تزايد الإقبال على مطاعم الوجبات السريعة في بغداد

عراقيون: سئمنا الأكلات التقليدية

عراقيون في مطعم للوجبات السريعة في بغداد (أ.ب)
TT

أخيرا أصبح باستطاعة أهالي بغداد المحاصرين أن يحصلوا على مشروب «ميلك شيك» وشطيرة «هوت دوغ» حارة بالجبن وعلبة من الدجاج المقلي، المتوافرة بالطبع بالنكهة العادية أو بالنكهة الحارة جدا. فقد بدأت العاصمة العراقية تشهد موجة من انتشار المطاعم الجديدة على الطراز الأميركي، لتجذب الزبائن الجائعين إلى بدائل أخرى للوجبات التقليدية مثل الكباب بلحم الحمل وسمك الشبوط المحمص على النار.

وحسب تقرير لوكالة «أسوشييتد برس» هذه الصرعة الغذائية يقودها أصحاب المشاريع والمستثمرون العراقيون من البلدان المجاورة وليست سلاسل المطاعم الكبيرة متعددة الجنسيات هذه المرة؛ حيث يرون أن العراق سوق غير مستغلة لمحبي الطعام الذين يتزايد حبهم للتجربة والمغامرة، وهو سوق تتميز بضعف المنافسة وارتفاع العوائد المحتملة.

وقال الموظف الحكومي أسامة العاني وهو يتناول قطعة من البيتزا داخل أحد المطاعم الجديدة المزدحمة الأسبوع الماضي، «لقد سئمنا من الطعام التقليدي. نريد أن نجرب شيئا مختلفا».

ومن بين الإضافات الأخيرة مطعم يدعى «بيت الفلفل» يقع في حي الجادرية الراقي، ويقول أزاد الحداد، العضو المنتدب في شركة تدعى «جسر كردستان»، هي التي أحضرت هذه المطاعم إلى العراق، إنه وزملاءه المستثمرين قرروا فتحها لأنهم لم يكونوا يستطيعون العثور على وجبات جيدة من الدجاج المقلي والبرغر في العراق. ووصف الرجل هذه المطاعم بأنها استثمار آمن بالنسبة للشركات مثل شركته التي لا تزال في بدايتها، ولديه بالفعل خطط لافتتاح كثير من الفروع الأخرى خلال الأشهر الستة المقبلة. وأوضح: «الجميع يحبون ارتداء ملابسهم والخروج لتناول الطعام. هذا شيء يجمع شمل الناس. الناس يقولون لنا: نشعر وكأننا خارج بغداد، وهو ما يعطينا إحساسا بالرضا».

إلا أن تناول الطعام خارج البيت في العراق لا يخلو من المخاطر؛ حيث كانت أكشاك بيع الآيس كريم والمطاعم والمقاهي من ضمن أهداف سلسلة وحشية من الهجمات التي مزقت أوصال العراق يوم 16 أغسطس (آب)، مخلفة وراءها ما يزيد على 90 قتيلا.

ويقول العراقيون إن فرصة الاسترخاء في مكان نظيف وتناول وجبة بالخارج تستحق المغامرة، وهم يرون أن المطاعم هي رمز للتقدم. وأكد وميض فوزي المهندس الكيماوي، بينما يستمتع بتناول قطع الدجاج المقلي داخل مطعم «لي» بصحبة زوجته سمارة: «إن هذا يعطيك شعورا بأن البلاد تسير في الطريق الصحيح».