300 صورة فوتوغرافية فوق حبال الغسيل

«تصاوير الشارع».. تظاهرة نفذها تونسيون جمعت بين الإبداع والسياسة

التظاهرة حولت الشباب التونسي إلى «قناصة» عبر الصورة الفوتوغرافية للحظات وثقوها وعرضوها فأوقفوا الزمن عند فترة محددة
TT

في تظاهرة «تصاوير الشارع» يلتقي الإبداع مع السياسة فوق الحبال نفسها التي اختار مبدعون شباب أن يعلقوا فوقها 300 صورة فوتوغرافية من مختلف مناطق تونس حولت ساحة «باستور» بالعاصمة التونسية إلى ما يشبه الملتقى الشبابي المفتوح. فن البورتريه بوجوهه المدهشة، المشاهد الطبيعية التي تحمل في طياتها جمال تونس وروحها الخفية عن الأعين، ومشاهد المدن والشوارع، التي جاء معظمها من مدن تعكس تاريخ تونس الجديد، كلها كانت حاضرة في هذه التظاهرة التي جاءت بعض صورها بالألوان، في حين حملت أخرى اللونين الأبيض والأسود المميزين لأحلى الصور.

سفيان الشورابي وسلمى بن عيسى وعبد الكريم بن عبد الله، الذين أشرفوا على تنظيم هذا الحدث الثقافي، اختاروا أن يكون الشارع فضاء عرض صورهم العديدة، لتصبح الصورة محل جذب لمختلف الفئات الشبابية في محاولة لنشر ثقافة الصورة.

حول تظاهرة «تصاوير الشارع» قال سفيان الشورابي لـ«الشرق الأوسط»: «نريد من ثقافة الشارع أن تكتسح كل الفئات، فالشارع صورة مفتوحة على كل الاحتمالات، وما على صاحب النظر الثاقب إلا أن يكتشف أهمية ما يفعله الشارع في الناس. أكثر من 300 صورة شمسية لفوتوغرافيين محترفين وهواة، شارك بها أصحابها في نشر (غسيل الروح) على حبال الشارع التونسي».

ولا تخلو التظاهرة على الرغم من ظاهر الفن المعروض على الحبال من السياسة، لذلك كان شبان تونسيون يوزعون وثيقة «عهد تونس للحقوق والحريات» في الساحة نفسها. هذه الوثيقة أسهمت في صياغتها مجموعة من الهياكل المهتمة بحقوق الإنسان على غرار المعهد العربي لحقوق الإنسان والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان والجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات والهيئة الوطنية للمحامين، وغيرها من المنظمات والهياكل. ويحتوي هذا العهد على تسع مواد تشمل الحق في الحياة الكريمة، والحق في الحماية والأمن، والحق في الاختيار الحر، والحق في المساواة، والحق في المواطنة والمشاركة، والحق في التنمية الإنسانية، والحقوق الفكرية والثقافية والإبداعية، والحق في بيئة سليمة ومتوازنة.

التظاهرة عرضت لحظات تاريخية خالدة، وقد حولت الثورة التونسية بزخمها السياسي والاجتماعي الكثير من الشباب التونسي إلى «قناصة» عبر الصورة الفوتوغرافية للحظات وثقوها وعرضوها فأوقفوا الزمن عند فترة محددة. وعائشة مرزوق (19 سنة)، إحدى المشاركات، أثنت على جمال تونس، وقالت إن فيها ما يكفي للكشف عن أحلى اللحظات التي التقطتها من مدن الضاحية الشمالية المطلة على البحر على غرار صلامبو وقرطاج وسيدي بوسعيد والمرسى.