«جادة سوق عكاظ».. عروض مسرحية تحاكي شخصيات أشهر الشعراء العرب

فريق من «السياحة» تولى تصميمها لتحاكي الصورة التاريخية للسوق

مشهد مسرحي في سوق عكاظ العام الماضي لمسيرة الشعراء والخطباء والفرسان في جادة السوق («الشرق الأوسط»)
TT

كشفت الهيئة العامة للسياحة والآثار عن اكتمال أعمال التجهيز والتحضير لأنشطة وبرامج «جادة سوق عكاظ» المقرر أن تنطلق في 11 سبتمبر (أيلول)، 24 شوال المقبل في محافظة الطائف.

وأنجز فريق من الهيئة العامة للسياحة والآثار تصميم أنشطة جادة عكاظ وتطويرها لتواكب التطور الذي يشهده السوق في كل عام.

وتمتد جادة عكاظ لمسافة كيلومتر طولا في موقع السوق، بأسلوب يحاكي ما كان يجري حقيقة بسوق عكاظ القديم لتعيد للأذهان أيام سوق عكاظ التاريخية من خلال دراما تمثيلية على أرض الواقع، فضلا عن مشاركة الحرفيين والأسر المنتجة من داخل السعودية وخارجها.

وأكد مدير عام البرامج والمنتجات في الهيئة العامة للسياحة والآثار عبد الله المرشد، أن الهيئة العامة للسياحة والآثار تحرص سنويا، بوصفها أحد الشركاء الرئيسيين لسوق عكاظ، على إيجاد قيمة مضافة للزائر، عبر تطوير برنامج السوق ليصبح ثريا وجاذبا ومتميزا عن غيره، فضلا عن تحقيق التنمية الاجتماعية من خلال إشراك متطوعين من مجتمع الطائف المحلي للمساهمة في تنظيم السوق، مشيرا إلى أن الهيئة تهدف أيضا إلى تحقيق القيمة المضافة لمشاركتها عن طريق زيادة الجذب السياحي للسوق لتحقيق عوائد اقتصادية واجتماعية، ووضع سوق عكاظ في مقدمة الفعاليات في المملكة، وكمصدر للأفكار الجديدة في تنظيم الفعاليات السياحية وإدارتها.

وأوضح المرشد أن الهيئة العامة للسياحة والآثار مسؤولة عن تنفيذ مجموعة من الأعمال في سوق عكاظ، تشمل تنظيم جادة عكاظ بما في ذلك الأنشطة المسرحية على الجادة، ومشاركة الحرفيين والأسر المنتجة ومسوقي المنتجات الزراعية، إلى جانب تقديم جائزة عكاظ للحرف اليدوية، وقال: «تتولى الهيئة أيضا مسؤولية تنظيم المعرض السنوي الخاص للهيئة، وترتيب مشاركة أبناء محافظة الطائف في تنظيم السوق، وتنظيم حركة الزوار داخل السوق والجادة، وتنفيذ أنشطة تسويقية لدعم السوق، وتنفيذ أنشطة إعلامية للسوق، وإنشاء استديو للبث المباشر، وتنفيذ دراسة عن الأثر الاقتصادي وإحصاءات الزوار، وتنظيم ودعم برامج الرحلات السياحية للسوق، وتنفيذ الأعمال الإدارية».

واستعرض عبد الله المرشد العناصر الرئيسية لجادة عكاظ، وتشمل العروض المسرحية المتضمنة تمثيلا لبعض نواحي الحياة في سوق عكاظ قديما، وعروضا مسرحية أخرى عن الحياة في سوق عكاظ في السابق، إلى جانب عروض الشعر العربي في المسارح المفتوحة، وعروض قوافل الإبل والخيل، والحرف والصناعات اليدوية، والأسر المنتجة والمأكولات الشعبية. وذكر أن عدد المشاركين في تقديم العروض المسرحية في جادة عكاظ - «مسرح الشارع» - يصل إلى 50 ممثلا سعوديا يساندهم 100 شاب متطوع من أبناء المجتمع المحلي في محافظة الطائف وطلاب جامعة الطائف.

وأكد المرشد أن العروض المسرحية المقرر تنفيذها في جادة عكاظ ستقدم بأسلوب إخراجي جديد وبالاستعانة بتجهيزات أفضل من السنوات السابقة، وقال: «سيتم تقديم أربعة عروض مسرحية على مدى خمس ساعات، اعتبارا من الرابعة عصرا إلى التاسعة مساء يوميا خلال فترة السوق».

ويشتمل استعراض الحياة في جادة عكاظ على تنظيم عروض لمجاميع تضم 150 شخصا يرتدون اللباس التاريخي يمشون لمسافة 600 متر في الجادة، ويمرون خلال مسيرهم بشعراء المعلقات ويسمعون قصائد المعلقات من كل شاعر بالترتيب، بينما تزاول مجموعات أخرى أساليب الحياة القديمة، كالبيع والشراء وتبادل الأحاديث، كما ستتحلق مجموعات حول النار، بينما يتابع آخرون شعراء المعلقات والرواة الذين يلقون الشعر على الحضور.

وأفاد المرشد أن عنصر استعراض الحياة في جادة عكاظ يشمل أيضا مشاركة مجموعة من كبار السن من أصحاب المهن يتحدثون بالعربية الفصحى مع مرتادي السوق بصورة لا يتوقعونها، كما سيحتكم فريق من الممثلين لدى أحد الزائرين باعتباره قاضي القضاة ويشرحون له قضيتهم، لجذبه إلى التحدث معهم بالفصحى، بينما سيتوقف ممثل يؤدي دور الراوي للزوار ساردا لهم قصيدة الخنساء في أخيها صخر.

وأفصح المرشد عن تفاصيل عروض الشعراء في جادة عكاظ، مشيرا إلى أن هذه العروض تشمل تنفيذ أعمال مسرحية مدتها 60 دقيقة، بعد صلاتي المغرب والعشاء، في مجموعتين تضم كل منهما 25 شخصا، وتعرض أعمال كل مجموعة في واحدة من الساحتين الرئيسيتين داخل الجادة، وتحكي كل مجموعة قصة الشعراء الأعشى وحسان بن ثابت والخنساء أثناء تحكيم النابغة الذبياني لقصائدهم، وتلقى بعدها خطبة قس بن ساعدة، بأسلوب درامي استعراضي.

وخلص المرشد إلى أن الهيئة تسهم سنويا في مشاركة أبناء محافظة الطائف في تنظيم جادة عكاظ، قائلا: «ستختار الهيئة 150 شخصا من أبناء المحافظة لإشراكهم في تنظيم فعاليات جادة عكاظ، من خلال التواصل مع المجتمعات المحلية في القرى المجاورة لموقع السوق، إضافة إلى التعاون مع جامعة الطائف لاختيار عدد من طلابها للعمل في السوق كمتطوعين».