رحيل إسماعيل عبد الحافظ مخرج «ليالي الحلمية» و«الشهد والدموع»

ترك بصمة في عالم الإخراج التلفزيوني وانحاز إلى الحارة وبسطاء المصريين

إسماعيل عبد الحافظ
TT

تشيع الأوساط الفنية والثقافية والشعبية اليوم جثمان المخرج التلفزيوني إسماعيل عبد الحافظ، الذي غيبه الموت أمس عن عمر يناهز 71 عاما بأحد المستشفيات بالعاصمة الفرنسية باريس، حيث كان يعالج هناك، بعد أن تدهورت حالته الصحية إثر إصابته بالتهاب رئوي حاد قبل عيد الفطر الماضي. وكان الراحل قد دخل للعلاج بأحد المستشفيات بالقاهرة، لكن حالته بدأت في التدهور السريع، نظرا لأنه كان يعاني من مرض في الكلى، ونصحه الأطباء في مصر بالسفر إلى فرنسا لتلقي العلاج هناك، وسافر المخرج الراحل صباح الأربعاء الماضي بصحبة زوجته ونجله الفنان محمد عبد الحافظ على متن طائرة طبية مجهزة بوحدة عناية مركزة للتعامل مع الحالات الطارئة. كما كان في وداعه بالمطار الفنانة روجينا والفنان أحمد السقا والمخرجة أمل أسعد.

وقال الدكتور أشرف ذكى نقيب الفنانين السابق، والذي رافق الراحل في رحلة علاجه بالقاهرة، إنه برحيل عبد الحافظ فقدت الأمة المصرية أبا كبيرا وقيمة ثقافية وفنية يصعب أن تعوض، مؤكدا أن بصمة الراحل الفنية ستظل زادا لأجيال كثيرة، خصوصا العاملين في مجال الدراما التلفزيونية.

وأوضح ذكي لـ«الشرق الوسط» أن الفقيد الراحل سيتم دفنه فور وصوله اليوم في مسقط رأسه بقريته بمحافظة كفر الشيخ بوسط دلتا مصر، وسوف تتلقى أسرته العزاء فيه بعد غد (الأحد) بمسجد الحامدية الشاذلية بالقاهرة.

ونعى المؤلف والسينارست وحيد حامد رحيل إسماعيل عبد الحافظ، وقال في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»: «فقدنا اليوم عمودا من أعمدة الدراما المصرية، فقد استطاع الفقيد الراحل عبر مشوار طويل من الخبرة والفن أن يقترب من وجدان الشعب المصري بأعماله التي لا تزال مثار اهتمام وإعجاب، كما كان مواطنا شديد الانتماء لبلده ولشعبها، وكان يدافع عن القضايا التي تمس المواطن البسيط».

ولد إسماعيل عبد الحافظ في 15 مارس (آذار) 1941، وتلقى تعليمه الأولي بقريته ثم بمحافظة كفر الشيخ، وحصل على ليسانس الآداب قسم اللغات الشرقية من جامعة عين شمس، المصرية، ويعتبر من الجيل الثاني من مخرجي الدراما المصرية. كما يعد من أهم مخرجي التلفزيون وأغزرهم إنتاجا، وقد كون ثنائيا فنيا ممتعا مع صديقه ورفيق دربه الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة، ومن أهم الأعمال الدرامية التي قدماها معا مسلسل «الشهد والدموع» والمسلسل الشهير «ليالي الحلمية» الذي عرض في خمسة أجزاء، وشارك في بطولته كوكبة من النجوم المتميزين، منهم صلاح السعدني، ويحيى الفخراني، وصفية العمري، وحسن يوسف، ومحسنة توفيق.. ثم توالت نجاحاتهما في الكثير من الأعمال.

تمتع المخرج الراحل برصيد وافر من المعرفة والثقافة، وكان محبا للفن وعاشقا للكاميرا، يعرف كيف يوظف إمكانيات الممثلين، ويجعلهم يصادقون أدوارهم بمحبة وود، كما كان صديقا للكثير من الشعراء والكتاب، وتعاون مع الكاتب بهاء طاهر وقدم له روايته «خالتي صفية والدير» في مسلسل حمل العنوان نفسه، كما تعاون مع الكاتب محمد صفاء عامر في «حدائق الشيطان» التي مثلت انطلاقة الممثل السوري جمال سليمان في مصر.

وفي أغلب أعماله انحاز المخرج الراحل إلى الأجواء الشعبية وبسطاء المصريين وانشغل بتقديم همومهم وقضاياهم وأحلامهم، وأطلق عليه عدد كبير من النقاد «مخرج الحارة المصرية»، تيمنا بأديب نوبل نجيب محفوظ الذي يعد «كاتب الحارة المصرية».