50 ثنائيا سيقولون «نعم» في حفل زفاف جماعي يقام اليوم في زحلة

رجل الأعمال ميشال ضاهر تكفل بالمبادرة وأهدى كل عروسين 10 ملايين ليرة لبنانية

الاستعدادات للعرس الجماعي في زحلة
TT

من أصل 70 طلبا تقدم به بعض أبناء منطقة زحلة للحصول على فرصة المشاركة في حفلة زفاف جماعية تكفل بمصاريفها رجل الأعمال اللبناني ميشال ضاهر تم اختيار 50 ثنائيا ليكونوا من أصحاب الحظ السعيد (إذا أمكن القول) لدخول القفص الذهبي دون أن يتكبدوا أي مصاريف تذكر في هذه المناسبة.

حفلة الزفاف التي ستجري اليوم في البارك البلدي لمدينة زحلة المعروف بمتنزه جوزيف طعمة سكاف ستتم بمباركة مطارنة المنطقة من مختلف المذاهب إذ سيحتفل بمراسم الإكليل على «إيقاع» واحد لأول مرة بعد أن اتفق على توحيد الطقوس المسيحية فيه (أي ما بين الموارنة والروم الملكيين الكاثوليك والأرثوذكس).

ومن المنتظر أن يلقي صاحب المبادرة ميشال ضاهر كلمة في المناسبة يتوجه فيها إلى العرسان فيشد من عزيمتهم ويشجعهم كما قال على بناء عائلة لبنانية حقيقية بعدما أعلن أنه سيقدم لكل ثنائي مبلغ 10 ملايين ليرة لبناية كهدية زفاف إضافة إلى هدية مالية أخرى سيقدمها للمتزوجين عندما يرزقون بطفلهم الأول. وأوضح في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن الفكرة راودته منذ نحو السنة وهي بمثابة مبادرة منه لجمع شمل اللبنانيين ولتشجيعهم على الزواج رغم الصعوبات المادية التي يواجهونها وقال: «سأقوم بهذه المبادرة أيضا العام المقبل فأنا سأقف إلى جانب الشباب اللبناني وأشد من عزيمته ليبقى في بلده وليزيد أعداد اللبنانيين المقيمين فنحن اليوم بأمس الحاجة لهم بدل أن يهاجروا إلى الخارج سعيا وراء لقمة العيش». وأضاف ميشال ضاهر ابن منطقة زحلة: «لقد آثرت أن أقيم لهؤلاء حفلة زفاف تليق بهم لا سيما أن عددا منهم اضطروا أن يؤجلوا موعد زفافهم لأكثر من 5 سنوات لأنهم لا يملكون الوسيلة المادية التي هم بحاجة إليها لتحقيق حلمهم هذا».

ولن تقتصر الحفلة على مراسم الإكليل فقط إذ ستتبعها سهرة نظمتها اللجنة التي وضعها ميشال ضاهر بتصرف العرسان ومدعويهم ويصل عددهم إلى 25000 شخص وتترأسها زوجته مارلين ضاهر التي أخذت على عاتقها الإشراف على زينة الحفلة والكوكتيل الذي سيقام بالمناسبة إضافة إلى زفة العرس التي تعتبر تقليدا لبنانيا معروفا في حفلات الزفاف وسيتخلل السهرة وصلات غنائية لعدد من المغنين اللبنانيين وبمقدمهم ناجي الأسطا ابن زحلة أيضا.

سامر لحام أحد الذين سيدخلون القفص الذهبي في حفلة الزفاف الجماعية هذه اعتبر في حديث لـ«الشرق الأوسط» أنه عندما علم بقبول اشتراكه تأثر كثيرا وبقي لدقائق طويلة لا يستوعب ما حصل معه وقال: «لقد اندهشنا خطيبتي وأنا وشعرنا وكأننا ربحنا بالياناصيب فأنا أعمل في مجال الحدادة الإفرنجية وبالكاد يكفيني أجري لإعالة نفسي فكان من الصعب أن أتزوج قبل أواخر السنة المقبلة ولكن كل شيء تغير بفضل هذه المبادرة». أما ناجي شاويش الذي بدا متحمسا جدا لعقد قرانه على خطيبته ميرنا التي يعرفها منذ أكثر من سنة فأكد لـ«الشرق الأوسط» أنه سيشجع أصدقاءه للاشتراك في حفلة الزفاف الجماعية التي ستقام العام المقبل وأنه شخصيا لم يتكلف أي مصروف على عرسه سوى أنه أمن السيارة التي ستقله مع عروسه إلى مكان الحفلة وأنه بالتأكيد لم تكن إمكانياته المادية ستسمح له بإقامة حفلة زفاف على هذا المستوى خصوصا أنه جندي في الجيش اللبناني ومعاشه بالكاد يكفيه لنهاية الشهر.

الجدير ذكره أن هذا النوع من الحفلات بات يتكرر من موسم لآخر في عدد من المناطق اللبنانية وبينها مدينتا صيدا وصور في جنوب لبنان أما أحدثها فقد جرى في الصرح البطريركي في بكركي في يونيو (حزيران) الفائت إذ جرت حفلة زفاف جمعت 42 ثنائيا ترأسها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي.

تلفزيون الـ«إم تي في» سينقل حفلة الزفاف في بث مباشر في موعدها السادسة من مساء اليوم، أما طرقات مدينة زحلة وأحياؤها فستشهد تدابير خاصة بالمناسبة للحفاظ على الأمن والنظام وتسهيل حركة السير بحيث سيتم قطع كل الطرق المؤدية إلى مكان الحفل ابتداء من ظهر اليوم ويسمح بالمرور فقط لسيارات الرسميين والعرسان. كما تم تخصيص باصات لنقل أهل العرسان ومدعويهم مجانا إلى البارك البلدي حيث مكان الاحتفال.

وعلق طوني مطر أحد العرسان المشاركين في الحفلة اليوم قائلا: «لا شك أن المبادرة رائعة وأنا شخصيا أقدر كثيرا من قام بها (ميشال ضاهر) إذ أشعرنا حقيقة بأننا مسنودون بجبل من لبنان ولولا هذه الخطوة لما كنت استطعت الزواج حتى اليوم فأنا وخطيبتي سولانج انتظرنا هذه الساعة بشغف منذ أكثر من سنتين وها هو حلمنا يتحقق بفضل هذه المبادرة».

يذكر أن غالبية العرسان اكتفت بحفلة الزفاف وتخلت عن شهر العسل لأن ما باليد حيلة كما قال صبيح نصار (35 عاما) الذي رأى أن هذا الأمر لم يفكر فيه لأن حالاته المادية لا تسمح له بذلك مما سيضطره للبقاء في منزله في بلدة زحلة بعد حفلة الزفاف وعلق بلهجته الزحلاوية: «انو عسل زحلة من شو بيشكي؟».