أسبوع «آمبي فالي» لأزياء العرائس.. من وحي أميرات المغول

قبل بداية موسم الزواج في الهند

المصمم جيجي فالايا ومجموعته التركية
TT

ترجم المصممون عرائس أحلامهم في «أسبوع آمبي فالي لأزياء العرائس 2012»، وهو حدث سنوي يتم قبل بداية موسم الزواج في الهند. وبالطبع فإن فساتين العرائس دائما ما تكون رومانسية، ولكن يبدو هذا الموسم أنه لن تكون هناك أي حدود، فالاتجاه المعاصر هو اختيار أقمشة مثل الجورجيت والحرير والقماش المطرز والمخمل والكريب والشبيكة على طريقة النسج الهندية، وتتنوع الألوان من الأحمر القرمزي والفوشيا والبرتقالي بلون الشروق مع مسحة من الظلال بلون المانجو، إلى الألوان الأكثر بساطة مثل البيج والأصفر والرمادي والوردي، مما يضفي تدرجا على المظهر العام بأكمله.

ويقول المصمم تارون تاهيلياني «نظرا لأن درجة لون بشرة الهنود متنوعة بما يكفي كي تحمل أي لون في العالم، فإن الألوان المبهجة مثل الوردي بلون أسماك السلمون والأرجواني بلون زهرة البلوميريا والبرتقالي الخفيف والذهبي العتيق وأزرق الكوبالت والأحمر المائل إلى البرتقالي قد تكون بعض الألوان الأكثر قوة هذا الموسم. وأنا أرى لون المانجو والبنفسجي الزاهي في الأزياء، إلى جانب ألوان الزفاف التقليدية المرصعة بالجواهر، وبالطبع الأحمر الكلاسيكي الذي له دلالة رمزية هنا في الهند».

وبحسب المصمم بام ميهتا، فإن العروس الهندية لديها خيار أن تجرب أنماطا مختلفة، نظرا لأن حفلات الزفاف تعد مناسبات متعددة، والاقتراح الذي يقدمه بام للعروس المهتمة بالموضة هو «يستطيع المرء أن يحبذ الأناركالي (وهو قرطق طويل يتسع بالتدريج ويشبه ما كانت ترتديه أميرات المغول) أو الشرارة (وهو سروال يتسع بالتدريج وبه حزام عند الفخذين) أو كابا يتم ارتداؤه فوق أناركالي متناسب معه، حيث يمكن الجمع بين الأناركالي والكاب لجعل المظهر أكثر إحكاما. أو يمكنك تجربة سترة مزخرفة مع جوري دار (وهي بيجامة ضيقة) أو سروال قد يكون طاقما رائعا لمناسبات مثل الحنة وحفلات الكوكتيل».

وقد حققت النسخة الثالثة من «أسبوع أزياء العرائس» هذا العام نجاحا باهرا، حيث امتزجت فيها الأناقة بالفخامة مع عرض أفضل التصميمات التي أبدعها 11 مصمما احتفالا باتحاد أزياء العرائس التقليدية مع الحداثة والمعاصرة. وقد غزت السينما الهندية أسبوع العرائس من خلال إقبال نجوم بوليوود على ارتداء أثواب زفاف ساحرة. وافتتح تارون تاهيلياني ملك ملابس العرائس الحدث بأطقمه الغنية، حيث قدم المصمم أزياءه الشهيرة من الساري الشبيكة والأناركالي الغني بالزخارف مع الليهينغا (وهو نوع طويل من التنانير الهندية)، والقرطق المليء بالزخارف فوق الجوري دار، وكذلك أطقم الباندغالا والشيرواني الرجالية ذات الخطوط الرشيقة. وهذه التشكيلات من الملابس مخصصة للعروس المعاصرة، وهي تحتوي على زخارف الزردوري بألوان غنية تمتد من ألوان الزفاف المعتادة مثل الأحمر التقليدي والأحمر الداكن إلى اللون الأحمر المائل إلى الأرجواني والبيج والأسود واللون العاجي ولون الخوخ.

وقدمت الممثلة شيترانغادا سينغ مشيتها الجميلة فوق منصة العرض وهي ترتدي تنورة ليهينغا باللون الوردي الفاتح ومزخرفة ومغطاة بالترتر، مما أعطاها مظهرا متألقا. ويعد تارون تاهيلياني من أبرع مصممي ملابس العرس في الهند، وقد عاد هذه المرة إلى موضة العشرينات العريقة، حيث كانت تسريحات شعر جميع العارضات تبدو كما لو كن قد خرجن من عصر الأفلام الصامتة، وكان الشعر المعقود على الجانب والشعر المعقوص بعناية يكملان التصميمات العتيقة بصورة رائعة.

وإذا كان هناك مصمم جعل نجمات بوليوود يرغبن في أن يصبحن عرائس، فهو فيكرام فادنيس، الخبير في مجال ملابس العرس، وقد أذهل الجميع من جديد بأحدث تشكيلة قدمها في «أسبوع آمبي فالي لأزياء العرائس»، وكان جميع العارضات يرتدين ملابس جعلتهن يشبهن الآلهة الإغريق بالإكليل الذهبي الذي يضعنه فوق رؤوسهن. وقد انبهر الجميع بالزي الذي كانت ترتديه الممثلة الهندية المحبوبة سهى علي خان، فالمزيج اللوني الذي يجمع بين المخمل الأرجواني الداكن وليهينغا العرس وردية اللون جعل سهى تبدو كما لو كانت إلهة حقيقية.

وهناك المصممان شين وفالغاني بيكوك، المعروفان بتصميماتهما المشتركة بين الرجال والنساء، خاصة فساتينهما القصيرة (التي ارتدتها نجمات عالميات من أمثال باريس هيلتون وكيم كارداشيان وبريتني سبيرز وليندساي لوهان وغيرهن)، وقد جمعا ما بين الأكتاف البارزة وفساتين الزفاف، كما جمعا بين الماكياج القوطي وأزياء الساري ذات الألوان الهادئة.

واستمرارا لتشكيلته المستوحاة من الفن التركي والمسماة «أزرق»، قدم مصمم الأزياء الشهير جيجي فالايا عرضا حبس الأنفاس في ختام «أسبوع أزياء العرائس»، ورغم أن التصميمات ذكرت الحاضرين بالتشكيلتين السابقتين اللتين اعتمد فيهما على نفس الفكرة الرئيسية، فإن نضارة أزياء العرس تركت انطباعا باقيا، حيث توحي هذه المجموعة بأنك داخل بازار مزدحم في مدينة إسطنبول التركية، إلى جانب البهلوانات والراقصات الشرقيات وأحد الدراويش الذين يقدمون عروضا ترفيهية بين الفقرات. وفي الفقرة الأولى تم عرض أزياء الساري والأناركالي بالألوان الأبيض والأسود والرمادي مع مسحة من الأحمر، تلتها مجموعة القرطق الطويل الملامس للأرض والساري المزخرف باللونين الأزرق الفيروزي والأخضر الفيروزي، وهي مستوحاة من القراميد المنتشرة في تركيا. وقد كانت الفخامة المميزة لأسلوب فالايا حاضرة في جميع الأطقم التي قدمها، إلا أن أبرزها كان الفستان الأسود المغطى بالترتر مع سترة ذهبية، والساري الشبيكة الأبيض المزخرف، مع معطف مطرز بلون زهرة الليلك، والرداء الحريري بحزام عريض عند الخصر.

وقد تم عرض بعض الأزياء الرجالية وسط فقرات تشكيلة السيدات، وأدى هذا العرض نجوم من مختلف المجالات، مثل صاحب المطاعم آد سينغ بطاقم شيرواني رمادي اللون، والممثل راهول ديف بسترة مخملية سوداء، والمطرب عقيل علي بطاقم شيرواني بيج اللون وشال، والملحن الموسيقي سليم ميرشانت بقرطق أسود مع صدرية، والمصمم نيريندرا كومار أحمد بطاقم باندغالا مزخرف رمادي اللون.

في الجزء الأخير من العرض عرضت مجموعة من الليهينغا المستوحاة من المآذن التركية، وكانت نرجس فخري، التي تحولت من عروض الأزياء إلى شاشة السينما، درة العرض، حيث دخلت ترفل في معطف مخملي بأكمام كاملة بعدة طبقات على كورتا وشوريدار أبيض على مدرج العرض. ويقول المصمم ناريندر أحمد «هناك آلاف من المصممين الذين يصممون ملابس العرائس. وقد تطلب الأمر مني ثلاث سنوات للتفكير في كيفية إنتاج شيء مختلف يجمع بين جماليات الأسلوب والطابع الهندي ليناسب العرائس الجدد، اللاتي يتميزن بأنهن أكثر إدراكا وتجوالا وفهما للسمات الأفضل للملابس».

تتميز مجموعة ناريندر بجذورها المغرقة في التقاليد الكلاسيكية المستوحاة من مؤلفات واحد من آخر أعظم ممثلي الموسيقى الكلاسيكية الرومانسية الروسية، سيرغي راتشمانينوف. وستكون فساتين أناركالي من إنتاج فالغوني آند شان بيسكوك وفساتين السهرة لحفلات ما قبل الزفاف الأكثر إقبالا لموسم العرائس هذا الموسم. كما أن التطريز الهندي دائم الخضرة وسوف يجذب موسم الزفاف العام الحالي أيضا.

يشكل اللون الأحمر على الأغلب لباس العرائس الهنود، فقدم جيوتسنا تيواري أفضل فساتين الزفاف باللون الأحمر في أسبوع موضة العرائس. وضمت المجموعة أفضل التصميمات التي حملت الظلال المختلفة للون الأحمر. وكان الفستان الذي ظهرت به ممثلة بوليوود سوناكسكي سينها، الذي صنع من القماش الأحمر، ساحرا. لكن الفستان المكون من الأبيض والأحمر البرتقالي أفضل. لكن القطعة الأفضل بين هذه المجموعة كانت السترة المخملية التي ارتدتها على ساري من اللون الأحمر. وكانت عرائس المغول لآنجالي آند آرغون كابور طفرة بصرية في التصاميم المستوحاة من الأسلوب الفارسي. كانت جميع الزخارف الجميلة مختلطة بالسعادة لرؤية ممثلة بوليوود بيباشا باسو التي مشت على مدرج العرض بفستان من ألوان متعددة جذابة، استخدم فيها المصمم عددا من الشرائط في تصميمه.

وما دمنا نتحدث عن الزفاف فمن الطبيعي أن تتسم فساتين العرائس بالطابع الرومانسي، لكن يبدو أن الموسم الحالي حاول تجاوز الحدود المألوفة، فتقول المصممة جايا ميرزا «اللفات والكشكشة والذوق إضافة إلى عنصر النجاح المفاجئ لفساتين زفاف الموسم الحالي تجعل العروس أكثر بساطة وجمالا». ونتج هذا الجمال المعاصر من اختيار الأقمشة التي شملت الجورجيت والمخمل والكريب والقماش الخفيف. وقد أضافت الطبقات المتعددة بهاء للأثواب إضافة إلى القصات الرومانية.

وعادة ما ترتدي الفتيات الغربيات التونيك المعلق أسفل الركبة أو ما أدنى من ذلك، بحزام على الخصر، والمزين بصورة بسيطة للغاية. وعندما تخرج فتاة أحيانا ما ترتدي تونيك آخر أطول من الأول، وأحيانا إلى الركبتين أو حتى الكعبين أو حتى الأقدام - كان هذا تحديدا الأسلوب الذي يؤثر على ملابس العرائس في الوقت الحاضر. استلهمت جايا مجموعتها من الحقبة الإليزابيثية التي اتحدت بفاعلية مع الأبهة العربية. فالزينة الرائعة بكريستال سواروفسكي، وأعمال زردوري، تعود إلى الجذور القديمة. صنع الساري من قطع مختلفة زينت بتصاميم فريدة، بدل السالوار التي طعمت بالإلهام العربي وبنيت على أعمال كالي التي تعطي نظرة جديدة كاملة للعروس الهندي الحديثة.

من قصة المظلة وفساتين كالي إلى أسلوب حورية البحر وسترة على الليهينغا. وفي إطار رؤية هذا التنوع لعرائس اليوم عرضت مجموعة غايوتام غوبتا (العرائس) مزيجا رائعا. وتعتبر المجموعة مزيجا من الأفكار الغربية والتقليدية تبدأ من ليهينغا بنداهيني، بظلال اللون الأرجواني مع وشاح من القماش الخفيف والأحجار الكريمة في ليهينغا لوكناوي ذي اللون الأصفر الليموني مع وشاح برتقالي فاتح في سواروفسكي إلى ليهينغا خالص بتطريز إنجليزي في ريشام وقصات دانا بعيدا عن الليهينغات الأخرى.

وحتى في الساري شملت المجموعة بعض أفضل أنواع حرير أوبارا ببلوزات أنيقة تلائم الساري، مثل ساري ليهنغا متميز وساري كثير الأهداب لثني أو تثبيت طيات الساري. وامتلأت المجموعة بالثياب النسائية، في إضافة جديدة هذا الموسم، كان البعض منها بأكمام طويلة والبعض منها به الكثير من البراعة الفنية، وتنوعت ألوانها ما بين الأبيض الفاتح إلى الرمادي والأصفر لإطلالة مختلفة تماما. يشير غايوتام إلى أن الشاراراز عادت مرة أخرى، بفضل تأثيرا نجمات بوليوود مؤخرا المستوحى من شارارا كارينا كابور في أغنية في فيلم «العميل فينود». وقال «في الوقت الذي لا يكتمل فيه جهاز العروس بدون أناركالي، نحاول التركيز بشكل أكبر على الشاراراز، بالتوافق مع سروال، مع عباءة هندية هذا العام لكسر النمط التقليدي».