اللبنانيون يستقبلون بابا روما بنثر الأرز وإضاءة الشموع ورائحة البخور

ماجدة الرومي مفاجأة بكركي.. وفرقة تراثية وعروض فروسية في ساحة قصر بعبدا

رفع اللبنانيون اللافتات للترحيب بالبابا في بيروت (إ.ب.أ)
TT

استقبل اللبنانيون البابا بنديكتوس السادس عشر بنثر الأرز وإضاءة الشموع وإطلاق الزغاريد، صارخين «بنديكتوس.. بنديكتوس» من قبل الحشود التي استقبلته في مطار بيروت وعلى طول الطريق الذي سلكه، وصولا إلى مركز السفارة البابوية مكان إقامته في منطقة حريصا، وقد عمد قسم منهم إلى إشعال البخور ففاحت رائحته، بينما صدحت أصوات بالترانيم والصلوات من مكبرات للصوت زرعت على تلك الطرقات.

وكان لكل منطقة مر فيها موكب البابا لافتات خاصة رفعت بالمناسبة تعبر عن سعادة اللبنانيين بهذه الزيارة التي تأتي بعد مرور 15 عاما لزيارة سلفه الراحل البابا يوحنا بولس الثاني عام 1997، والتي تستمر لثلاثة أيام متتالية بدأت أمس وتنتهي في 16 من الشهر الحالي.

«ينحني الأرز إجلالا لقدومك فيزيد شموخا، ليضيء إرشادك الشرق ويبقى لبنان الرسالة، المجد أعطي للبنان عندما وطأت أرضه، هللي يا أرض القديسين تبارك وتبارك»، وغيرها من العبارات رفعها اللبنانيون على الطرقات ترحيبا بهذه الزيارة التي حملت عنوانا واحدا «سلامي أعطيكم». ولم تقتصر هذه اللافتات الإعلانية على اللغة العربية، إذ بادرت بعض المناطق إلى رفع عدد منها بلغات أخرى مثل اللاتينية والإيطالية والفرنسية. وتزينت المناطق اللبنانية بأعلام لبنان وأعلام الفاتيكان، كما زرعت الأشجار من سرو وصنوبر على طول الأرصفة التي تحيط بالطرقات والأوتوسترادات العريضة التي مر بها موكب بابا روما والذي آثر بعض اللبنانيين على رميه بالورود. وكان اللبنانيون قد لبوا رغبة القيمين على هذه الزيارة إذ أضاءوا سطوح الأبنية والبيوت التي يسكنونها في بيروت وجونية، وصولا إلى منطقة حريصا بالشموع البيضاء والصفراء والتي وزعتها البلديات مجانا عشية موعد وصول بابا روما فبدت بيروت وباقي المناطق وكأنها منيرة باللآلئ رغم انقطاع الكهرباء في عدد منها بسبب برنامج التقنين المتبع فيها، بينما استبدلت بالشموع الحمراء والبيضاء ليلة وصوله.

أما تفاصيل باقي برنامج زيارة بابا روما فستحمل بعض المفاجآت واللمسات اللبنانية النابعة من قلب تراثه بحيث سيتم صباح اليوم استقباله في ساحة قصر بعبدا على الطريقة اللبنانية العريقة فتقدم فرقة رقص تراثية استقدمت من بلدة دير الأحمر الشمالية ومدينة بعلبك البقاعية مشهدا فنيا من قلب القرية اللبنانية، والذي سيتخلله مبارزة بالسيف والترس على الخيول التي قدمتها قوى الأمن الداخلي وذلك في باحة القصر والتي تليها فيما بعد لقاءات خاصة مع رؤساء الجمهورية ومجلس النواب والوزراء والطوائف الإسلامية. ومن ناحيتها، فقد أولت بلدية درعون - حريصا الزيارة اهتماما كبيرا بحيث نظمت برنامجا خاصا لاستقبال بابا روما يتضمن إطلاق اسمه على شارع يقع على المدخل الغربي للبلدة المذكورة، وكذلك تسليمه مفتاح البلدة وتقديم نسخة مطبوعة من الإنجيل المقدس تعتبر الثانية من نوعها في العالم وهي بالعربية وقياس حجمها 60 سنتم 1.20 متر.

ورغم سريان شائعة في الفترة التي سبقت زيارة البابا إلى لبنان تحدثت عن إمكانية حضور فيروز إلى اللقاء الذي سيجمعه مع الشبيبة اللبنانية في بطريركية بكركي للموارنة مساء اليوم لتؤدي بعض التراتيل الكنائسية ومن ثم تم تكذيبها من قبل ابنتها ريما فإن معلومات أكيدة عرفتها «الشرق الأوسط» أشارت إلى أن سفيرة النوايا الحسنة لدى منظمة الأمم المتحدة الفنانة ماجدة الرومي هي التي ستؤدي أنشودتين دينيتين في اللقاء العام الذي سيتم مع البابا وهما بعنوان «طوبى للساعين» وأخرى بعنوان «يا نبع المحبة» والتي سبق وأدتها ماجدة الرومي في عدد من المناسبات الدينية وسيرافقها بأدائها فريق من الكورال يتألف من أكثر من 70 مرتلا، وقد تابعت الرومي تمرينات خاصة للمناسبة في مكان اللقاء وقد أصرت على حضور هذه المناسبة لتقدم صوتها هدية لها.

أما مناسبات الغداء والعشاء التي سيحضرها البابا بنديكتوس السادس عشر فستجرى جميعها في السفارة البابوية ما عدا دعوة إلى الغداء ستقام في بطريركية الأرمن الكاثوليك في بلدة بزمار (في منطقة كسروان الجبلية) والتي سيحضرها أعضاء مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، إضافة إلى الوفد المرافق للبابا.

أما القداس الاحتفالي الذي ينتظره اللبنانيون بجميع أطيافه والذي سيقام في العاشرة من صباح الأحد 16 سبتمبر (أيلول) وسط بيروت في منطقة الواجهة البحرية فستوزع خلاله أكياس من البلاستيك وضعت فيها قبعات واقية للشمس وزجاجات مياه للشرب ومسابح للصلاة، وقد جهز أكثر من 1000 مقعد ليتسنى لأكبر عدد ممكن من الناس الجلوس عليها وتم توزيع بطاقات على الذين يرغبون في حضور هذه المناسبة جلوسا، بينما ستكون المساحة المخصصة للقداس المحتفل به تتسع وقوفا لآلاف اللبنانيين وغيرهم من المدعوين الذين جاءوا لبنان خصيصا للمناسبة، ولا سيما من الأردن وسوريا ومصر.