وصول أول رحلة نيلية طويلة من القاهرة لأسوان بعد توقف 15 عاما

مدتها أسبوعان وتحكي تاريخ مصر وتبعث رسالة اطمئنان للعالم

TT

استقبلت مدينة الأقصر، جنوب مصر، أمس (السبت)، أول رحلة نيلية طويلة مقبلة من القاهرة في طريقها إلى أسوان، وعلى متنها 28 سائحا من جنسيات مختلفة بعد توقف دام أكثر من 15 عاما، بسبب التداعيات الأمنية والقلق الدائر حول تأمين تلك الرحلات منذ حادث الاعتداء على معبد الملكة حتشبسوت (أشهر معالم مصر السياحية بالدير البحري في مدينة الأقصر) عام 1997، حيث نجح منير فخري عبد النور، وزير السياحة السابق، في انتزاع قرار حكومي من الدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء السابق، بعودة تلك الرحلات.

يأتي هذا في وقت انطلقت فيه قبل يومين أول رحلة نيلية من أسوان بصعيد مصر إلى القاهرة، تقل 32 سائحا، لتبعث مصر من خلالها رسالة اطمئنان للعالم بأن مصر عادت شمسها الذهبية لتنعش السياحة بعد فترة ركود منذ ثورة «25 يناير».

وقال هشام زعزوع، وزير السياحة المصري، الذي كان في استقبال أول رحلة نيلية في مدينة الأقصر أمس، إن «بدء تنفيذ هذه الرحلات بعد توقفها لأكثر من 15 عاما، يعطي انطباعا جيدا لدى الأسواق المصدرة للسياحة ومنظمي الرحلات، كما يعد مؤشرا على أن موسم الشتاء المقبل سيكون موسما قويا، إذا لم تحدث أي اضطرابات سياسية أو أمنية تمنع ذلك».

وأكد زعزوع أن عودة هذه الرحلات سيكون لها مردود إيجابي على توافد الحركة السياحية إلى مصر، خاصة أنها تعتبر رحلة تاريخية مهمة تحكي تاريخ مصر من أهرامات الجيزة، مرورا بمدن الصعيد حتى أسوان، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة الدخل السياحي منها، نتيجة ارتفاع أسعار هذه الرحلات، وهو ما يتطلب تقديم خدمات جيدة من أصحاب الفنادق العائمة تتناسب مع أسعار الرحلة.

وطالبت الإدارة العامة لشرطة السياحة والآثار شركات السياحة المنظمة للرحلات النيلية الطويلة (القاهرة - أسوان) والعكس، بضرورة الالتزام بالمرسى الرئيسي التابع لكل محافظة من محافظات خط السير (بني سويف - المنيا - أسيوط - سوهاج) دون غيرها، والمؤمنة بمعرفة مديريات الأمن التابع لها.

من جانبه، قال مصطفى السيد، محافظ أسوان، لـ«الشرق الأوسط» إن «انطلاق الرحلات النيلية السياحية من أسوان إلى القاهرة يؤكد استقرار الأمن وعودة الحياة إلى طبيعتها، ويمثل انفراجة كبيرة للحركة السياحية لتعود أكثر تدفقا من السابق، وخاصة في ظل التحسن الملحوظ في الجانب الأمني مع رغبة العاملين في قطاع السياحة والمستفيدين من أهالي محافظات الصعيد في عودة الانتعاش الاقتصادي والتجاري مرة أخرى».

وأكد الخبير السياحي، صلاح ظافر، أن «هذه الرحلة سوف تساهم في انتعاش الحركة السياحية حيث يتعرف السائح من خلال هذه الرحلة الرائعة في نهر النيل على تاريخ مصر بمختلف عصوره، بالإضافة إلى التراث الزاخر بالمشغولات اليدوية والصناعات البيئية في مختلف محافظات الصعيد».