«ريد هوت تشيلي بيبرز» غنت لـ«لبنان الرائع» متمنية الحب والسلام

حملة مقاطعة داعمي إسرائيل تطارد الفرقة الأميركية حتى باب المسرح

TT

لم تيأس «حملة مقاطعة داعمي إسرائيل» في لبنان من مطاردة فرقة الروك الأميركية الشهيرة «ريد هوت تشيلي بيبرز» حتى اللحظة الأخيرة، لتحريض الرأي العام على مقاطعتها لأنها ستحط في تل أبيب بعد لبنان، رافضة إلغاء حفلها هناك.

وبينما كان ما يقرب من 12 ألف شخص يتجمهرون للدخول إلى المسرح الضخم الذي نصب على الواجهة البحرية لبيروت، وحضور الحفل يوم أول من أمس، انتشر نحو 60 شخصا بين الواصلين يوزعون عليهم قصاصات صغيرة كتب عليها نداء للفرقة التي ستزور إسرائيل يوم 10 سبتمبر (أيلول) يقول: «لا تعقمي قذارة إسرائيل». وحملت القصاصات التي وزع منها 2500 نسخة أمام بوابة المسرح باللغتين العربية والإنجليزية جزءا من البيان الذي كانت قد أصدرته الحملة شارحة موقفها، منبهة الجمهور إلى ضرورة الالتفات إلى مخاطر التهاون مع فنانين يقيمون علاقات مع إسرائيل.

وجاء في القصاصة عدة نقاط من بينها: «(ريد هوت تشيلي بيبرز) تجاهلت نداء المجتمع المدني الفلسطيني (2005) لمقاطعة إسرائيل، أصدرت الفرقة فيديو دعائيا لحفلها في تل أبيب أعربت فيه عن فرحها الهائل للقدوم إلى إسرائيل وأنها كانت تكن دائما لإسرائيل حبا عظيما». وجاء في القصاصة أيضا: «ندعوكم إلى رفض لعبة فصل الموسيقى عن السياسة. السياسة الجيدة هي أولا وأساسا، أن تعيش بمسؤولية وأن نشعر بالمسؤولية تجاه مواطنينا. والفن الجيد يهدف إلى تحسين نوعية الحياة، ورفع الألم عن الناس». وأوضحت الأوراق الصغيرة التي وزعت على الجمهور أن «إسرائيل تستفيد من زيارات الفنانين لكي تعقم، صورتها القذرة، فتبدو محبة للفن والحضارة».

قابل الوافدون إلى الحفل ما جاء في الأوراق الموزعة عليهم بأساليب مختلفة، منهم من لم يقرأها، ومنهم من قرأها ووضعها في جيبه، ومنهم من رماها في أقرب سلة مهملات أو على الأرض. وثمة من كانت له ردود فعل متأففة في وجه أعضاء الحملة من نوع: «متى ستكبرون»، أو «لو ذهبت الفرقة إلى جهنم حنروح نحضرها»، أو «كبروا عقولكم أيها الأغبياء».

العشرات من أعضاء حملة المقاطعة لم ييأسوا ولم يتراجعوا. يروي الكاتب سماح إدريس أحد أعضاء الحملة لـ«الشرق الأوسط»: «بمجرد وصولنا قال لنا رجال الأمن إنه لا يحق لنا التجمع لأننا لا نحمل رخصة. فأجبناهم بأننا هنا لنوزع أوراقا ولسنا بحاجة لرخصة من أحد. تفرقنا بين الحشود، ووزعنا أوراقنا». ويضيف سماح إدريس، وهو رئيس تحرير مجلة «الآداب» الثقافية المعروفة: «نحن راضون عن النتائج. لم نكن ننتظر من الجمهور أن يتراجع في اللحظة الأخيرة عن الدخول إلى الحفل. فمن دفع 60 دولارا على أقل تقدير لن يرمي تذكرته. مطلبنا في الأساس ليس إلغاء حفلة بيروت، وإنما أن نقنع الفرقة بإلغاء حفل تل أبيب. وهذا ما نجحنا به سابقا مع فرق كبيرة وشهيرة. وبات اليوم كبار في عالم الموسيقى من المقاطعين لإسرائيل ونحن سعداء بذلك». ويشرح إدريس: «شاهدت فتاة واحدة بعدما قرأت القصاصة ترددت وقالت إنها لم تكن تعرف بالأمر، ثم غادرت دون أن تحضر الحفل».

ويشرح سماح إدريس: «نحن كنا أول من كتب للفرقة في 25 أبريل (نيسان) من العام الحالي ندعوهم لمقاطعة إسرائيل، ولحقت بنا 8 حملات أخرى بعدها، من فرنسا وإيطاليا وفلسطين ودول أخرى. حاولنا أيضا أن نتفاهم مع المنظمين كي يرتبوا لنا موعدا مع الفرقة لنشرح وجهة نظرنا لهم في نصف ساعة، أو نأخذهم في زيارة إلى قانا أو إلى الجنوب لنريهم ما تفعله مليون قنبلة عنقودية رمتها إسرائيل في لبنان من أضرار وتشوهات وقتل. لكن لم يستجب لنا من قبل المنظمين».

وكانت فرقة «مشروع ليلى» اللبنانية المعروفة قد ألغت مشاركتها في الجزء الأول من الحفل تحت ضغط حملة المقاطعة، وحلت مكانها فرقة «بندول».

وغنت الفرقة بشكل أساسي من ألبومها الأخير «أيم ويذ يو». ورقص الشباب وغنوا على وقع أغنيات الفرقة التي تزور المنطقة للمرة الأولى منذ انطلاقتها عام 1983، وبهذه المناسبة وفد إلى لبنان عدة آلاف لحضور الحفل بين عرب وأجانب. وتفاعل الجمهور بحرارة مع الفرقة التي أدت نحو 18 أغنية، ورفع أحدهم لافتة كتب عليها «فلسطين حرة»، لكن الغالبية لا يبدو أنها مهتمة كثيرا لأن تقول للفرقة الكثير حول ما يحدث في الخارج، كما أن أحد أعضاء الفرقة «فلي» شكر بيروت تكرارا وأعرب عن السعادة التي تغمرهم لحضورهم إلى بيروت، موضحا أنهم من دعاة «الحب والسلام».