السعودي تركي جاد الله يعرض أول تشكيلة له في العاصمة البريطانية

TT

على هامش برنامج «أسبوع لندن» للموضة، قدم المصمم السعودي تركي جاد الله، مساء يوم الجمعة أول تشكيلة له في العاصمة البريطانية بفندق «كلاريدجز» في وسط لندن. كانت المناسبة احتفالية ممتعة جذبت حضورا مهما من الطبقات المخملية، إلى جانب الممثلة ميساء المغربي التي بدت مستمتعة بالأجواء ومعجبة بكل قطعة تمر من أمامها. المصمم لم يبخل على حضوره بالتنويع، فقد قدم تشكيلة مكونة من 38 قطعة، أنهاها بفستان زفاف أبيض من الساتان. اللافت أن كل قطعة من المجموعة تحاكي الـ«هوت كوتير» بتصاميمها وتطريزاتها وأقمشتها، التي تباينت بين الأورغنزا والتافتا والدانتيل. وهذا أمر مفهوم إذا أخذنا بعين الاعتبار أن دار المصمم تحمل اسم «أوت كوتير» OtKutyr من جهة، وبالنظر إلى التصاميم التي اقترحها أول من أمس، من جهة ثانية، نجدها تصاميم تلخصت في فساتين كوكتيل قصيرة، أغلبها ضيقة، وفساتين طويلة لتلك الحفلات المهمة والكبيرة، التي - بلا شك - تناسب زبوناته. لا يختلف اثنان في أن كل قطعة تؤكد براعة تركي في مجال الأزياء الراقية، واهتمامه بالتفاصيل. وإذا كان هناك مأخذ عليه فهو انتباهه الزائد إلى هذه التفاصيل، التي أدت به إلى الوقوع في مطب المبالغة. ففي الفستان الواحد مثلا، استعمل أحيانا التطريز بالخرز والترتر، إلى جانب الدانتيل وأشرطة من الساتان، كما زرع ورودا في جوانب متفرقة فيه، مع أنه لو اكتفى بواحدة من هذه التفاصيل لأفسح المجال للعين لكي تقدر قدراته وتستمتع بها أكثر. أكبر مثال على هذا فستان أسود طويل، يبرز من داخل ذيله تطريزات جد أنيقة بألوان فاتحة، كان يحتاج أن يكون بسيطا من الأمام ومن دون وردة ضخمة زرعت على صدره. وغني عن القول هنا أن أجمل التصاميم كانت تلك التي تميزت بالبساطة مع تفاصيل قليلة، مثل فستان أسود قصير مغطى بالريش مع ياقة مرصعة بالترتر تمتد خلف العنق. كان واضحا أن المصمم الشاب يميل إلى الأسلوب المنحوت بالنظر إلى كم الفساتين التي أكدت تفصيلا رائعا إلى جانب الأسلوب الهندسي المحسوب، مثل طيات على شكل «أوريغامي» ظهرت في فستان طويل من الجانبين وغيرها.

تجدر الإشارة إلى أن تركي جاد الله تشبع بحب الموضة من والدته التي كانت تعمل في مجال الخياطة في لندن، وأظهر موهبة منذ صغره في هذا المجال. وكانت انطلاقته الحقيقية في عام 1997 عندما قدم أول عرض له في جدة، لقي نجاحا كبيرا شجعه على الاستمرار والمزيد من العطاء، كما شجعه على طلب المزيد من المعرفة بالدراسة، حيث شد الرحال إلى فلوريدا والتحق بأكاديمية الموضة العالمية. بعد تخرجه في عام 2001، التحق بـ«برايدل غلوري» وهي دار أزياء متخصصة بأزياء العرائس بميامي، مما يفسر قدرته على التفصيل وإبراز جماليات المرأة.