أول صور ملونة من كوكب المريخ تكشف عن طبقات صخرية

«كيريوسيتي» تبحث عن مواد عضوية تشير إلى تطور حياة ميكروبية

مشهد آخر لقاعدة «جبل شارب»، وهذه الصورة هي جزء من صورة أكبر التقطتها كاميرا «كيريوسيتي» في 23 أغسطس، وقد قام العلماء بتعزيز الألوان في إحدى الصور ليبدو المشهد في ظروف الإضاءة على الأرض، وهو الأمر الذي سيساعد العلماء على تحليل المنطقة (إ.ب.أ)
TT

طرحت وكالة «ناسا» الأميركية أول مجموعة صور ملونة ذات كفاءة عالية التقطتها مركبة الفضاء الأميركية كيريوسيتي، تظهر طبقات صخرية ينوي العلماء تركيز أبحاثهم عليها بحثا عن التركيبة الكيميائية للحياة على الكوكب الأحمر.

وكشفت الصور الملونة الرائعة عن طبقات واضحة بالقرب من قاعدة جبل يرتفع 3 أميال من قاعدة فوهة بركان في غاية الضخامة معروفة باسم فوهة بركان «غيل»؛ حيث هبطت «كيريوسيتي» في 6 أغسطس (آب) الماضي لتبدأ مهمتها التي تستمر لمدة عامين، ويقدر العلماء أن الأمر سيستغرق سنة قبل أن تتمكن المركبة ذات الست عجلات وتعمل بالطاقة النووية من الوصول للمنطقة التي صورتها والواقعة على بعد 6.2 ميل من موقع الهبوط.

والجدير بالذكر أن الصور التي التقطت من قبل من مدار المريخ، كانت الطبقات الصخرية تبدو أنها تحتوي على مواد طينية وغيرها من المعادن الجافة التي تشير إلي وجود مياه.

وكانت المهام الفضائية السابقة للمريخ قد كشفت عن أدلة قوية عن وجود كميات هائلة من المياه طافية على سطحه في الماضي، إلا أن المركبة «كيريوسيتي» بحثت عن مواد عضوية وغيرها من المواد الكيميائية الضرورية لتطور حياة ميكروبية.

ومشروع «كيريوسيتي» الذي بلغت تكلفته 5.2 مليار دولار هو أول مشروع من نوعه منذ المسبار «فايكنغ» في السبعينات الذي يحضر جميع المعدات اللازمة لمختبر جيوكيميائي حديث إلى سطح كوكب بعيد.

إلا أن الصور التي بعثت بها المركبة «كيريوسيتي» التي التقطت من مسافات بعيدة عن الهدف الأساسي للاستكشاف، قدمت للعلماء نظرة جديدة عن تشكيل الصخور.

ويعتقد أن جبل «شارب» وهو الذي أطلق على التشكيل العملاق في وسط الفوهة، هو عبارة عن بقايا الرواسب التي كانت تغطي فوهة البركان التي يصل عرضها إلى 96 ميلا.

وأوضح جون غورتزينغر عالم المشروع، في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، للصحافيين: «هذه صفة نراها في فترة مبكرة. ونشعر بوجود تغييرات كبيرة في جبل (شارب)»، ولاحظ العلماء أن الطبقات العليا مائلة بطريقة حادة نسبيا بالمقارنة بالطبقات التي تحتها، وهو عكس الصفات المشابهة الموجودة في طبقات «غراند كانيون» في الولايات المتحدة.

وفي غياب عمليات تحرك واصطدام الطبقات الأرضية، فإن التفسير المرجح للطبقات المائلة هو أن الطريقة التي تشكلت بها، إما عن طريق رياح عنيفة أو مياه.

وفي الوقت نفسه أعلنت «ناسا» أنها استخدمت المركبة الفضائية لإذاعة رسالة تهنئة إلى فريق «كيريوسيتي» من رئيس «ناسا» تشارلز بولدن، وهو ما يوضح النطاق العريض المتوفر عبر قمرين صناعيين علميين أميركيين في مدار المريخ.

وقال تشاد إدواردز مهندس الاتصالات الرئيسي لبعثة مارس، «هذه هي المرة الأولى التي تبث فيها صور من كوكب آخر أبعد من القمر».

وفي الوقت الذي تستعد فيه «ناسا» لبث الأغنية الفردية الجديدة للمغني «ويل آيام» تساءلت صحيفة «الغارديان» عما إذا كان القراء يفكرون في أغان مناسبة أكثر يفضون السماع إليها عبر المريخ.