معبد «هيبس» بالوادي الجديد يستعيد عافيته بعد ربع قرن من الترميم

يرجع تاريخه لنحو 2500 عام

معبد «هيبس» في الوادي الجديد بمصر
TT

أعلنت وزارة الآثار المصرية افتتاح معبد «هيبس» الأثري بواحة الخارجة في محافظة الوادي الجديد (600 كم جنوب غربي القاهرة) قبل نهاية الشهر الحالي، وذلك لجذب الحركة السياحية إلى المحافظة؛ حيث يرجع تاريخ المعبد إلى عدة عصور تاريخية متفاوتة.

وقال وزير الآثار الدكتور محمد إبراهيم، عقب تفقده لمواقع آثار المحافظة، إن صيانة المعبد تأتي بعد الانتهاء من مشروع إنقاذه، بعد فترات طويلة من الترميم تصل إلى أكثر من 25 عاما، تخللتها مخاطر كبيرة بعد أن تحركت التربة أسفل الأجزاء الأساسية المكونة للمعبد نتيجة انتفاخ التربة بفعل المياه الجوفية.

وكشف الوزير عن تعرض المعبد لتسرب المياه من مزارع النخيل المحيطة به طوال السنوات الماضية، مما أثر سلبيا علي جدرانه وبواباته الأثرية وحدوث تصدعات وتشققات به، وأشار إلى أن مشروع إنقاذ المعبد شمل محورين، الأول تدعيم الجدران والحوائط والتي عادت إلى سابق عهدها، والثاني تخفيض منسوب المياه الجوفية التي ارتفعت بشكل كبير وكانت تهدد المعبد.

وقال إنه تم تنفيذ مشروع لإضاءة المعبد حتى يستطيع الزوار زيارته ليلا والاستمتاع بعبق تاريخه، بالإضافة إلى تطوير المنطقة المحيطة به من خلال مشروع متكامل للتنمية السياحية للموقع، والتي تشتمل على تقديم خدمات سياحية لزائري المعبد وأنشطته لتنمية موارد المنطقة وقاطنيها.

يذكر أن افتتاح المعبد يأتي ضمن سلسلة من الافتتاحات تشهدها الفترة القريبة المقبلة لعدد من المشاريع التي تم تنفيذها وأصبحت جاهزة لاستقبال زوارها من المصريين والأجانب.

وخلال الزيارة، تفقد الوزير مدينة البجوات الواقعة شمال معبد هيبس وتمثل فترة التاريخ المسيحي في مصر وتوصف بأنها منطقة مهمة يفد إليها السائحون خصيصا من مختلف دول العالم وبها أقدم كنيسة في التاريخ، كما يوجد بها أيضا معبد الناضورة وهو معبد روماني شيد على ربوة عالية شرق معبد هيبس وترجع تسميته بهذا الاسم إلى أنه كان يتم استخدامه كنقطة مراقبة في عهد الأتراك والمماليك.

وأكد الوزير المصري أن هذه المنطقة الأثرية يطلق عليها منطقة المثلث، حيث تنتشر المواقع الأثرية الثلاثة على شكل مثلث، وبتطوير المنطقة ستكون الأولى من نوعها على مستوى مصر حيث ترتبط المعابد الثلاثة بفترات تاريخية واحدة وهي فترة حكم الرومان في مصر، وبإدخال مشروع للصوت والضوء إلى المنطقة يجعلها بمثابة بانوراما تاريخية تجذب السياح إليها.

ولفت إلى ربط معبد هيبس بمواقع الآثار بجبانة البجوات وأم الدباديب ومدينة الأقصر. مؤكدا التنسيق مع شرطة السياحة والآثار لتأمين الطريق من واحة الخارجة مرورا بواحة باريس ثم الأقصر بما يمكن من فتح مسار سياحي جديد.

وأوضح إبراهيم أنه تم رفع كفاءة عدد‏ من ‏الحراس الأمنيين تم توزيعهم على المناطق الأثرية المختلفة بمنطقة آثار الخارجة شمالا وجنوبا لتأمين المناطق وحمايتها‏، إضافة إلى الحراس الموجودين بالفعل، لافتا إلى إنشاء حجرات للحراسة ببعض المواقع الأثرية الأخرى لتكون مراكز حراسة ثابتة لتأمين هذه المناطق وحمايتها وتكليف المفتشين بالمرور المستمر عليها ليلا ونهارا. يعرف أن المعبد جرى تشييده على مساحة قدرها 798 مترا مربعا، ويبلغ طوله 42 مترا وعرضه 19 مترا، وبني في عصر الملك الفارسي دارا الأول على بقايا معبد قديم يرجع إلى عصر الأسرة السادسة والعشرين (664 ق.م)، ويعتبره المؤرخون ذات أصول قديمة ترجع إلى عصر الدولة الوسطى في (2100 ق.م).

وفي العصور اللاحقة للعصر الفارسي أضيفت للمعبد صروح كثيرة حتى اكتملت عناصره وكان ذلك في الفترة ما بين عام 390 قبل الميلاد إلى عام 69 ميلادية.