الدراما الهندية تنافس نظيرتها التركية على اجتذاب المشاهد العربي

استقبال الجمهور لمسلسل «راني بادميني» يعد مؤشرا قويا لنجاحها

مشهد من المسلسل الهندي «راني بادميني» الذي تعرضه قناة «mbc»
TT

خلال السنوات الماضية تأرجح المزاج النفسي للمشاهد العربي بين الأعمال الدرامية التركية والمكسيكية ومن قبلهما اليابانية، التي حجزت جميعها مكانة متقدمة لدى المشاهد العربي، حتى بدأت مطالبات عدة للقائمين على شركات الإنتاج الفني بإنتاج أعمال درامية عربية تشبه هذه الأعمال، خصوصا التركية منها بما يحاكيها في التقنية والديكور.

وبينما يرى نقاد أن هذه الدراما تشكل خطرا على الدراما العربية، يرى آخرون أن المزاج لن يبقى تركيا طوال الوقت، خصوصا مع ظهور منافس جديد مؤخرا يتمثل في الدراما الهندية، التي يتوقع كثيرون اكتساحها للفضائيات العربية في الفترة المقبلة لتكون منافسا قويا للأعمال التركية، ولا يستبعد أيضا أن يتوجه الجمهور العربي للحالة الهندية التي بدأت بتخصيص فضائيات هندية تبث في الدول العربية مخصصة للدراما.

أولى هذه القنوات تحمل عنوان «زي ألوان» التي بدأت بثها التجريبي قبل أسابيع قليلة، بعد أن أخذت مقرا لها في دبي، إضافة إلى مكتب آخر في المملكة العربية السعودية، وستكون «الدبلجة» للأعمال المعروضة بها مترجمة إلى اللغة العربية.

وتهدف الأعمال الدرامية التي سوف تبثها القناة إلى تعريف المجتمع العربي على نظيره الهندي، والتاريخ الاجتماعي والثقافي للهند، بما يعضد العلاقات الثقافية والاجتماعية بين العالم العربي والهند، التي بدأت منذ قرون طويلة.

ويؤكد المدير الإقليمي لشركة «زي» للمشاريع الترفيهية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وباكستان، موكوند كايري، في تصريحات له: «يسعدنا كشبكة أن نقدم للجمهور العربي قناة تلفزيونية مخصصة للدراما، بل أعلن عدم اكتفاء الشبكة بالدراما وقناة (زي أفلام) التي أطلقت من قبل، واستطاعت ترسيخ مكانتها لدى الجمهور العربي، ولكن الجديد تقديم برامج هندية بنكهة عربية، بما يضع بين أيدي المشاهد العربي خيارات فنية وثقافية على مستوى قطاع الترفيه والدراما».

في المقابل بادرت مؤخرا قناة «mbc» بعرض مسلسل هندي مدبلج باللهجة السورية يحمل عنوان «راني بادميني»، الذي حظي بنسبة مشاهدة عالية منذ عرضه في عيد الفطر الماضي، حيث استقبله الجمهور بقدر من الحميمية، وهذا ما يراه البعض مؤشرا قويا لنجاح الأعمال الدرامية الهندية في الفترة المقبلة.

من جانبها، تعلق الناقدة ماجدة خير الله على وجود الدراما الهندية في العالم العربي، بقولها لـ«الشرق الأوسط»: «وجود الدراما الهندية سيكون مثل نظيرتها التركية وكذلك المكسيكية، بمعنى أنها ستكون (موضة) في وقت من الأوقات، وذلك رغم أن موضوعاتهم لا تقترب من الثقافة العربية، إلا أن الجمهور العربي يعشق هذه الأعمال ويقبل عليها».

وتحذر خير الله من وجود هذه الأعمال، فما هي إلا مؤشرا لسحب البساط من الدراما العربية الذي بدأ بالفعل، وسط تجاهل القائمين على صناع الدراما العربية من منتجين وفنانين ومخرجين، موضحة أن هذا التجاهل يترجم في الأعمال التي تقدم حاليا، التي يشوبها الاستسهال في الإنتاج والأفكار المستهلكة وكذلك في النجوم المستهلكين، على حد قولها.

وتبرر خير الله إقبال الفضائيات العربية على شراء الأعمال التركية والهندية إلى رخص سعرها، بعكس العربية التي تتسم بأسعار باهظة، والتي تتوقع لها خير الله أن ينفر منها الجمهور قريبا.