الرئيس الفرنسي يدشن قسم الفنون الإسلامية الجديد في متحف اللوفر

جناح فراشة يحتضن 3000 قطعة أثرية والتكلفة 100 مليون يورو

الجناح الجديد الذي سيستضيف المجموعة الإسلامية في متحف اللوفر بباريس
TT

الفكرة جاءت من الرئيس الأسبق جاك شيراك، وحجر الأساس وضع في عهد الرئيس السابق نيكولا ساركوزي. أما التدشين، فسيتم صباح اليوم في عهد الرئيس فرنسوا هولاند وحضوره.

يقول هنري لورايت، مدير عام متحف اللوفر الذي يحتل المرتبة الأولى بين متاحف العالم حيث يزوره سنويا 10 ملايين شخص، إن فكرة إنشاء قسم متكامل للآثار الإسلامية في متحف اللوفر جاءت خلال نقاش حصل مع الرئيس شيراك عام 2003. وبحسب لورايت، فإن شيراك هو «الأب الشرعي» للمشروع الذي احتاج لعشر سنوات من أجل إنجازه وإلى 100 مليون يورو، جاء ثلثاها تقريبا من متبرعين، دولا وأفرادا، بينهم السعودية والمغرب والكويت وعمان وأذربيجان.. وساهم الأمير الوليد بن طلال بن عبد العزيز، بصفته الشخصية بـ17 مليون دولار. وجاءت نتيجة الجهود والمساهمات المالية بمستوى الآمال التي وضعت في هذا المشروع الذي يحتل الجناح المسمى «جناح كونتي» المطل على نهر السين.

الجديد الذي يدهش الزائر عندما يلج البهو الخارجي، هو غلالة تشبه جناح فراشة يخفق صنعت من الفولاذ والزجاج، من جهة تلامس أرض البهو ومن الجهة المقابلة تصعد حتى الطبقة الأولى من المتحف. وتحمل الغلالة أعمدة إسمنتية نحيفة ومنحنية توحي للزائر بأن جناح الفراشة سيطير. والغرض من هذه الغلالة أن تحمي القطع الأثرية المعروضة في الداخل التي تصل إلى 3000 قطعة، وتدخل إلى القسم لعبة الضوء والظل بحيث يختلط الجمالي بالرمزي وبالوظيفة العملية من هذا الإنجاز الذي احتاج، كما يقول المهندسان المعماريان ماريو بلليني ورودي ريكيوتي، اللذان توليا تنفيذ المشروع إلى دراسات وأبحاث معمقة واللجوء إلى أحدث ما توصلت إليه تقنيات البناء.

وتوفر المساحات الجديدة المخصصة للفنون الإسلامية على امتداد 12 قرنا، ما لا يقل عن 3000 متر مربع تحتضن آلاف القطع الأثرية من ممتلكات اللوفر «15 ألف قطعة»، وهي معروضة على طابقين، صمما ونفذا بطريقة مبتكرة وبالاعتماد أساسا على اللون الأسود الذي يغطي الأرض والجدران والدرج الموصل بين الطابقين. ومؤخرا، استفاد متحف اللوفر من هبة ثمينة جاءته من متحف الفنون التصويرية عبارة عن 3000 قطعة أثرية فنية إضافية.

وبينما يضج العالم بموضوع الفيلم المسيء للرسول وللإسلام، يأتي افتتاح المساحات الجديدة المخصصة للفنون الإسلامية كبادرة صداقة من قبل فرنسا تعيد إلى الواجهة الصورة الحقيقية للإسلام وحضارته، بحسب ما كتبه هنري لواريت في العدد الأخير من مجلة «اللوفر» - فإن القسم الجديد «يتحلى بأهمية استثنائية ويتيح أخيرا توفير الإطار الذي يليق بالفنون الإسلامية» مضيفا أن ما يمتلكه متحف اللوفر من آثارها «يعد من بين الأجمل في العالم».

ويترافق التدشين مع جملة من النشاطات المصاحبة التي ينظمها متحف اللوفر على المستويين الفني والثقافي مع فنانين وكتاب من آفاق متنوعة، بينهم أورهان باموك وسيدي العربي شرقاوي ووليد رعد وغيرهم. وستلتئم مجموعة من الحوارات والطاولات المستديرة، كما ستصدر، في هذه المناسبة، كتب ومجلات ومنشورات عن الفنون الإسلامية وتنوعها وغناها. وتغطي الآثار المعروضة 12 قرنا من الحضارة الإسلامية بمختلف مشاربها، من الهند وحتى إسبانيا، مرورا بالجزيرة العربية وبلاد ما بين النهرين وبلاد الشام ومصر وإيران وأفغانستان. واختار المشرفون على القسم 3000 قطعة من بين 18 ألف قطعة متوافرة في متحف اللوفر، بينها الكثير الذي يعرض للجمهور للمرة الأولى.