التمدن يزحف للقضاء على مظاهر العيد التقليدية في القرى والهجر السعودية

كثير من الأسر يفضلون قضاء أيام العيد في الريف

أيام العيد في قرية العرقين التي تبعد نحو 300 كيلومتر عن مدينة جدة
TT

تكتسب القرى والهجر في السعودية طابعا خاصا في أيام عيد الفطر، حيث يتوافد إليها كثير من سكان المدن، الذين يجدون في قضاء أيام العيد مع أقاربهم خروجا من الطابع التقليدي والرتابة في عيد المدينة، وتسهم في ذلك قوة الروابط الاجتماعية بين الأسر السعودية، لا سميا أن النسبة الأكبر ممن يفضلون العيد في الريف هم من السكان المهاجرين للعمل في المدن. ويتميز عيد القرى والهجر في البلاد بالهدوء والبساطة، إلا أن العادات والتقاليد والعرف القلبي تطغى على الاحتفال بالعيد، وتختلف كل قرية عن الأخرى، فالبعض يخصص موقعا للاحتفال ويدعو إلى اجتماع كل أفراد العائلة، في حين يفضل آخرون تبادل الزيارات المنزلية للتهنئة بالعيد، ويتم تقديم القهوة العربية والتمر كتعبير عن كرم الضيافة، إلى جانب الأكلات الشعبية التي يفضلها كثيرون في مثل هذه المناسبات، لتعيدهم إلى ذكريات الماضي.

ويقول نواف عواض الموسي، رجل الأعمال، إنه يحرص على قضاء أيام العيد في قريته «العرقين» التي تبعد نحو 300 كيلومتر عن مدينة جدة، حيث يستمتع بزيارة أقاربه من كبار السن والالتقاء برفقاء الطفولة، مشيرا إلى أن العيد في القرية له لون جذاب، حيث يستمتع الشخص بالطبيعة ونقاء الهواء ومشاهدة الألوان الشعبية، لافتا إلى أن ملامح العيد في القرى السعودية تغيرت كثيرا، حيث طغت الحياة المدنية عليها وأصبح التطور الحضاري يمتد إليها وحولها من بيوت ومزارع بسيطة إلى مدن صغيرة مع احتفاظ سكانها بالعادات والتقاليد.

من جانبه، يوضح علي الناقول، عمدة محافظة الخرمة (غرب السعودية)، أن كثيرا من الزوار يتوافدون إلى القرى والهجر خصوصا في الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك، وتقتضي القرى البساطة في تركيبتها السكانية، ويحرص كثير من سكان القرى على إظهار التعبير بفرحة مقدم الضيوف على طريقتهم الخاصة، مشيرا إلى أن اليوم الأول للعيد في القرية له مظاهره حيث يتم تخصيص موقع للاحتفال بالعيد وفي موقع قريب من مواقع السكان، ويتم تجهيز الأكلات الشعبية في فترة الصباح، فبعد أن يفرغون من صلاة العيد يتجهون إلى المخيم ويتبادلون التهاني بالعيد، ويكون ذلك متاحا للزوار خلال اليوم، في حين تخصص فترة المساء إلى الرماية والألعاب الشعبية، مثل الرماية وسباقات الجري، كما يتم تخصيص برامج للأطفال. أما الجانب الآخر من العيد في القرى والهجر فيختص بالنساء اللاتي يقدمن الحلوى ويتبادلن الزيارات في ما بينهن.

وتتشابه عادات العيد في القرى والهجر، حيث تبدأ بتأدية صلاة العيد في المصلى ويتناول أهالي القرية وجبة الإفطار لدى «شيخ القرية» ويتم المرور جماعات على بقية منازل القرية لتناول الإفطار وشرب القهوة العربية، وبعد صلاة الظهر يتوزع الأهالي على مجموعات ويقومون بتناول وجبة الغداء. وتستكمل الاحتفالات باحتفال يجتمع فيه الأهالي في ساحة احتفال القرية لتأدية العرضة الشعبية بمشاركة شعراء القرية.