«آي فون 5».. تصميم «لدمج التقنيات في منظومة جذابة»

هندسة وجمالية الجهاز ستجتذبان الملايين رغم قوة منافسيه

«ابل» اشارت الى ان الشاشة الجديدة ستكون اكثر ملاءمة لقراءة الكتب الالكترونية وتصفح الانترنت ومشاهدة الافلام (أ.ب)
TT

يتوقع أن يجتذب هاتف «آي فون 5» الجديد، الذي عرضته «أبل»، أول من أمس، الملايين من عشاق الهواتف الجوالة، على الرغم من أنه لا يمتلك أكبر شاشة بين الهواتف المتنافسة، وعلى الرغم من أنه ليس الأول من نوعه الذي يمتاز بقدرات الاتصال مع شبكات الاتصالات السريعة.

ويشير مصممو شركة «ابل» إلى أن هذه الجوانب ليست مهمة، بمثل أهمية طرح تصميم لـ«أفضل الهواتف»، ودمج التقنيات في منظومة واحدة جذابة. وكان تيموثي كوك المدير التنفيذي للشركة قد صرح عقب انتهاء ندوة «أبل» مساء الأربعاء في حديث منفرد على هامش الندوة نقلته صحيفة «نيويورك تايمز»: «إني أشعر بالحاجة لأن أقدم (الجهاز) الأفضل». وأضاف: «إننا لا نقدم منتجاتنا وفق قائمة معينة من المزايا».

وصمم «آي فون 5» بشاشة 4 بوصات، أكبر من سلفه، مما يسمح بحمله بيد واحدة، وله سرعة اتصالات أعلى، وزود برقاقة إلكترونية أقوى، إضافة إلى رشاقته بنسبة 18 في المائة وخفة وزنه بنسبة 20 في المائة. إلا أن منافسي «أبل» كانوا أكثر جرأة في تطوير شاشات هواتفهم الجديدة حتى قطر 5 بوصات، إذ طرح هاتف «سامسونغ غالاكسي إس 3» بشاشة قياس 4.8 بوصة وهاتف «نوكيا لوميا 920» بشاشة 4.5 بوصة. كما أن «آي فون 5» لا يتفوق في درجة وضوح الشاشة على هذين الجهازين.

إلا أن «أبل» أشارت إلى أن الشاشة الجديدة ستكون أكثر ملاءمة لقراءة الكتب الإلكترونية وتصفح الإنترنت ومشاهدة الأفلام. وبالنسبة للوزن وللسمك فإنهما أقل في الهاتف الجديد مقارنة بـ«آي فون 4 إس» و«سامسونغ غالاكسي إس 3» و«نوكيا لوميا 920». أما سعة التخزين في «آي فون 5» فهي حسب تصميمه 16/ 32/ 64 غيغابايت مقابل 16 غيغابايت لهاتف «سامسونغ» و32 غيغابايت لهاتف «نوكيا».

أما قدرات الكاميرا لدى الهاتف الجديد فهي أقل من الهاتفين المذكورين. وسوف تسمح مزايا الكاميرا الجديدة للهاتف بتجميع مختلف الصور سوية لصنع صور بانورامية. وتمتلك جميع هذه الهواتف منفذين للميكروفون ولنقل البيانات.

ويعمل الجهاز على نظام تشغيل «آي أو إس 6» من «أبل» بينما يعمل هاتف «سامسونغ» المذكور على نظام «أندرويد» وهاتف «نوكيا» على «ويندوز فون 8».

ويتفوق هاتف «سامسونغ» في حياة البطارية لديه، إذ تصل إلى 11 ساعة مقابل 10 ساعات.

وتعتبر قاعدة الاتصال (مأخذ الاتصال) الجديدة المسماة «لايتننغ» واحدة من المشكلات المرتبطة مع الجهاز الجديد، إذ تطرح بثمن 30 دولارا، بعد أن تم التخلي عن القاعدة السابقة التي احتوت على 30 دبوسا لتوصيل «آي فون» بكابلات الطاقة وأجهزة الستريو، والأجهزة الطرفية الأخرى. وصرح فيليب شيلر نائب رئيس قسم التسويق العالمي في الشركة بأن تقديم الشركة لهذه القاعدة يأتي «منسجما مع التطويرات التقنية الجديدة.. بهدف التواؤم مع الأجيال الجديدة» من الأجهزة. وقد لاقى طرح «أبل» لقاعدة الاتصال الجديدة تذمرا على نطاق واسع بين جمهور محبي تقنياتها.

وسوف تسمح وحدة المعالجة الجديدة لـ«آي فون 5» بتسريع عمليات فتح الرسائل الإلكترونية والاستماع إلى الموسيقى والتفاعل مع التطبيقات الأخرى. وأكد ذلك العروض التي قدمتها شركة «إلكترونيك آرتس» التي تنتج الألعاب الإلكترونية، للعبة سباق السيارات على شاشة «آي فون 5»، وقالت إنها تصل في مزايا عرضها إلى عروض أفضل أجهزة الألعاب المتوفرة حاليا.

وقد تحولت هواتف «آي فون» إلى منجم ذهبي لشركة «أبل» إذ إنها قدمت 16.2 مليار دولار من المبيعات أو 46 في المائة من كل عائدات الشركة خلال ربع السنة الماضي المنتهي في شهر يونيو (حزيران). إلا أن منافستها «سامسونغ» تفوقت عليها خلال ربع السنة المذكور بعد أن استحوذت على 36.2 في المائة من السوق العالمية.

ويعتبر بعض الخبراء أن قوة «آي فون 5» الجديد تتجسد في تصميمه الهندسي والجمالي الرائع من الزجاج والمعادن، وفي طرحه بسرعة إلى الأسواق بأسعار غير عالية تصل إلى 199 و299 و399 دولارا حسب سعته التخزينية. كما أن كل البيئة التقنية المحيطة بأجهزة «أبل»، ومن ضمنها «آي تيونز» و«آب ستور»، تؤهله للانتشار بسرعة.

أما نقاط الضعف في الهاتف الجديد، فهي أنه «ليس ثوريا» بل «تطويري». كما أن مشكلة تصاميم «أبل» تتمثل في أنها تنتج مرة في العام، بينما يقوم منافسوها بعرض العشرات سنويا. وأخيرا فإن الهاتف الجديد لم يصمم بتقنية «الاتصالات بالمجال القريب» المهمة في عملية الدفع الإلكتروني عن طريق الهواتف النقالة، التي تحول الهاتف إلى محفظة إلكترونية، بينما تتمتع الأجهزة العاملة على نظام «أندرويد» بهذه التقنية.