رحيل النجم التلفزيوني الذي تعتبره الأمهات الفرنسيات «الصهر المثالي»

المرض الخبيث أبعد جان لوك ديلارو عن الشاشة الصغيرة ثم هزمه

ديلارو
TT

على مدى سنوات، كانت الأمهات الفرنسيات يحلمن بصهر من نوع النجم التلفزيوني الودود والمهذب جان لوك ديلارو (48 عاما)، منتج ومقدم البرنامج اليومي «حياة كاملة»، المخصص للمواضيع الاجتماعية والبوح العاطفي. لكن الصدمة أصابت ملايين الحموات المفترضات من مشاهدي التلفزيون بعد الفضائح التي تورط فيها «الصهر المثالي»، وأبرزها إدمانه المخدرات الثقيلة التي كانت سببا في سحب البرنامج منه ثم رحيله عن الدنيا، مساء أول من أمس، بمرض خبيث.

أواخر العام الماضي، عقد ديلارو مؤتمرا صحافيا أعلن فيه إصابته بسرطان المعدة وغشاء الصفاق. وكان الهدف وضع حد للشائعات التي كان أصحابها يخلطون بين هزاله وشروده بسبب العلاج الكيماوي وما قيل عن إدمانه. كما قام ديلارو بجولة على المدن الفرنسية لتوعية الشباب بمخاطر المخدرات. وبدا وكأن الأمور عادت إلى نصابها، وتمنت المعجبات أن يتعافى النجم المحبوب ويعود إلى برنامجه اليومي من القناة الرسمية، لا سيما أنه كان قد تزوج، في عز المرض، من العارضة ومصممة الحلي الجزائرية الأصل أنيسة خيل، بعد قصة حب استمرت لأكثر من سنة، واستمراره على العلاج في المستشفى الأميركي في باريس. لكن خبرا انتشر على المواقع الإلكترونية، الشهر الماضي، أكد وفاة ديلارو. ثم عادت عائلته وكذبت الخبر، إلى أن وقعت الوفاة بالفعل، هذه المرة.

خبر انطفاء النجم التلفزيوني الذي اشتهر بأنه أول من استخدم سماعة الإذن لسماع ملاحظات مخرج برنامجه الناجح «قابل للنقاش»، تصدر نشرات الأخبار الإذاعية والتلفزيونية كما احتلت صوره الصفحات الأولى من الصحف الصادرة أمس واشتعلت الشبكة الإلكترونية بالتغريدات وعبارات النعي ورسائل التعزية. وتعاقب زملاء له وفنانون وسياسيون على الإشادة بموهبته كما يحدث في حالات غياب الشخصيات الفرنسية الكبيرة. وكانت المفارقة كبيرة بين ما كتب عنه يوم ضبط كمية من المخدرات في بيته، من تقارير سلبية ولئيمة، وعبارات المديح والتكريم التي انهالت عليه، أمس.

وقالت أوريلي فيليبيتي، وزيرة الاتصالات، في تصريح لقناة إخبارية، إنها تقدّر الاحترام الذي كان ديلارو يبديه لضيوف برنامجه وتفاعله مع مشاعرهم. وفي تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية قال جان ريفيون، مدير عام القناة الثانية، إن الراحل صارع المرض حتى النهاية مثل «الرياضي الذي كان عليه». كما أشاد منتجون ومقدمو برامج بديلارو الذي «ابتكر نمطا خاصا من البرامج التي تدعو الناس العاديين للحوار وسبر أعماق النفس البشرية»، واصفين إياه بالشخص القادر على «تمرير الانفعالات». ثم جاءت شهادة جان بيير الكباش، أحد كبار الوجوه التلفزيونية المكرسة، لتعلن أن الراحل كان أحد أبرز نجوم جيله لأنه امتلك الموهبة والحضور وحس النكتة والرغبة الدائمة في اكتشاف الحياة. وأضاف: «لقد حالفه النجاح بسرعة وربما أسرع من المألوف، لذلك فإنه رمز لمحيط تلفزيوني يلتهم أبناءه».

ساهم ديلارو، كمنتج، في إطلاق نجوم كثيرين أبرزهم إيفلين توما التي أنتج لها البرنامج الناجح «هذا هو خياري». كما يعود له الفضل في تلميع صورة نجمة الأخبار لورانس فيراري، التي كان قد أنتج لها، في بداياتها، برنامج «أعيش حياتي». وقالت فيراري في تغريدة على «تويتر» إن «صديقها» ديلارو علمها فن الإصغاء للآخرين. وقد «قاوم المرض مثل أسد».

بوفاة جان لوك ديلارو طُوي ملف الدعوى التي كان سيحاكم بسببها بتهمة حيازة كوكايين، التي كانت جلساتها قد تأجلت حتى مطلع العام المقبل، وكأن القضاة منحوه فرصة الرحيل بسلام. ومن جهته، أوضح مسؤول في شركة «مستودع برود»، التي كان الراحل قد أسسها، أن مراسم الدفن ستجري في إطار حميم وضيق، حسب رغبة الأسرة التي ترجو من الصحافة احترام أحزانها.