وزارة الثقافة المصرية ترد الاعتبار إلى نجيب محفوظ

احتفالية موسعة في ذكرى رحيله

TT

في بادرة تخفف من المخاوف وكنوع من رد الاعتبار لأديب نوبل نجيب محفوظ، بعد سلسلة من الهجوم والانتقاد لأدبه من قبل بعض التيارات الإسلامية في مصر، وما شهدته الساحة الفنية والثقافية من مظاهرات للدفاع عن حرية الإبداع في ظل صعود تيار الإسلام السياسي، شكلت وزارة الثقافة لجنة من قياداتها لإقامة احتفالية كبرى للاحتفاء بذكرى عميد الرواية العربية الأديب نجيب محفوظ، حيث مرت ذكرى وفاته السادسة قبل أيام. كما ثمنت قيادات في حزب الحرية والعدالة (الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين) أدب محفوظ.

تتكون اللجنة من الدكتور سعيد توفيق الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، والشاعر سعد عبد الرحمن رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، والكاتب يوسف القعيد، والدكتور أحمد مجاهد رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، والدكتورة إيناس عبد الدايم رئيس دار الأوبرا، والمخرج توفيق صالح، والمهندس محمد أبو سعدة رئيس قطاع مكتب وزير الثقافة.

تشمل الاحتفالية، التي تمتد إلى خارج العاصمة القاهرة، وتتضمن بحسب بيان عن الوزارة حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إقامة سلسلة من الندوات واللقاءات عن أدب نجيب محفوظ، بمشاركة كوكبة متميزة من الأدباء والكتاب والنقاد، حيث تقيم الهيئة المصرية العامة للكتاب 3 ندوات؛ الأولى بعنوان «ذكريات مع نجيب محفوظ» يشارك فيها يوسف القعيد، وجمال الغيطاني، والثانية بعنوان «دراسات حول نجيب محفوظ» ويشارك فيها إكرامي فتحي، وجيهان فاروق، وحسام نايل، والأخيرة حفل توقيع وندوة لكتاب «نجيب محفوظ وأدبه في إيطاليا» يشارك فيها الناقد الدكتور حسين حمودة مؤلف الكتاب، والدكتور صلاح السروي، والدكتور يسري عبد الله.

كما يقيم المجلس الأعلى للثقافة ندوتين الأولى بعنوان «عالم نجيب محفوظ» يشارك فيها بهاء طاهر، والدكتور جابر عصفور، والكاتب جمال الغيطاني، والدكتورة هدى وصفي، والثانية بعنوان «مرايا نجيب محفوظ»، بمشاركة الدكتور حسن حنفي، ويوسف القعيد، والدكتورة أماني فؤاد.

وفي الاحتفالية ذاتها يقيم صندوق التنمية الثقافية صالونا ثقافيا بقصر الأمير طاز عن نجيب محفوظ في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وتنظم دار الأوبرا المصرية بالتعاون مع صندوق التنمية الثقافية أسبوعا لأفلام محفوظ الروائية والتسجيلية في أكتوبر المقبل.

ويقام على هامش الندوات معرض لإصدارات وزارة الثقافة ويتم بيع جميع إصدارات الوزارة عن الأديب نجيب محفوظ بخصم يصل إلى 50 في المائة.

وأعلنت وزارة الثقافة عن إقامة مشروع متحف لنجيب محفوظ، كما يتم دراسة مقترح الكاتب يوسف القعيد لعمل جائزة ملتقى القاهرة في الإبداع الروائي عن نجيب محفوظ.

إلى ذلك، دعا الدكتور عصام العريان، القائم بأعمال رئيس حزب الحرية والعدالة، صباح السبت الماضي، الأجيال الجديدة لقراءة أعمال أديب نوبل العالمي. وكتب العريان في حسابه على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي: «في ذكرى رحيل الأديب الكبير نجيب محفوظ، أدعو الجيل الجديد من الشباب إلى إعادة قراءة كتاباته وقصصه برؤية متجددة، لقد تحققت بعض أحلامه».

بينما نفى الدكتور محمد البلتاجي، عضو مجلس الشعب السابق عن حزب الحرية والعدالة، مساء الجمعة، في صفحته على «فيس بوك»، وجود علاقة بين عدم احتفال وزارة الثقافة حتى الآن بذكرى رحيل محفوظ ومن سماهم «الإسلاميين»، مضيفا: «تأخير أو تقصير وزارة الثقافة في الاحتفاء بذكرى نجيب محفوظ، لا علاقة له مطلقا بالتيار الإسلامي، (فالجميع يعلمون أنه لا يوجد إسلامي واحد في أي موقع من مواقع المسؤولية في أي من قطاعات وزارة الثقافة جميعا!)».

وتابع: «ما كنت أريد هذا الحديث، لكنني فوجئت بالمانشيتات التي تتباكى على تجاهل ذكرى محفوظ في زمن الإخوان، رحم الله نجيب محفوظ ولنستبشر بغد الحرية، الذي ستمتلئ فيه الساحة العالمية بالعباقرة المصريين في كل مجالات الإبداع الإنساني».

وقال: «مرت بنا الذكرى السادسة لرحيل الأديب الكبير نجيب محفوظ، في وقت يوشك أن يكون بين أيدينا مشروع دستور جديد يفتح آفاقا غير مسبوقة للحريات بصفة عامة، ولحرية التعبير والإبداع والبحث والفكر والآداب والفنون بصفة خاصة، وهذا ما يجب أن يسعد له كل عشاق الأدب والإبداع».

واختتم البلتاجي قائلا: «نثق أنه في أجواء الحريات الحقيقية ستروج الأفكار الراقية، وستبور السلع الرخيصة، وسيختار الناس بإرادتهم الحرة الجيد من كل المعروضات، دون وصاية ولا قهر ولا إكراه، (فطرة الله التي فطر الناس عليها)، وستتحقق سنن الله في التدافع، (فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض)».

يذكر أن ذكرى رحيل محفوظ تمر في 30 أغسطس (آب) من كل عام، حيث ولد في 11 ديسمبر (كانون الأول) 1911، وتوفي في 30 أغسطس 2006، وحصل عام 1988 على جائزة نوبل في الآداب عن مجمل أعماله.