عائشة تاشنويت أضاءت ليالي مهرجان «تورتيت» في أفران المغربية

أغاني سوس خلقت لهذه الفنانة شعبية في اليابان بسبب «السلم الخماسي»

الفنانة عائشة تاشنويت مع فرقتها (تصوير: أحمد العلوي المراني)
TT

طغت أغنية سوس (من منطقة أغادير) على فعاليات مهرجان «تورتيت» الدولي في أفران (وسط المغرب) الذي نظم تحت شعار «الطبيعة في ملتقى الثقافات» ويركز هذا المهرجان الذي ينظم سنويا بمنطقة الأطلس المتوسط، على الأغاني الأمازيغية من جميع أنحاء المغرب. بيد أن الفنانة عائشة الزيتي والتي تلقب باسم «عائشة تاشنويت» وهي تتحدر من مدينة إنزكان (قرب أغادير) هي التي سطع نجمها خلال فعاليات المهرجان. قدمت تاشنويت مجموعة من أغانيها حظيت بتجاوب استثنائي من طرف جمهور رغم أنه كان لا يفهم معنى الكلمات، إذ أن أمازيغية الأطلس المتوسط تختلف كثيرا عن أمازيغية منطقة سوس، مبعث تجاوب الجمهور أن تاشنويت تزاوج بين ثراء كلمات الشعر الأمازيغي وحركية تتماهى مع إيقاعات أغاني سوس، وفي هذا الإطار تعتبر تاشنويت أبرز فنانة أمازيغية استطاعت أن تمزج بين الرقص والموسيقى.

تؤدي تاشنويت رقصات مع الأغاني يطلق عليها الجمهور «الرقصات السحرية»، وسبق لهذه الفنانة التي اشتهرت كذلك بملامحها الآسيوية، أن أحيت 25 سهرة في اليابان كما تم تكريمها هناك، وتعتمد موسيقى سوس على السلم الخماسي، وهو السلم نفسه المستعمل في الموسيقى الكورية والصينية واليابانية.

إلى ذلك أيضا تميز المهرجان بالتنوع والغنى ومشاركة ألوان مختلفة من الموسيقى المغربية مثل أغاني «العيطة» و«الراي». وطغت إيقاعات الأغنية الأمازيغية بشتى ألوانها في معظم السهرات، وفي هذا السياق قدم الفنان مصطفى أومكيل أولى سهرات المهرجان بأداء مجموعة من أغانيه، واستطاع هذا الفنان أن يتربع على عرش الأغنية الأمازيغية الأطلسية في السنوات الأخيرة ومن أشهر أغانيه «الزين»، وظل الجمهور يردد معه كلمات الأغنية بالكامل.

في حين تحولت سهرة الفنانة زينة الداودية إلى تلاحم وتفاعل بين الجمهور وفرقتها الموسيقية حيث تحولت الساحة الفاصلة بين المنصة والجمهور إلى فضاء للرقص، وأدت الداودية كشكولا غنائيا زاوج بين إيقاعات الأغنية الشعبية وفن «الراي» الذي ينتشر في شرق المغرب وغرب الجزائر. ومن السهرات الأخرى، تلك التي شارك فيها الفنانون الأمازيغيون مصطفى الشهبوني والشيخ مبروك، وبوعزة العربي.

كرم مهرجان «تورتيت» بعض الفنانين الأمازيغيين ومنهم الفنان الغازي بناصر الذي أدى 55 أغنية أمازيغية مسجلة في الإذاعة المغربية والفنان لحلو الناصري، وزميلهما الشاعر الأمازيغي علي عبوشي، والفنانة التي اشتهرت بأداء الموال الأمازيغي فاضمة أولت أحديدو. وقال منظمو المهرجان إن هذه الالتفاتة تهدف إلى الاعتراف بجميل هؤلاء الرواد، وجهودهم في الحفاظ على الشعر والغناء الأمازيغي خلال مساراتهم الفنية. وكان الجمهور على موعد إلى جانب الأغنية الأمازيغية، مع إيقاعات موسيقى شبابية، عبر العرض الذي قدمته الفرقة المغربية «أوستينا تونو»، التي أدى أعضاؤها لوحات فنية تعتمد على قوة إيقاع قرع البراميل الحديدية وتناسق الأداء، في أسلوب يعتمد على تنوع التعبيرات الموسيقية والانفتاح على مختلف إيقاعات العالم.