مجمع السركال يفتتح 20 معرضا في أكبر حدث في موسمه الجديد بدبي

لوحات فنية وصور فوتوغرافية وموسيقى وتصاميم معمارية ومعارض أثاث وجلسات نقاشية

التصاميم جزء من المعارض
TT

بعد أشهر الصيف الكسولة، والساخنة، تفتح دبي أبوابها لموسمها الفني الجديد في أكبر حدث، في آفاق الفن والمعارض والفعاليات الأخرى حيث افتتح مجمع السركال في منطقة القوز بدبي، موسمه الجديد واللافت، من 10 سبتمبر (أيلول) وحتى 28 نوفمبر (تشرين الثاني)، بتقديم نحو 20 صالة عرض جديدة بعدما حول تجار الفن مخازن ومستودعات في هذه المنطقة الصناعية إلى غاليريهات وصالات فنية أنيقة.

وتجدر الإشارة إلى أن شارع السركال يحتوي على 39 مخزنا نصفها من المعارض الفنية والاستوديوهات الإبداعية، وبذلك أضاف بعدا جديدا إلى البنية التحتية في الفن في دبي. وبالإضافة إلى ذلك، تضم هذه الغاليريهات والصالات الفنية توجها فنيا مختلفا عن بعضها البعض الآخر، تجمع بين التصوير والموسيقى واللوحات الفنية والجلسات النقاشية والتصاميم المعمارية ومعارض الأثاث. وتختص بعض صالاته بعرض أعمال لفنانين عرب، فيما تقدم أخرى أعمال فنانين من إيران وغيرها، وهكذا يمكن لمحبي الفن وعشاقه الاطلاع على مختلف فنون العالم في مكان واحد أطلق عليه «سركال أفنيو». ويتاح للجمهور مشاهدة جميع تلك المعارض في زيارة واحدة، والتواصل مع الفنانين واقتناء الأعمال الفنية من خلال هذه الجولة بين مختلف التيارات الفنية الحديثة والمعاصرة. واستطاعت الغاليريات وصالات الفن المتواجدة في هذا المركز تعزيز مكانتها في ساحة الفن المحلية وفق المعايير العالمية. تتضمن المعارض التي بلغت نحو 20 معرضا توجهات في اللوحات والتصميم والتصوير والأثاث وغيرها من الأعمال المتنوعة: منها ما ركز على فن التصوير الفوتوغرافي مثل غاليري غولف بلاس الذي يقدم معرض (نافذة إلى الداخل) حتى 25 أكتوبر (تشرين الأول) صور بورتريهات للمصورة الفوتوغرافية لآنا سليزيك التي استلهمت أعمالها من أحد المصورين في سوق كابل بأفغانستان لتجسد العوالم الداخلية لنسائها. وغاليري مركز أيام للفنون يقدم معرض (حكايات الأمكنة) حتى 11 أكتوبر للمصور الإيراني مجيد كورانج بيهشتي من خلال مجموعتيه 2007 و2011 مزيج من العالم الواقعي والعالم التغريبي. بينما يقيم غاليري آرت معرض (جراح) حتى 20 أكتوبر، تتمحور فيه أعمال المصور الفوتوغرافي السوري جابر العظمة حول تحولات الثورة في سوريا خلال الأشهر العشرة الأولى حيث اعتمد على تصوير الأفراد والمجموعات.

وفي الوقت نفسه يقدم غاليري اعتماد معرض (حكايا كولاج) حتى 4 أكتوبر، يظهر فيه أسلوب المصور أرمان ستيباننيان في فن الكولاج (تجميع) لتجسيد سرد بصري للحكايات. وقد طور الفنان أسلوبه على مدى سنوات. أما غاليري موجو فيقدم معرض (فوضى جميلة) حتى 31 أكتوبر، للمصورة هاتي بيديرا التي تقدم احتفالية نابضة بالحياة من كبرى مدن الهند: مومباي وما تحفل به من متناقضات وأبنية معمارية مختلفة. ويقدم غاليري غري نويز معرض (فهم المغناطيسية) حتى 20 أكتوبر، للفنان الآيرلندي ما يل جون ويلان من خلال صور وأفلام فيديو العلاقة بين الكائنات والفضاء المحيط بها والتداخل المغناطيسي فيما بينها. ويقدم غاليري ساتلايت معرض (رصد 2)، وهو عبارة عن أعمال فيديو حول العلاقة بين التلفزيون والإعلانات التجارية والمجتمعية.

وهناك المعارض التي يتجلى فيها الفن الحديث، مثل غاليري إيزابيل فان دين أيند، الذي يقدم معرض (الذي يكمن خلف الأشياء) حتى 11 أكتوبر يحتوي على أعمال 6 فنانين في الجزء الثاني من المعرض يؤكد على تطور رؤيتهم الفنية بين الفن التجريدي لعوالم الإنسان الداخلية وما يحمله في داخله من رموز. أما غاليري كاربون 12 فيقد، معرض (عودة إلى الوطن) حتى الأول من نوفمبر حيث يعود الفنان البرتغالي جيل هيتور كورتيزاو ليقدم أحدث أعماله في إطار أسلوبه الذي يجمع مشهدية السينما والتصوير بتقنية تعتمد في الرسم على الزجاج. ويذهب متحف صلصالي الخاص إلى تقديم معرض (صومعة الزلازل) حتى 28 نوفمبر، تجسد خلاله الفنانة بانيتا رحماني بأسلوبها الفني الدقيق تفاصيل مشاهد طبيعية من موطنها إيران وتقارب في أعمالها العملاقة بين الطبيعة والإنسان. وهناك المعارض التي تقدم التصاميم مثل صالة فن ديزاين التي تقدم معرض (مرايا بلاستيكية) حتى 10 أكتوبر حيث تبحث الفنانة فيكتوريا فيراي من خلال أعمالها الفنية عن مساحة التوازن الدقيقة بين العمل في وكالة إعلان وبين رسم بورتريهات لنساء غامضات، وتجمع في أسلوبها ببن الرسم التقليدي والبوب آرت. ويبقى الفن الأفريقي حاضرا، إذ يقدم غاليري شكوكيس معرض (تاريخ أشياء غير مهمة) حتى 17 أكتوبر، يقدم الفنان أندرو فيرستر من جنوب أفريقيا في لوحاته الزاخرة بحيوية الألوان والتاريخ والثقافات القديمة لهذه القارة. وللأثاث حصة في هذه المعارض، حيث يقدم لا غاليري ناسيونالي معرض (فن الأجيال) حتى 31 أكتوبر الذي يضم أثاث وتحف فنية للمصممين بييرو اليساندريني وأندرو روبشرين في أحدث أعمالهما. (اعتمدنا في هذا السرد المتسلسل للغاليريهات وصالات الفن على الغرافيك الذي نفذته الناقدة التشكيلية رشا المالح).

ومن أهم المستجدات الفنية التي قدمها مجمع السركال، انضمام شركة «ذا فريدج» المتخصصة في الموسيقى، التي نظمت حتى الآن أكثر من 3 آلاف فعالية خاصة وعامة بمشاركة موسيقيين عالميين، إلى هذا المجمع. وتسعى هذه المؤسسة المتخصصة في إدارة أعمال الموسيقيين والمغنين والعازفين في الشرق الأوسط إلى تعزيز دورها في قطاع الفنون الأدائية في المنطقة، مع انتقالها إلى مقرها الجديد في منطقة «السركال أفنيو» الثقافية أصبحت المؤسسة الأولى للفنون الأدائية التي تؤسس وجودها. أكدت شيلي فروست، مؤسسة ومديرة «ذا فريدج» لـ«الشرق الأوسط» أنه «من المهم بالنسبة لمؤسستنا أن يكون لها مقر في موقع مركزي، خصوصا مع تنامي مجموعتنا التي تضم ما يزيد على 100 فنان، كي نستطيع الوصول إلى جمهور جديد». وأشارت إلى أن منطقة «السركال أفنيو»، التي أصبحت من أهم المناطق الحيوية والمتنوعة في دبي، تعكس التزام «ذا فريدج» بإبراز مواهب الموسيقيين المحليين، ودعم مشهد الفنون الأدائية المتنامي حيث شاركت في فعالية يوم الافتتاح، وأدت فرقتها جزءا من عرض «كالوبلا»، الذي يضم نخبة من الراقصين والمغنين والعازفين، والذي سيقدم أكتوبر المقبل. ومن المستجدات الأخرى في المجمع، بدء موسم المعارض ببرامج جلسات الحوار الشهرية الخاصة بالقائمين على معرض (أيام تصميم دبي)، حيث أقيمت الجلسة الأولى في غاليري «ناشيونال» بعد افتتاح معرضها (أجيال) للفنانين المتخصصين في التصميم بييرو أليساندريني وآندرو ريفيرن، ليكون أليساندريني، الشهير بتصميماته المعمارية العالمية، ومنها تصميم فيللا سلطان بروناي، ضيف الجلسة مع ابنته شيارا، وليدير الحوار مدير الغاليري غويلوم كويري. ونظم القائمون على معرض (أيام تصميم دبي) بالتزامن مع افتتاح معرض أجيال، جلسة الحوار الأولى من برنامجها الشهري - عارضون محليون وعالميون - والتي تحمل عنوان (قصص في التصميم) وتساعد تلك الجلسات في الانفتاح على عالم التصميم من خلال النقاشات وتبادل الخبرات من خلال التركيز على تاريخ الحركات الجمالية، وسوق التصميم والتجارة. ويمكن القول إن افتتاح «سركال أفنيو» يعتبر أكبر حدث فني لهذا الموسم، ويقدم إضافة ثقافية هامة إلى المشهد الفني في دبي، من خلال مزج لوحات فنية وصور فوتوغرافية وأنغام موسيقية وتصاميم معمارية وجلسات نقاشية. ويعتبر هذا المكان الفني بحق أول متحف شخصي وأول غاليري للتصاميم في دولة الإمارات العربية المتحدة.