصطياد في المياه العكرة وأن إقامة المهرجان مستمرة على بلاتفورم ساحة العجمي في أسواق بيروت». وكان قد ترددت أخبار تشير إلى إمكانية إلغائه بسبب أحداث الشغب التي شهدها لبنان في الأيام القليلة الماضية والتي دفعت بعض البلدان العربية إلى مطالبة رعاياها الموجودين في لبنان بمغادرته، الأمر الذي أثر سلبا على مختلف النشاطات السياحية لموسم الصيف.

وأوضح أبي ياغي، صاحب شركة «ستار سيستم» المشاركة إلى جانب كل من شركتي «تويوتوسي» و«برودكشن فاكتوري» وشركة «سوليدير» في تنظيم هذا المهرجان الذي ترعاه وزارة السياحة، أن «الحجوزات أصبحت شبه كاملة، رغم تأثرها إلى حد ما بمغادرة لبنان عدد لا يستهان به من السياح العرب، وإن اللبنانيين المقيمين والمغتربين ينتظرون هذا الحدث بفارغ الصبر، لا سيما أنه متنوع ويتضمن إضافة إلى استعراض غنائي عالمي، النجمة إليسا، والموسيقي ميشال فاضل، والمغني البريطاني الشاب سامي يوسف الذي يطل لأول مرة على جمهوره اللبناني وهو المعروف بأدائه الأغاني الدينية ذات الطابع الحديث».

ويعتبر هذا المهرجان مختلفا عن غيره من المهرجانات التي أقيمت في عدد من المناطق اللبنانية خلال الموسم السياحي لصيف هذا العام، كونه يرضي شرائح متعددة من اللبنانيين، إذ يستقطب الشباب وأهاليهم على السواء بفضل استعراض «man in the mirror» الذي يحتفي بملك البوب الراحل مايكل جاكسون من خلال استعادة لأبرز أغنياته وحركاته الراقصة على المسرح التي انطبعت في ذاكرة أجيال هواة موسيقى البوب، خصوصا أن جمهور المهرجان ستتاح له فرصة الاستماع إلى أشهر أغاني ملك البوب الراحل (smooth criminal وbillie jean وbeat it وthriller وbad وغيرها)، وذلك في استعراض راقص يحبس الأنفاس، تتخلله عروض بصرية مبهرة ستعتمد على ألعاب في الإضاءة ولوحات من الرقص المحترف. كما يستقطب محبي الموسيقى والعزف على البيانو من خلال حفلة يقدمها الموسيقي اللبناني ميشال فاضل التي ستتضمن بعض المقطوعات الموسيقية التي سبق ان قدمها على مسرحي (كازينو لبنان) و(بلاتيا) تحت عنوان «عاللبناني» وهي مقطوعات اختيرت من ألبومه الموسيقي الأخير الذي يحمل نفس الاسم، وتتخللها معزوفات لـ«باخ» و«موزارت» و«برامس» تقدم لأول مرة في قالب لبناني، إذ سيتم تطعيمها بآلات موسيقية شرقية لم يسبق أن سمعناها من قبل. وترافقه الأوركسترا الوطنية الفيلهارمونية وعزف الفنان العالميPedro Eustache، الذي يعتبر أحد أفضل العازفين في العالم على الآلات الموسيقية الهوائية، كالمزمار والناي، والذي كان من بين عازفي موسيقى فيلم ميل غيبسون (آلام المسيح) الذي ترشح لجائزة أوسكار عام 2005 عن فئة أفضل موسيقى لفيلم سينمائي. وقد تعاون بيدرو خلال مسيرته مع عدد من أبرز النجوم، من بينهم الموسيقي الشهير ياني والفنانة العالمية شاكيرا.

أما النجمة اللبنانية إليسا، فستكون لإطلالتها أمام جمهورها في 24 الحالي نكهة خاصة، لا سيما أنها تشارك في هذا النوع من المهرجانات للمرة الأولى منذ أكثر من 12 عاما، إذ اعتاد محبوها متابعة حفلاتها فقط من خلال تلك التي كانت تقام بصالات الفنادق وعلى مسرح كازينو لبنان، مما سيميز هذه الإطلالة بالأجواء التي ستحملها والأغاني التي ستؤديها من قديمها وجديدها معا، ويرافقها على المسرح أكثر من 25 فردا يؤلفون فرقتها الموسيقية وأعضاء الكورال. ويشير أمين أبي ياغي، مدير أعمال الفنانة إليسا، إلى أن الحفلة لن تكون شبيهة بأي من سابقاتها لأن النجمة إليسا تعتبرها من أهم الحفلات التي قدمتها في مسيرتها الفنية وهي متحمسة كثيرا لها.

وينتظر اللبنانيون بحماس إطلالة المغني البريطاني سامي يوسف التي تشكل مسك الختام للمهرجان، كونه اختار بيروت ليطل منها على جمهوره العربي لأول مرة وهو المعروف بأغانيه الدينية الحديثة وبشهرته الواسعة في الغرب. فالكاتب والملحن والمنتج والموسيقي البريطاني سامي يوسف الذي عرفه الناس إثر إصدار ألبومه الأوّل «المعلم» عام (2003) الذي باع منه أكثر من ثلاثة ملايين نسخة حول العالم والذي ألحقه بالبوم ثان عام (2005) بعنوان «أمتي» - لقبته مجلة «التايمز» البريطانية بـ(أكبر نجم روك مسلم)، بينما وصفته صحفة «غارديان» بأشهر مسلم بريطاني في العالم. يوسف يجيد العزف على عدة آلات موسيقية وسيقدم خلال الحفلة التي ستجري في 25 الحالي في أسواق بيروت عرضا غنائيا وموسيقيا على السواء من خلال تنقله المستمر على المسرح وهو يعزف على آلات الإيقاع والكمان والتار والعود وغيرها. ومن الأناشيد التي سيتضمنها برنامج حفلته الغنائية: «المعلّم» و«يا أمي» و«حسبي ربي» و«أتيتني» و«الشفاء» و«اجعلني قويا» و«أمتي» وغيرها من الأغاني التي تصب في خانة الموسيقى الهادئة والهادفة من أجل عالم أفضل يخدم الإنسانية، كما يقول. يذكر أن سامي يوسف بريطاني الجنسية من أبوين من أصل أذربيجاني، يجيد الغناء بالعربية والإنجليزية والتركية والفارسية والأردية والماليزية والأذرية، مما يجعل عروضه الموسيقية فريدة من نوعها ولا يمكن تفويت حضورها.