«كيريوسيتي» يستخدم أشعة الليزر للمرة الأولى لإعطاء العلماء بيانات أفضل

فتت صخرة على كوكب المريخ و«ناسا» تكشف النقاب عن تفاصيل مهمة للمسبار

صورة وزعتها «ناسا» تبين المنطقة التي هبط عليها المسبار (أ.ب)
TT

قالت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) إن مسبار المريخ «كيريوسيتي» استخدم أشعة الليزر للمرة الأولى لإعطاء العلماء بيانات أفضل وأكثر ثراء مما كانوا يتوقعون. ووجه شعاع الليزر إلى صخرة بحجم قبضة اليد، تطلق عليها ناسا اسم «كوروناشن» (تتويج) وتم تسجيل العملية بواسطة آلة الكيمياء والكاميرا، أو «كيم كام». وقال المحقق في المهمة روجر وينز من مختبر لوس ألاموس الوطني في نيومكسيكو: «حصلنا على طيف كبير من (كوروناشن)، كثير من الإشارات».

وأضاف وينز أن نظاما مزدوجا من الفحوص الكيميائية والتصوير الإلكتروني يهدف إلى إجراء 14 ألفا من القياسات خلال مهمة المسبار. وأضاف: «هناك جهاز ليزر عالي القدرة يسلط أشعة قوتها بضعة ميغاواط على بقعة حجمها مثل رأس الدبوس على سطح المريخ»، وقال: «ينشأ عن هذه الأشعة كرة صغيرة من اللهب أو الشرارة في حالة البلازما، وهي حالة وسط بين الحالتين الغازية والسائلة».

ويتولى التلسكوب فحص هذا اللهب من مسافة تصل إلى نحو 7 أمتار ثم يقوم بفصل الضوء إلى مكونات ذات أطوال موجية مختلفة. ويستعين العلماء بكل المعلومات المستقاة من هذه الفحوص لتقدير التركيب الكيميائي لصخور الكوكب الأحمر.

وقال سيلفستر موريس وهو عضو فرنسي بفريق البحث، إنه فوجئ بأن «البيانات أفضل من تلك التي حصلنا عليها خلال الاختبارات على الأرض». يُذكر أن موريس على صلة بمعهد أبحاث الفيزياء الفلكية والكواكب بمدينة تولوز الفرنسية. ويمكن للعلماء تحليل الطيف الضوئي لتحديد العناصر المكونة للأشياء على كوكب المريخ.

وأزاحت إدارة «ناسا» يوم الجمعة الماضي الستار عن تفاصيل برنامج الرحلة الحالية لـ«كيريوسيتي»، في إطار مهمته التي تستغرق عامين للتأكد مما إذا كان كوكب المريخ (وهو أكثر كواكب المجموعة الشمسية شبها بالأرض) قد شهد من قبل ظهور المقومات الأساسية للحياة.

وقالت «ناسا» إنه يجري حاليا تجهيز المسبار «كيريوسيتي» للقيام بأول رحلة له على الكوكب الأحمر، وهي رحلة قصيرة إلى منطقة مستهدفة يقوم فيها بالحفر لاستخراج عينات صخرية.

ونقطة هبوط المسبار الأساسية كانت جبل «شارب»، وهي هضبة مكونة من طبقات صخرية ترتفع لمسافة 5 كيلومترات عن سطح فوهة «جيل». وأوضحت «ناسا» أن المنطقة المستهدفة هي تقاطع جيولوجي طبيعي به ثلاثة أنواع من الأراضي. وتتكون إحدى هذه الأراضي من طبقات صخرية، الأمر الذي أثار الاهتمام لتكون أول هدف للحفر.

وقبل أن يبدأ المسبار ذو العجلات الـ6 رحلة مسافتها 7 كيلومترات تستغرق بضعة أشهر إلى قاعدة جبل «شارب» سيقوم بزيارة قريبة نسبيا إلى موقع يسمى «جلينيلج» الذي استقطب اهتمام العلماء، لأنه يتألف من 3 أنواع من التضاريس الصخرية. وتعتمد الرحلة إلى موقع «جلينيلج» في جانب منها على الكيفية التي يجتاز بها المسبار الفحوص التي ستجري على بقية معداته ومكوناته. وتستغرق الرحلة إلى موقع «جلينيلج»، الذي يبعد مسافة 500 متر عن موقع هبوط المسبار (شهرا أو أزيد قليلا ويتوقف ذلك على عدد مرات الوقوف التي يقررها العلماء على طول مسار الرحلة).

وفي مطلع هذا الأسبوع، اختبر المسبار جهاز الليزر القوي الخاص به في مهمة السحق لقطعة صغيرة من الصخور التي كشف عنها المسبار بعد انطلاق العادم من محركه. ثم تولى تلسكوب صغير بعد ذلك تحليل المواد الناتجة من المسحوق الصخري للتعرف على مكوناتها من المعادن. وبحلول نهاية الأسبوع، ستكون كل الأجهزة العلمية على متن المسبار قد خضعت للاختبار.

وكان المسبار، الذي يزن طنا ويعمل بالطاقة النووية ويضم معملا علميا يعمل آليا، قد هبط على سطح الكوكب الأحمر عند فوهة تقع على خط استواء الكوكب في السادس من أغسطس (آب) الحالي، بحثا عن مواد عضوية ومواد كيمائية أخرى تعد مفتاح نشأة الحياة على أي كوكب.

يذكر أن مهمة المسبار هي الأكثر تكلفة وتقدما من الناحية التكنولوجية بين المهام التي أطلقت من الأرض إلى المريخ حتى الآن.