حفل ختام المهرجان بمعابد الكرنك يستعيد تاريخ الفنون الفرعونية

TT

على غرار ما كان يقوم به عشاق التمثيل في مصر الفرعونية بتقديمهم العروض المسرحية على ضفاف البحيرة المقدسة بمعابد الكرنك التاريخية، قبل أكثر من 3 آلاف عام، اختتم مهرجان الأقصر للسينما المصرية - الأوروبية دورته الأولى بمسرح خاص أقيم على ضفاف ذات البحيرة التي شهدت العروض التمثيلية لقدماء المصريين.

وكان حفل الختام الأسطوري مفاجأة لجموع المشاركين من 21 دولة أوروبية بجانب المشاركين المصريين، إذ بدأ حفل الختام بتدفق المشاركين إلى أروقة معابد الكرنك الفرعونية الشهيرة، حيث شاهدوا عرضا مبهرا للصوت والضوء، وما إن وصلوا إلى البحيرة المقدسة حتى وجدوا أنفسهم في رحاب حفل يقام في أحضان التاريخ، إذ تحيط بهم بحيرة الكرنك المقدسة من جانب وتحيط بهم أعظم الآثار المصرية من جانب آخر، وتلقي مسلات حتشبسوت الشاهقة بظلالها عليهم.

دفع هذا المخرج المصري الدكتور سمير سيف، رئيس لجنة التحكيم، إلى القول إن المشاركين في المهرجان جميعا كتبت أسماؤهم في كتاب الزمن بحضورهم لحفل الختام المقام في أعظم أمكنة التاريخ. في حين أقيم حفل العشاء في ساحة معابد الكرنك ليتناول المشاركون العشاء على وقع عروض الفنون الشعبية المصرية.

وأعاد الحفل إلى الذاكرة من جديد فنون الفراعنة الذين مارسوا التمثيل قبل أكثر من 3 آلاف عام، حيث تؤكد المعالم الأثرية لملوك مصر القديمة التي تضم عشرات الشواهد التاريخية في أبيدوس والأقصر وإدفو أن المصريين القدماء عرفوا نوعين من الدراما، هما الحفلات الطقسية، والدراما الدينية، وكانت الحفلات الطقسية يقيمها الكهنة في المعابد، وأن كهنة مصر القديمة أنشأوا مدارس لتعليم الرقص تابعة للمعابد، وأن الرقص عند قدماء المصريين كان يوظف دراميا، وهو أمر سبقت به مصر دول العالم في هذا المجال.

لكن حفل الختام الذي وصف بالأسطوري لإقامته في قلب معابد الكرنك الشهيرة لم يخل من المنغصات، بإعلان الدكتور محمد القليوبى رئيس مؤسسة نون المنظمة للمهرجان عن تسبب وزير الشباب في حرمان شباب السينمائيين المصريين برفضه السماح بفتح مسرح وسينما، ونزل الشباب أمام عروض المهرجان وشباب السينمائيين المصريين وطلبه لمبالغ طائلة عجزت إدارة المهرجان عن توفيرها.

وأعلن القليوبى عن إقامة فرع دائم للمهرجان في الأقصر، بينما أشاد محافظ الأقصر عزت سعد بالندوات الخمس التي أقيمت على هامش المهرجان، مؤكدا أنها أثرت الحياة الثقافية في المحافظة.

كما أشاد بورش العمل التي أفادت شباب السينمائيين المصريين كثيرا. وطالب محافظ الأقصر دول أوروبا بزيادة حجم مشاركتها بالمهرجان في دورته المقبلة، وهو الأمر الذي رحب به سفير الاتحاد الأوروبي في القاهرة، الذي شارك في حفل ختام المهرجان وعدد من فعالياته. وأوضحت وكالة الأنباء الألمانية في تقرير لها أن مهرجان الأقصر الأول للسينما المصرية - الأوروبية أقيم في موعده في الفترة من 17 إلى 22 سبتمبر (أيلول) الحالي، بعد أن تجاوز عثراته وتخطى العقبات التي كانت تحول دون إقامته في موعده، وتمثلت في عقبات مالية.