نوومي راباس: بعد «عاطفة».. أتطلع إلى أدوار عاطفية وكوميدية خفيفة

حين كنت صغيرة لم أنظر إلى نفسي كفتاة.. كنت ألعب مع الصبيان

نوومي راباس
TT

يأتي دور الممثلة نوومي راباس في فيلم برايان دي بالما الجديد «عاطفة» في وقت جيد. من ناحية، هناك رد فعل إيجابي حيال ما ساد النصف الأول من هذا العام حين تساقطت الأفلام ذات البطولات النسائية كأوراق الخريف، فلم يتقدم منها ما يعزز مكانة الممثلة في هوليوود، ومن ناحية أخرى يأتي الفيلم قريبا من موسم الجوائز، ولو أن الذين سيقومون بالتصويت سيجدون أنفسهم محتارين حيال هذا الفيلم، فالبطولة متساوية بين نوومي راباس وراتشل ماكأدامز، وكلتاهما - وقد شوهد الفيلم في عرض خاص سابق - متساويتان إلى حد بعيد في حسن الأداء والانصهار لتلك الإدارة الخاصة التي يطلبها المخرج دي بالما من ممثلاته.

> ما تاريخ هذا المشروع بالنسبة إليك؟

- كان السيناريو وصل إلي قبل عام ونصف، أعتقد في شتاء عام 2011، ولم أكن شاهدت الفيلم الفرنسي الذي تم اقتباس هذا الفيلم عنه. كنت مشغولة وقررت أن أرجئ القرار بشأنه، لكني لم أستطع، خصوصا بعدما أتيحت لي فرصة الفيلم - الأصل.

> هل كانت راتشل ماكأدامز قد وافقت على المشاركة في الفيلم حين أعلنت قبولك له؟

- أعتقد ذلك. أعتقد أنها كانت على علم به وأنها سبقتني إلى قبول الفيلم بقليل. طبعا حين علمت زاد حماسي وسعدت جدا لاختيارها لأنني أعلم أن لكل منا طريقتها في الأداء. سعدت أكثر حين تعرفت عليها، لكن التباين في الأسلوب كان لصالحنا لأننا في الفيلم شخصيتين مختلفتين! > كيف وجدت المشاهد الساخنة في هذا الفيلم؟ النسخة الجديدة لا تكتفي بالإيحاء بوجود علاقة مثلية بينكما، بل تتحدث عنها.

- صحيح. لكني أعتقد أنها تفعل ذلك بأسلوب غير متكلف. كما تقول العلاقة موحى بها في فيلم (المخرج) آلان كورنيو، لكنها هنا تدفع باتجاه إعلانها. ما وجدته ساحرا هو أنها مستخدمة من قبل الطرفين لا كتعبير عن استحسان أو إعجاب أو حب، بل تمهيدا لكل ما يحدث لاحقا من غيرة وخداع وجريمة.

> هل تعتقدين أن الملصق الذي يصوركما معا سوف يكون باعثا لنجاح الفيلم بين المشاهدين أم أن هناك فئة كبيرة منهم ستشعر بالاستفزاز؟

- كل هذا وارد، ولو أني أرجح أن الملصق سوف يزيد من رغبة المشاهدين في حضور الفيلم عوض انصرافهم عنه. طبعا هناك فريق من الجمهور سيقرر عدم مشاهدة الفيلم، لكن أعتقد أن هناك الكثيرين من الذين يعلمون أن الملصق ليس كل الصورة وأن جمهورا آخر هو ذاك الذي يكن الإعجاب لماكأدامز أو لي أو لبرايان دي بالما، سوف يقبلون على الفيلم بسببنا.

> الفيلم عن صراع بين قوتين بالفعل، وهذه ليست المرة الأولى التي تؤدين فيها دور امرأة قوية. لقد ظهرت في «الفتاة ذات الوشم التنين» وفي «برومثيوس» وفي هذا الفيلم ضمن هذه الصفة. هل أنت امرأة قوية بالفعل؟

- حين كنت صغيرة لم أنظر إلى نفسي كفتاة. نظرت إلى نفسي كشخص فقط. كنت وأنا طفلة ألعب مع الأولاد الذكور. وعندما كبرت تعلمت الجودو وبعض فنون القتال الشرقية. لكني رغم ذلك لست «توم بوي» وأحاسيسي أنثوية كاملة. بالتالي، ربما كنت أعكس هذه الجوانب حتى الآن، لكني أعتقد أيضا أن نجاح دوري في «الفتاة ذات الوشم التنين» وضعني في هذا الإطار. لا أشكو، لكني سأتطلع إلى أدوار عاطفية أو كوميدية خفيفة... في الحقيقة أبحث عنها الآن.

> بقراءة عناوين أفلامك اللاحقة ومنها «ضربة قاضية» و«سقوط ميت» يبدو أن البحث سيطول قليلا...

- (تضحك) يبدو كذلك. من الممكن أن لا يحدث خلال هذا العام أو في العام المقبل. لكني بالتأكيد سأفوز بالدور الذي نتحدث فيه. إنها مسألة وقت فقط.

> هل ساعدك في هذه المهنة أنك كنت أوروبية؟

- تقصد في هوليوود؟

> نعم. أساسا في هوليوود.

- نعم، وإلى حد كبير. العالم بات جزءا واحدا بالفعل. أنت تعلم أن الكثيرين جدا من الممثلين غير الأميركيين يتولون اليوم أدوار البطولة في هوليوود. هناك ممثلون غير أوروبيين أيضا في أفلام أميركية، وبالنسبة لي استفدت من هذه الموجة بلا شك.

> ما الذي يجذب المخرج الأميركي لوجه غير أميركي، في حين أن الكثير من الممثلين والممثلات الأميركيين لعبوا في السابق أدوارا غير أميركية؟

- هذا في اعتقادي مرده تقدير الموهبة الجيدة والناجحة قبل أي شيء آخر. ليست هناك سياسة في الفن وليس في التمثيل تحديدا، بل مصلحة الفيلم تأتي في المقام الأول. بالنسبة لي فإن «عاطفة» مناسب جدا كون الأحداث تقع في أوروبا (تم تصوير أجزاء كثيرة من الفيلم في ألمانيا)، وبالتالي أنظر من وجهة نظر درامية أيضا وليس من وجهة نظر إنتاجية فقط.