شباب عراقيون يطالبون ساسة البلاد بالشروع في بناء العراق الجديد

يحيون ذكرى اليوم العالمي للسلام بالرقص والغناء والموسيقى

احتفالات يوم السلام العالمي تشارك في إخراجه 130 شابا وشابة («الشرق الأوسط»
TT

شعارات وأغانٍ وعروض مسرحية وفنية متنوعة، افترشت حدائق متنزه أبو نؤاس، وسط العاصمة العراقية بغداد أول من أمس، عبر احتفالية كبرى نظمها شباب عراقيون متطوعون بمناسبة اليوم السلام العالمي، طالبوا فيها سياسيي البلاد بنبذ خلافاتهم ووضع حد للاحتقانات الطائفية والعرقية والمخاوف الأمنية التي ما زالت تهدد أمن وسلامة المواطنين منذ أكثر من تسع سنوات من عمر التغيير في العراق.

احتفالية هذا العام تميزت بحضور جمهور كبير خصوصا من شرائح الشباب الذين تولوا تنظيم كل مفردات ومناهج الاحتفال وبمشاركة نوعية من كل أطياف المكونات العراقية، وبشكل تطوعي، وأسلوب احتفالي تضمن أفكارهم الجديدة لأجل تعزيز مفردات السلام، بمساعدة عدد من منظمات المجتمع المدني العراقي.

الحاضرون تفاعلوا مع الحفل وبدوا كأنهم لوحة تشكيلية بألوان ملابسهم التي تشابهت مع ألوان الربيع، وأسهموا بإطلاق بالونات وحمامات السلام في السماء، وسط ضحكات الطفولة وأمنياتهم بالعيش في عراق السلام والمحبة.

احتفال هذا العام الذي تشارك بإخراجه 130 شابا وشابة، تنوع بمنهاجه، إذ تضمن عرضا مسرحيا بعنوان «حرروني» أداء مجموعة من الشباب الموهوبين وهي تهدف لنشر مفردات السلام والأمان في البلاد، وعرض لوحات فنية منوعة بمشاركة مميزة لفرقة فرح للأطفال الجوالة، والاشتراك في أغنية ختامية للجميع تحدثت عن دعوة السياسيين لأجل إحلال السلام ونبذ الأحقاد، كما شاركت مغنية من أصول هولندية بقراءة قصيدة للنواب مترجمة للعربية تتحدث عن دور السلام في حياة الشعوب.

وقال الناشط المدني، كفاح الجواهري في كلمته خلال الحفل: «ندعو كل المدافعين عن السلام وحقوق الإنسان في بقاع الأرض، بمناسبة هذا اليوم لأجل التضامن معا والتطلع للعمل المشترك لأجل توطيد الأمن والسلام للجميع».

وأضاف: «يعد موضوع السلام للعراقيين قضية جوهرية، لكنهم ما زالوا تحت مطرقة التهديدات وإهمال المشاريع الخدمية وبناء العراق الجديد، على الرغم من مرور سنوات طويلة على تغيير النظام الديكتاتوري الحاكم».

بينما قالت الناشطة النسوية ورئيس جمعية الأمل العراقية هناء ادور لـ«الشرق الأوسط»: «للأسف الشديد لم يستطع سياسيونا تأمين السلام الحقيقي للبلاد على الرغم من مرور أكثر من تسع سنوات على سقوط النظام السابق». وأضافت: «ما زلنا نخشى الإرهاب والقتل المجاني والتهجير والاختطاف، وما زال شبابنا يعاني البطالة والتسرب الدراسي وغيرها من مشكلات كثيرة».

وبينت «هناك ضعف كبير لدى مؤسسات الدولة في إيجاد محاور مشتركة ما بين السلطة والمواطن حتى الآن وهذا يعطل كثيرا من عجلة البناء والتطوير الذي نسعى له».

وعن أهم ما ميز احتفالية هذا العام، قالت: «يوم السلام هذا العام تميز بمشاركة الشباب من كل مكونات الشعب العراقي، في تأكيد على دورهم الحقيقي الذي نعول عليه لأجل تحدي مفردات الطائفية والقومية والعرقية لضمان العيش في عراق خالٍ من العنف، إضافة لتحدي السلطات التي تحاول حرف مسار اهتماماتهم».

وتوقعت ادور «استمرار حالة النزاعات ما بين السياسيين بسبب غياب الثقة والحوار البناء فيما بينهم، مما ينذر بصدامات أخطر وتهديم لأي محاولة للتعايش المشترك في عراق فيدرالي موحد».

وأكدت أهمية إشراك الرأي العام في حل تلك المشكلات وإشراك الشباب أيضا لأجل سحب الاحتقان الطائفي والسياسي في البلاد.

وأحيا الفنان المغترب نصير شمة حفلا فنيا في بغداد، بالمناسبة على خشبة المسرح الوطني، يوم الجمعة نظمه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق، وتبنت فيه 14 كتلة سياسية عراقية إطلاق بيان مشترك يعبر عن الالتزام بالعمل معا من أجل السلام ووضع حد للعنف في العراق الذي يشهد منذ 2003 أعمال عنف دامية قتل فيها عشرات الآلاف.

والجدير بالذكر أن العالم يحتفل في 21 سبتمبر (أيلول) من كل عام باليوم العالمي للسلام، إذ أنشأت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الدولي للسلام في عام 1981 بغرض «تكريس المثل العليا للسلم داخل جميع الأمم والشعوب وفيما بينها على حد سواء، ولتعزيز تلك المثل». وبعد عشرين عاما، قررت الجمعية العامة أن يكون الاحتفال بهذا اليوم سنويا في 21 سبتمبر بوصفه «يوما لوقف إطلاق النار وعدم العنف في العالم»، ودعت جميع الدول الأعضاء والمؤسسات التابعة لمنظومة الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية وغير الحكومية والأفراد إلى الاحتفال باليوم الدولي للسلام بصورة مناسبة، بما في ذلك عن طريق التعليم ونشر الوعي، والتعاون مع الأمم المتحدة في تحقيق وقف إطلاق النار على النطاق العالمي.