الغناء والأكروبات تختلط مع العلم في افتتاح أولمبياد ذوي الاحتياجات الخاصة

في عرض مبهر حضره 80 ألف متفرج

فقرات من حفل الافتتاح (أ.ف.ب) (أ.ب)
TT

بعرض جمع الترفيه والفكر مع المتعة أطلقت بريطانيا، أول من أمس، دورة الألعاب البارلمبية (أولمبياد ذوي الاحتياجات الخاصة)، وعلى الرغم من طول فترة العرض التي استمر 4 ساعات، فإن منظمي الحفل استطاعوا، إلى حد كبير، إبقاء الجمهور في الملعب سعيدا بالمتابعة، وأيضا بالمشاركة في بعض الفقرات. الحفل كان احتفالا راقيا بالقيم الإنسانية وبروح التحدي والابتكار والإنجاز التي يجسدها الرياضيون المشاركون في الدورة. بدأ الحفل بصوت العالم الفيزيائي الأشهر ستيفن هوكينغ ليعلن للعالم أن «العدو الأول للمعرفة ليس الجهل، ولكن توهم المعرفة»، لتهبط على الاستاد مظلة ضخمة لتنفجر بدوي صاخب وعرض ملون بالألعاب النارية يرمز إلى الانفجار العظيم الذي ولد منه الكون حسب النظريات العلمية.

الرموز العلمية توالت خلال العرض، فهنا نرى حديقة منزل العالم إيزاك نيوتن، وتحلق فوق الاستاد تفاحات ضخمة للرمز للتفاحة التي سقطت على رأس العالم الكبير وأرشدته إلى نظرية الجاذبية، في نفس الوقت قام أفراد الجمهور في حركة جماعية بقضم تفاحات أعطيت لهم من قبل منظمي الحفل. الاحتفال جاء مختلفا عن حفل افتتاح الدورة الأولمبية في 27 يوليو (تموز) الماضي، وأثار الجدل بين معجب ومنتقد؛ فرأى البعض أنه افتقد الحيوية وفشل في جذب المشاهدين في بعض الفقرات التي بدت طويلة أكثر من اللازم، بينما قال فريق آخر إن الحفل حمل رؤى ومعاني قيمة وعميقة، وأنه قدم عرضا متميزا أعاد حماسة الأولمبياد لبريطانيا.

ولكن الشيء المؤكد أنه على الرغم من أن الحفل بدا جديا وفلسفيا أكثر من سابقه، فإنه عوض مشاهديه باستعراضات مدهشة قام بها متطوعون منهم 50 معاقا تمرنوا لأسابيع طويلة على القيام بحركات أكروباتية صعبة ومعقدة. وبدا أن الهدف كان التأكيد على أن الإعاقة لا تقف أمام العزم والتحدي. المشهد المبهر جاء عندما طارت بطلة العرض في مقعدها المتحرك لتراقب من أعلى المشاهد التي توالت على أرض الاستاد على صوت هوكينغ، الذي أعلن أن الناس يشتركون في القدرة على الابتكار، وأنه لا يجب أن تكون هناك عوائق أمام السعي الإنساني. وفي عرض رفض التعاطي مع الإعاقة على أنها نقص في الإنسان، دعا المنظمون إلى المساواة وحقوق الإنسان، وذلك على وقع أقدام الراقصين ودخول مجسم ضخم لوثيقة حقوق الإنسان ثبت على جانبيه كرسيان متحركان، وقام الشخصان الجالسان فيهما بتقليب الأوراق في المجسم، عبر تدوير عجلات كرسيهما.

وتوالت المشاهد، فرأينا أشخاصا يتدلون من أحبال طائرة في وسط الاستاد، جلهم كان بأرجل صناعية، بعدهم حلقت لاعبة تنس مقعدة على كرسي متحرك ذهبي اللون وطار إلى جانبها راقص باليه فقد ساقيه ولكنه قدم عرضا راقصا مبدعا.

أما الشعلة، فتم إحضارها إلى الاستاد في مشهد رائع، فحملها جندي مارينز سابق فقد ساقيه في انفجار في أفغانستان، وتابعناه وهو يحمل الشعلة بينما هو معلق بأحبال ضخمة حملته من أعلى برج أوربيت المجاور حتى حلق بها في الاستاد، وسلمها للاعب كرة القدم الأعمى ديفيد كلارك، الذي جرى بها في أرض الاستاد ليسلمها لأول بريطانية تحصل على ميدالية ذهبية في أولمبياد ذوي الاحتياجات الخاصة عام 1960 مارغريت موهان، التي قامت بدورها بإشعال المرجل الأولمبي.

شارك في العرض الممثل إيان ماكيلان الذي تولى ربط فقرات العرض مرتديا ملابس شخصية بروسبيرو من مسرحية شكسبير «العاصفة» بالتناوب مع ستيفن هوكينغ.

قامت الملكة إليزابيث بإطلاق الدورة، وحضر معها في المقصورة الرئاسية الأمير إدوارد وزوجته والأمير ويليام وكيت ميدلتون إلى جانب رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، وعمدة لندن بوريس جونسون وسيبستيان كو رئيس اللجنة المنظمة للأولمبياد، وفيليب كرافن رئيس اللجنة البارالمبية الدولية. وتوالى دخول الفرق الرياضية المشاركة من 166 بلدا توافدوا على أرض الملعب ملوحين للجماهير ومستمتعين بلحظة من التقدير والفخر بإنجازاتهم.

* لقطات

* أثارت صورة نشرت للملكة إليزابيث وهي تعلن بداية الألعاب البارلمبية التعليقات الطريفة.. فالملكة كعادتها في الاحتفالات الصاخبة ترتدي زوجا من سدادات الأذن ولكنها في العادة تخفيهم بشكل جيد ولكن يبدو أنهم كانوا ظاهرين هذه المرة.. فعلق أحد الأشخاص على «تويتر»: «الملكة ترتدي سدادات أذن حمراء في افتتاح الدورة، أتمنى أن تكون قد أزالتهما عند عزف النشيد الوطني»، وعلقت صحيفة «التلغراف» بعنوان «سدادات أذن حمراء فاقعة؟ الملكة أعلنت موقفها تجاه موسيقى الروك»

* لم يسلم ديفيد كاميرون رئيس الوزراء من الانتقاد بعدم الاهتمام بالحفل عندما ظهر على شاشات التلفزيون منشغلا بالكتابة على هاتف «بلاك بيري» الخاص به

* على الرغم من الحماسة الواضحة التي أبداها بوريس جونسون بالألعاب فإن ذلك لم ينتقل فيما يبدو إلى زوجته ماريانا التي التقطت لها الكاميرات صورة وهي تتثاءب

* ارتدى أفراد الفريق العراقي قبعات مصنوعة من البالونات الملونة ولوحوا بحماسة جميلة للمشاهدين ما جعل مذيعة «بي بي سي» كلير بولدينغ تعلق على «تويتر»: «عندما تسمع اسم الفريق العراقي هل يتبادر إلى ذهنك القبعات المصنوعة من البالونات؟ هذا ما تفعله دورة الألعاب البارلمبية فهي تغير المفاهيم المسبقة»

* ارتدى أفراد الفريق الكولومبي قبعات من القش الملون بينما اختار أعضاء الفريق المكسيكي أشكالا متميزة من البونشو الملون.