فاليري تريرفيلر الفرنسية الأولى.. هل ستمارس مهنة مدفوعة الأجر؟

جميع نساء رؤساء فرنسا السابقين أدين أدوارا بدون راتب

TT

تجري مفاوضات حاليا بين القناة التلفزيونية الفرنسية المشفرة «كانال بلوس» مع فاليري تريرفيلر، شريكة حياة الرئيس فرانسوا هولاند، للانضمام إلى المجموعة التي تملك عدة قنوات. وأضافت القناة أن العرض المقدم لسيدة فرنسا الأولى يقضي بتقديمها برنامجا ثقافيا يقدم مرة كل شهرين من شاشة القناة. وكانت تريرفيلر قد قدمت برنامجا للحوارات الفنية من قناة «ديركت 8» التابعة للمجموعة، قبل انتخاب هولاند رئيسا للجمهورية.

ومن المنتظر أن تعقد لقاءات قريبة بين المشرفين على القناة والصحافية الساكنة في «الإليزيه» والتي كانت، على مدى 20 عاما، مديرة للقسم السياسي في مجلة «باري ماتش». وهي ما زالت تكتب فيها تقارير ثقافية. وفي حال تم الاتفاق فإن فاليري تريرفيلر ستكون أول شريكة لرئيس فرنسي تمارس مهنة مدفوعة الأجر.

كارلا بروني، زوجة الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، كانت تمارس الغناء أثناء ولاية زوجها وأصدرت اسطوانتين حققتا مبيعات كبيرة لكنها تبرعت بالعائدات إلى جمعيتها للعمل الإنساني. أما زوجته السابقة ليتيسيا فكانت تقيم في مكتب مجاور له ولعبت، قبل انفصالها عن ساركوزي، دورا دبلوماسيا ناجحا في الإفراج عن الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني الذين كانوا محتجزين في ليبيا القذافي. ونشطت برناديت، زوجة الرئيس الأسبق جاك شيراك، في العمل الإنساني وتطوعت للإشراف على جمعية «قطع النقد الصفراء» التي تعنى بتحسين إقامة الأطفال في المستشفيات وتشييد مساكن لذويهم ملحقة بمراكز العلاج. ولعل دانييل، زوجة الرئيس فرانسوا ميتران، كانت الأكثر انخراطا في العمل السياسي من خلال جمعيتها «فرنسا الحريات»، بينما لم يعرف نشاط كثير خارج الإطار البروتوكولي لآن إيمون، قرينة الرئيس جيسكار ديستان. وقبل ذلك اهتمت كلود، زوجة الرئيس بومبيدو، برعاية الفنانين والمثقفين، بخلاف «العمة إيفون» زوجة الجنرال ديغول التي كانت ربة بيت تتوارى في ظله المديد.

حاولت تريرفيلر أن تستمر في لعب دور استشاري في حياة الرئيس الجديد وتم تخصيص مكتب لها وطاقم من المساعدين في القصر الرئاسي. لقد كانت تقدم له النصح في قضايا التعامل مع وسائل الإعلام وساعدته في تخفيف وزنه وتحسين مظهره، لكن هفوة التغريدة التي بدرت منها ضد غريمتها سيغولين روايال، شريكة حياة هولاند السابقة، دفعت الرئيس إلى قمع اندفاعتها وحصرها في الواجبات البروتوكولية، بعد أن أطلقت الصحافة على هفوتها تسمية «تريرفيلر غيت»، على غرار فضيحة «ووترغيت» في أميركا، كما حوّر فنانو الهزل اسمها إلى «فاليري تويتفيلر»، نسبة إلى الموقع الالكتروني للتواصل الاجتماعي «تويتر».

لم تتوقف الصحافية المحترفة عن الإعراب عن رغبتها في مواصلة مهنتها وكسب عيشها وعيش أبنائها الثلاثة (من زواج سابق) من الصحافة. ذلك أن دور «السيدة الأولى» يبدو غير منسجم مع وضعها كشريكة وليس زوجة رسمية. وقد كان لها ما أرادت ولكن في نطاق ضيق ومن خلال تقارير تعرض فيها الكتب الجديدة لمجلة «باري ماتش». وقد أثارت الدعاوى التي رفعتها في المحاكم ضد الصحف الفرنسية التي نشرت لها صورا مختلسة وهي بثوب السباحة، أثناء إجازتها الصيفية الأخيرة مع الرئيس، جدلا في أوساط زملاء المهنة لأنها استثنت «باري ماتش» من شكواها، على الرغم من أن المجلة نشرت الصور ذاتها في الصفحات الداخلية.

بعد غياب، ظهرت الفرنسية الأولى لدى تدشين القسم الجديد للفنون الإسلامية في متحف «اللوفر»، مطلع الأسبوع الحالي. كما أكدت حضورها في المزاد العلني الكبير الذي جرى تنظيمه، أمس، في قصر «يينا» في باريس لصالح جمعية «فرنسا الحريات» التي كانت دانييل ميتران قد أسستها عام 1986 لمساعدة الشعوب والأقليات المضطهدة في العالم. وبيعت في المزاد 80 قطعة من مجموعة الأعمال الفنية الخاصة بميتران والتي تحمل تواقيع فنانين من مختلف الجنسيات. وسبق لشريكة هولاند أن أبدت رغبتها في حمل راية الجمعية بعد رحيل رئيستها، العام الماضي. لكن متحدثا باسم الجمعية أوضح أنها لن تصبح رئيسة لها بل ما زال دورها قيد البحث.

تغادر تريرفيلر بصحبة الرئيس الفرنسي إلى نيويورك الأسبوع المقبل، لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث يلقي هولاند أول خطاب له من منبر المنظمة الدولية. لكن لن يتاح لفاليري أن تأخذ الحديث خلال الاجتماعات، مثلما فعلت كارلا من قبل، باعتبارها سفيرة الصندوق الدولي لمكافحة مرض «الإيدز». مع هذا ستتمكن الفرنسية الأولى من استعراض أناقتها الباريسية، مجددا، عندما تلتقي نظيرتها ميشيل، زوجة الرئيس أوباما.