انتصار رياضي دبلوماسي لكوندوليزا رايس

أول امرأة عضو في نادي أوغوستا للغولف

كوندوليزا رايس صارت أول امرأة مع سيدة أعمال من ولاية نورث كارولينا تقبل عضوا في نادي أوغوستا الراقي لكرة الغولف (أ.ف.ب)
TT

حققت كوندوليزا رايس، وزيرة الخارجية لأربع سنوات في إدارة الرئيس بوش الابن، وقبل ذلك ولأربع سنوات، مستشارته للأمن القومي في البيت الأبيض، انتصارا دبلوماسيا في مجال الرياضة الأميركية، وصارت أول امرأة، مع سيدة أعمال من ولاية نورث كارولينا، تقبل عضوا في نادي أوغوستا الراقي لكرة الغولف.

وقالت رايس إنها دائما تفضل الوسائل الدبلوماسية، حتى في المجال الرياضي، الذي صارت تهتم به مؤخرا. رايس الآن أستاذة في جامعة ستانفورد في كاليفورنيا، وهي الجامعة التي كانت تعمل فيها قبل أن يختارها الرئيس بوش مستشارة له سنة 2000، خلال حملته الانتخابية.

وكانت اتهامات كثيرة وجهت نحو نادي أوغوستا بأنه يفرق ضد النساء لرفضه عضوية أي امرأة، كما واجه اتهامات بأنه عنصري لرفضه عضوية أي أسود (قبل أن يغير سياسته ويقبل السود). لكن، يقول مسؤولون في النادي إنه «تطور مع الزمن» ولم يكن يعارض عضوية أي امرأة، لكنه يفضل أن يكون ذلك في هدوء، من دون ضجة إعلامية تؤثر على سمعته.

غير أن اختيار النادي لوزيرة الخارجية السابقة لكسر حاجز التفرقة النسائية أثار ضجة إعلامية، يمكن أن تكون إيجابية (لأنه قبل امرأة)، ويمكن أن تكون سلبية (لأنه كان يرفض ذلك، في القرن الحادي والعشرين).

وفي بيان، قال بيلي وين، مدير النادي: «هذه مناسبة سعيدة، ونحن نرحب بحماس بكل من كوندوليزا رايس، ودارلا مور، كعضوين في نادي الغولف الوطني في أوغوستا. نحن محظوظون للنظر في أسماء كثير من المرشحين المؤهلين لعضوية أوغوستا. حسب قانون أوغوستا، النظر في طلب أي مرشح يعقد في سرية تامة، وعلى مدى فترة من الوقت».

وأضاف البيان: «كل من كوندوليزا ودارلا امرأة ناجحة، وتهوى رياضة الغولف. وستكون لحظة فخر عندما نقدم لكل واحدة منهما «غرين جاكيت» (بدلة خضراء) هذا الخريف. هذا وقت مهم وإيجابي في تاريخ نادينا».

وقال معلق في صحيفة «واشنطن بوست»: «لا أكاد أنتظر حتى أرى رايس، الجميلة الأنيقة، حتى وهي تقابل الملوك والرؤساء عندما كانت وزيرة للخارجية، وهي تقف شامخة فخورة، وتمسك بعصا كرة الغولف، وتديرها في الهواء، وتنحني قليلا، وترسلها إلى السماء، ربما مع ابتسامة ساحرة». وهكذا انتهت حقبة سلبية.

في عام 1932، تأسس نادي أوغوستا، ومن أول يوم رفض قبول السود، حتى عام 1990. وقبل أعوام قليلة، سمح للنساء باللعب كضيفات في أيام الأحد فقط، مع وضع اعتبارات للتوقيت ولأهمية النساء الضيفات.

في الجانب الآخر، قالت رايس للصحافيين إنها سعيدة بقرار النادي، وإنها تهوى لعبة الجولف، وقالت: «كنت دائما معجبة بالدور المهم الذي يقوم به نادي أوغوستا، وإسهامه في تقاليد وتاريخ للغولف. لدي أيضا احترام كبير لبطولة ماستر (السنوية)، والتزامها بتطوير لعبة الغولف، لا سيما وسط الشباب، هنا في الولايات المتحدة، وفي جميع أنحاء العالم».

ولم يفت على المراقبين أن بيان رايس كان دبلوماسيا جدا، ولم تتحدث عن ماضي النادي غير المشرف أبدا.

بالإضافة إلى اهتمام رايس بلعبة الغولف، تهتم أيضا بلعبة كرة القدم الأميركية (فوتبول) وكانت قالت مؤخرا إنها تفضل منصب رئيسة الاتحاد الأميركي لكرة القدم عن الترشيح نائبة لمرشح الحزب الجمهوري ميت رومني. وكان اسم رايس تردد لمنصب نائب الرئيس باسم الحزب الجمهوري، حتى اختار رومني عضو الكونغرس بول ريان. لكن، رايس نفت رغبتها بشدة منذ البداية، وقالت إنها لا تريد العودة إلى العمل السياسي مرة أخرى. غير أنها كانت قالت، أكثر من مرة، إنها تريد الانتقال من السياسة إلى الرياضة، وإن منصب مديرة الاتحاد الأميركي لكرة القدم يبدو حلما لها.

وفي بداية هذا الشهر، فوجئ المراقبون الرياضيون والسياسيون على السواء بصورة رايس وهي ترتدي قميصا رياضيا تابعا للاتحاد الأميركي لكرة القدم (إن إف إل)، وكأنها عضو في فريق «براونز» في مدينة كليفلاند (ولاية أوهايو).

ظهرت الصورة كجزء من خط اتحاد «إن إف إل» لتشجيع المساهمات النسائية في الاتحاد. ومع الصورة ظهرت تصريحات من رايس قالت فيها: «لا أفوت لعبة يلعب فيها فريق (براونز)، أو فرصة لإظهار فخري به».

ومع رايس، اشتركت نساء أخريات في الحملة، منهن: الأميركية السوداء بطلة كرة التنس، سيرينا وليامز، والزوجة السابقة لملياردير العقارات، دونالد ترامب. ايفانكا ترامب. ووسعت رايس رغبتها الرياضية في صفحة «فيس بوك» التابعة لها وكتبت، مع الصورة: «دليل دعم الانتصارات، والشغف بفريق كليفلاند براونز».

لكن، رايس تلقت تعليقات غير إيجابية منها قول أحدهم: «هذه حملة «غريبة»، وقال آخر: «كوندي مجنونة».

لكن البعض الآخر أيدها تأييدا قويا. مثل الذي كتب: «كوندوليزا رايس لاتحاد (إف إن إل)؟ هذا شيء رائع»، وكتبت واحدة: «قد أختلف معك في السياسة. لكني أنا أدعم حبك لفريق كليفلاند».

بالإضافة إلى قميص «إن إف إل»، وبالإضافة إلى إشاعة ترشيحها نائبة للمرشح رومني، عادت رايس إلى الأضواء في السنة الماضية عندما أصدرت كتاب مذكراتها: «سنواتي في واشنطن»، وكجزء من الدعاية للكتاب، كانت جاءت إلى واشنطن، واجتمعت (وهي أول وزيرة خارجية أميركية سوداء) مع الرئيس أوباما (أول رئيس أميركي أسود).

وبعد الاجتماع، قالت رايس للصحافيين إنهما لم يناقشا خلافاتهما السياسية، خاصة إدارة رايس لحرب الإرهاب وغزو العراق وأفغانستان التي أعلنها الرئيس السابق بوش الابن، الذي كانت رايس وزيرة خارجيته لأربع سنوات.

في وقت لاحق، قالت رايس إنها وأوباما «غطيا كل المواضيع»، وأضافت: «على الرغم من حقيقة أن هناك تغييرات ومشادات، لا يزال هناك مجتمع السياسة الخارجية الوقور. لا يزال هناك من يرى أن السياسة الخارجية يجب أن تكون مشاركة من الحزبين» (الجمهوري والديمقراطي).

وبدت وزيرة الخارجية السابقة التي يظل اسمها يرتبط بسياسات بوش الخارجية، معتدلة وودوة نحو قادة الحزب الديمقراطي. وقالت في مقابلة صحافية مؤخرا: «أنا لن أقول عن هؤلاء الناس (إدارة الرئيس أوباما) غير أنهم وطنيون، ويحاولون بذل قصارى جهدهم في كل يوم».

وقالت إنها تقدر جهود خليفتها، هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية. وأضافت: «أعتقد أنها تفعل كثيرا من الأمور بالصورة الصحيحة».

وهكذا، في السياسة والرياضة، تظل وزيرة الخارجية السابقة دبلوماسية من الدرجة الأولى.