أكثر من 30 مصمما عالميا في أسبوع المجوهرات الدولي بالهند

ألقى الضوء على مساهمة الهند في تصميم المجوهرات العالمية وابتكارها وصناعتها

لا تزال قطع الحلي الكبيرة والداكنة واللامعة تواصل سيطرتها على قائمة الموضة هذا الموسم
TT

اختتمت مؤخرا فعاليات النسخة الثالثة من أسبوع المجوهرات الدولي بالهند لعام 2012، الذي شهد عرض مجموعات من الماس والذهب والأحجار شبه النفيسة، وزخر بتصميمات غير تقليدية وقطع أنيقة.

أشرف على تنظيم النسخة الحالية من المهرجان مجلس ترويج صادرات المجوهرات، الذي يضم بعضا من أفضل وأضخم دور صناعة الحلي إلى جانب مشاركة 20 مصمما ناشئا. وألقى المهرجان الضوء على مساهمة الهند في عمليات تصميم وابتكار وصناعة المجوهرات العالمية، حيث عرض أكثر من 30 مصمما وشركة من الهند والعالم بعض التصميمات الرائعة التي أسرت قلوب المئات من النساء اللاتي حضرن المهرجان. تناول المهرجان في نسخته الحالية الثورة الخضراء، حيث انصب التركيز هذه المرة على اللآلئ والياقوت كما لقي الزمرد حظه من العرض عبر تصميمات متميزة. ومن خلال تخصيص المجموعات الخاصة للون الأخضر احتوت القلادات والخواتم وحتى المجموعات التقليدية على شيء من الزمرد بينها. يعتبر الزمرد بألوانه التي تتنوع ما بين الظلال البراقة إلى الألوان الداكنة الخيار الأنسب للحفلات الرسمية وحفلات الكوكتيل أو ملابس المساء الراقية. وكان الزمرد الزامبي الصافي الأكثر شعبية بين صانعي المجوهرات الهنود.

بات من المعتاد حضور المشاهير، وغالبيتهم من نجوم هوليود، سعيا وراء ماركات المجوهرات والمصممين ولم تشهد نسخة العالم الحالي اختلافا.

افتتحت سفيرة المهرجان للعام الثالث على التوالي الممثلة الهندية سونام كابور، وأشهر مصممة في صناعة الموضة الهندية في الوقت الراهن هيما ماليني المعرض بصحبة كثير من نجوم السينما والتلفزيون. وعلى الرغم من الأناقة الشديدة التي بدت عليها المطربة في ثوبها الأخضر وقلادة من الماس، حافظ هذا الجمال المخضرم على ارتداء الساري التقليدي.

من بين ما أبرزه المهرجان كماليات الموضة مثل مشابك الشعر ودبابيس الزينة، والتيجان وأحزمة الخصر التي احتوت على الماس والزمرد واللآلئ والأحجار الكريمة متعددة الألوان وحلي الملابس المصنوعة النحاس والقصدير والبلاستيك والقلائد المصقولة واللامعة.

ولا تزال قطع الحلي الكبيرة والداكنة واللامعة تواصل سيطرتها على قائمة الموضة هذا الموسم أيضا، التي تصلح للمناسبات الرسمية وغير الرسمية. فتم استبدال الأساور الأنيقة واستخدام أساور مكتنزة من الذهب والماس، وشهد العالم الحالي زيادة في حجم وبريق أقراط الأذن عن العام الماضي، وتشكل القلائد الصلبة وخواتم الكوكتيل إحدى العلامات المتميزة في عالم الموضة أيضا.

وشكلت القطع الزاوية والجلدية والريش والأساور والعاج إضافة لكتاب موضة 2012، وتنوعت أنماط الحلي من القلائد بأشكالها المتنوعة إلى القطع متعددة الطبقات وأقراط الأنف وأشرطة اليد والخلاخيل. كان للزهور حضور قوي هذا الموسم من الزخارف النباتية التي ظهرت في القلائد والأساور وخواتم الكوكتيل. وكان ظهور النماذج النباتية في حلي الموضة؛ قطع الماس والقطع التقليدية، تقدما كبيرا، خاصة تصميمات الزهور المتألقة في الأساور والأقراط. وكانت دبابيس الزينة التي زخرت بالنماذج النباتية خيارا آخر لمواكبة هذا التوجه. عرضت شركات صناعة المجوهرات الهندية العتيقة، مثل «كوندان» و«بولكي»، اللتين تشتهران في أوساط المشاهير في جميع أنحاء العالم، مجموعاتها من قطع الحلي ذات الألوان الأحمر الوردي والأصفر الضارب إلى الحمرة والأخضر الزاهي رافقها قطع حيادية. وتلألأت الجواهر على الياقات في الوقت الذي تألق فيه العقيق الأحمر والزهور الماسية على أطراف ووسط القلائد التي كانت قبلة الأنظار.

وقد أذهلت الأختان ديبتي وأميشا الجمهور بمجموعتهما التي حملت عنوان «كنز يفوق التصور»، والتي استوحيت من عظمة العصور الملكية الهندية ورومانسية الحقبة الفيكتورية، الحلي الذي تمركز حول الذهب والماس، إضافة إلى الذهب الأبيض الذي اقترن بالياقوت والزمرد والتوباز والأوبال واللؤلؤ.

اتسمت مجموعة حلي تانفي غارغ المعاصرة التي عرضت تحت اسم «محادثة» بكثير من الفضة (والمؤكسدة والمطلية بالذهب)، واستخدمت فيها كمعدن أساسي. لكنها استخدمت في الوقت ذاته الأحجار الكريمة شبه النفيسة والماس غير المقطع واللؤلؤ لتقديم تصميماتها الفريدة. كانت هناك كثير من التصميمات الهندسية، استخدمت فيها مواد مثل الخشب والجلد والخيوط.

ومزجت مجموعة «كايز جويلز»، التي عادت بالذاكرة إلى حقبة ملوك ومهراجات الهند، والتي عرضت تحت عنوان «آمبي إمبيلايك»، التعقيد والثراء، وكانت جميعها بشأن المجوهرات العرقية التي صنعت من الياقوت والماس والزمرد في الكوندان والذهب والميناكاري.

واستوحت المصممة زينات ضيائي، المقيمة في شيكاغو، مجموعتها الأولى التي عرضت تحت اسم «أجرام سماوية من تاج محل» من الحقبة المغولية الغنية ثقافيا، واستخدمت فيها العناصر التقليدية من اللآلئ والكوندان والميناكاري الهندي والمعادن المطلية والتصميمات المعاصرة لتشكيل قطع ثمينة وشبه ثمينة. وعكست الحلي التربية العالمية للمصممة وإرثها الهندي. ونظرا لانحداره من ولاية راجستان مزج أناند شاه من شركة «أنساء جولرز» الذهب بالحجارة شبه الثمينة والخشب والزجاج لتقديم خط غير تقليدي. كان أكثر القطع «سونال إيبندر» التي تشابكت مع 84 طاووسا - القطعة الأفضل للمصمم.

من ناحية أخرى، تألق الجمال الياباني خلال المهرجان من خلال يوشي إيشيكاوا، أخت المصمم الراحل نوبوكو إيشيكاوا، أحد أشهر مصممي المجوهرات في اليابان. استوحي العرض الذي زخر بالتصميمات المعاصرة تحت عنوان «عبر الحلم.. الزمن والمساحة»، من الطبيعة. وقد نالت القطعة الأخيرة التي صممت على شكل طبقات من أوراق الشجر ثناء الحاضرين.

من ناحية أخرى، عرضت دار التصميم «جويل تريندز» حليا راقية وإبداعات ماسية فريدة وإبداعات فريدة من الماس. وكانت مجموعة «زاينا»، التي قام بتصميمها دي نافينشاندرا بالاشتراك مع شركة «كريبالاني آند سونز»، والتي استلهمت من التراث الهندي، قصيدة في جمال الملكات ومستوحاة من كنوز الممالك والحقب الغابرة. ما هي حلة الزفاف التي تكتمل من دون هذه المجوهرات الرائعة؟ التصميمات المذهلة والمسرفة التي شهدها مهرجان العام الحالي تركت من الذهب اللامع والذهب الأبيض والصفير والياقوت والزمرد والماس أكثر مما يمكن أن يحلم به أي شخص.

عادت القطع المستوحاة من ثراء حقبة المغول والماس الخاص بضجة كبيرة هذا العام، فلم تشكل جواهر مثالية لحفلات الزفاف المثالية، بل كانت مفاجأة في ملاءمتها للملابس الغربية أيضا، ويمكن لهذه المجموعة الغنية من القلائد وأحزمة الخصر والأساور أن تشكل مزيجا رائعا مع الملابس لتعطي لمسة مثالية لمظهر المرأة.

وعرضت شركة «غيانجالي جيمز»، مجموعات من الزمرد والماس الغامضة مقترنة بقطع الكوندان والبولكا التقليدية الرائعة.

وبينما افتتحت نجمة بوليوود زينات أمان، التي تجاوزت عامها السبعين، عرض مجموعة «واي إس 18» و«إنترجيم إكسبورتس» لتشكيل قلادات إكليل من الزمرد والياقوت والأحجار الملونة، قامت الممثلة زارين خان بالمشاركة في عرض الختام بطوق وقلادة من الزهور من الزمرد والياقوت. زخرت المجموعة التي صممها يوجندرا سيزي واستخدم فيها الذهب الأبيض والوردي والأصفر المطعم بالمالي الطبيعي الملون والأبيض على مستوى عال من الفن وتصميمات الديكو.

وسط كل هذا البريق والروعة، جلبت حملة بيتي إلى الواجهة الصراع ضد جرائم العنف ضد النساء، مثل قتل الأجنة الإناث وقتل الأطفال والاغتصاب والقتل بسبب المهر. ولإظهار دعمهم للقضية شارك نجوم بوليوود فيفيك أوبروي وزايد خان وتوشار كابور ورايما سن وعدد كبير من النجوم الذين كانوا بين المشاركين في العروض.

كان الملاحظ هذه المرة ارتداء الرجال لقطع حلي في شكل قلائد ودبابيس زينة بل وحتى الكالجي. وبدا الممثل الهندي أبهاي ديول أنيقا في سترة سوداء من تصميم «جودهبوري»، عندما اختتم عرض دار «أمرابالي» للمجوهرات، حيث ارتدى دبوس مهراجا ضخما يحتوي على زمردة منحوتة و3 سلاسل من الزمرد من مجموعة «بانا» الجديدة.

وقد شملت مجموعة مجوهرات «أغني» قلادات وعقودا وأقراطا لامعة من الذهب الأبيض والأصفر. وكانت القطع غريبة الشكل المستلهمة من الحدائق شبيهة جدا بشكل الورود في تصميمها.

عرضت شركة «أنمول جيويلرز» مجوهرات لكل من الرجال والنساء، مستفيضة في استخدام سلاسل من الزمرد وحلي من الياقوت، إضافة إلى لآلئ. وقد أبهرت دبابيس الزينة كثيرا من جمهور الحاضرين.

وشملت مجموعة «غوليتشا جيويلز» دبابيس زينة للرجال من الزمرد والياقوت والماس بأشكال مزركشة، إضافة إلى أشكال مراوح. وقد اعتمدت المجموعة الخاصة بالسيدات بكثافة على الياقوت والزمرد والماس، جنبا إلى جنب مع المرجان واللؤلؤ.

اختارت المصممة بريتي جاين الفنان أيوشمان كورانا لمعرضها، حيث ارتدى دبوس زينة رائعا للمهراجا مرصعا بفصوص من اللؤلؤ. وقدم العارض والممثل سهيل شروف مجموعة «نظام» الملكية لغانجام، حيث ارتدى ريشة وسلسلة متعددة الألوان وعقدا من اللؤلؤ. وكان العنصر المهيمن على المجموعات هو ملابس المناسبات التقليدية للرجال. لكن هل كل المعروضات هناك للرجال واختياراتهم من المجوهرات؟

الإجابة هي نعم ولا معا.

يشرح مصمم المجوهرات ذائع الصيت، هانوت سينغ، الذي يقوم بتصميم مجوهرات للجنسين، ذلك بشكل أفضل. يقول سينغ: «هناك سوق قوية بالفعل للمجوهرات الهندية التقليدية للرجال أثناء حفلات الزفاف. المرء يرى كثيرا من العرسان يرتدون سلاسل من اللؤلؤ أو عقودا من الزمرد، عند الزواج. هذا هو الجزء التقليدي». وفيما يتعلق بالملابس اليومية، يقر المصمم بأنهم دائما ما يرتدون أحد أنواع المجوهرات؛ سواء أزرار الأكمام أو السلاسل أو أساور الهوية الشخصية أو الأقراط. يضيف سينغ، الذي يحلو له اللعب بالتفسيرات الحديثة للأزرار والمجوهرات التي تتخذ شكل المخلب والأقراط والأساور: «تعتبر المجوهرات جزءا لا يتجزأ من قاموس الخياطة الحديث للرجال».

ويقول أحد مصممي المجوهرات من الجيل الثالث والمقيم في مومباي، لاكش باهوجا، الذي قام بعرض مجوهرات في الدورة الأخيرة من أسبوع المجوهرات الدولي في الهند: «الرجال يحبون المجوهرات، لكنهم يفضلون أن تكون أقل بهرجة وأكثر خصوصية».